في الواقع ليس من السهل عليك دائمًا أن تعرف ما إذا كان طفلك مُصابًا بالإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza - Flu) أم لا؛ ولكن يُمكن القول بأنّ الإنفلونزا تأتي بسُرعة وتكون أكثر حدّة من نزلة البرد، ويميل الأطفال المُصابون بالإنفلونزا إلى الشعور بالانزعاج والتّعب خلال أول يومين أو ثلاثة أيام من المرض، ممّا يستدعي توفير الرّعاية المُناسبة التي يحتاجها الطّفل ليشفى.[١]


كيف يكون علاج الإنفلونزا عند الأطفال؟

يعتمد علاج الطّفل المُصاب بالإنفلونزا على الأعراض والعلامات التي يعاني منها، بالإضافة لعُمره، وصحته العامة، إضافةً إلى مدى خطورة حالته، ويهدف العلاج إلى مساعدته على التّخفيف من الأعراض والعلامات المُصاحبة للإنفلونزا،[٢] وفيما يلي توضيحًا لطرق علاج الإنفلونزا عند الأطفال الأكثر شيوعًا:


علاجات الإنفلونزا المنزلية

هناك عدد من الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها مساعدة طفلهم المُصاب بالإنفلونزا على الشعور بالتحسن، وهي:

  • مُساعدة الطّفل على الجُلوس في وضع مستقيم ليتنفّس بشكل أفضل.[٣]
  • استخدام المحقنة المُنتفخة الخاصّة بإزالة المُخاط (شفّاط المُخاط) لإزالة المخاط من الأنف.[٣]
  • استخدم قطرات الأنف المُحضّرة من محلول الماء الملحيّ؛[٣] إذ يمكن رش ثلاث قطرات في كل فتحة من فُتحات الأنف، ويُمكن استخدام هذا المحلول الملحيّ لتقليل الاحتقان بمجرد إزالة المخاط من فتحتي الأنف.[١]
  • منح الطّفل المزيد من السوائل؛ إذ يمكن أن يعاني الطفل من الحمى وفقدان الشهية إلى جانب الإنفلونزا، وكلاهما قد يُسببان الجفاف.[٤]
  • تشجيع الطّفل على أن يبقى في سريره مُرتاحًا، مع إمكانيّة أن يقرأ الكتب أو المجلّات، أو يستمع للموسيقى الهادئة، أو يُشاهِد فيلمه المفضل لكي لا يضجر.[٤]
  • إلباس الطّفل الملابس سهلة الخلع، وذلك لتسهيل خلعها أثناء نوبات القشعريرة أو الحمى.[٤]
  • استخدام المرطب أو المرذاذ في غرفة نوم الطفل؛ لترطيب الجو والمساعدة على تخفيف احتقان الأنف، والسعال، وسيلان الأنف أو انسداده، ويُنصح بتنظيف جهاز التّرطيب هذا بعد كل استخدام أو مرة واحدة على الأقل في اليوم.[٤][٣]
  • يمكن أن يساعد العسل على تخفيف السعال المستعصي لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا، إذ يُنصح بإعطائهم 1 - 2 ملعقة صغيرة من العسل ليلاً، ويجدر التنويه هنا إلى تجنّب إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا.[٤]


العلاجات الدوائية

عادةً لا تحتاج الإنفلونزا إلى علاج طبي، بينما في بعض الأحيان يمكن أن يصف الأطباء دواءً مضادًا للفيروسات، ويعمل هذا الدواء بشكل أفضل إذا تم إعطاؤه خلال اليومين الأولين من المرض؛ إذ يمكن أن يجعل أعراض الإنفلونزا أكثر اعتدالًا، ويُقلل من فترة المرض، إلا أنها كغيرها من الأدوية يمكن أن تُسبب الأدوية المُضادة للفيروسات المستخدمة في علاج الإنفلونزا بعض الآثار الجانبية، لذا يُفضل أن تُناقَش إيجابيات وسلبيات تناولها مع الطّبيب،[٤] ومن العلاجات الدوائية الأخرى الشائعة في علاج الإنفلونزا لدى الأطفال ما يلي:[٢]

  • الباراسيتامول: (Paracetamol)، يساعد هذا الدواء على تقليل آلام الجسم والحمى.
  • دواء السعال: قد يصف الطبيب دواء السعال للطّفل المُصاب بالإنفلونزا إذا كان يعاني منه.



يُنصح بتجنّب إعطاء الأسبرين للطفل المُصاب بالحمى.




ما هي الأدوية التي يجب تجنّب استخدامها لعلاج الإنفلونزا عند الأطفال؟

لا تُعدّ جميع الأدوية الشائعة لعلاج الإنفلونزا متاحة للأطفال، وفيما يلي توضيحًا لأهم الأدوية التي يجب تجنّب استخدامها لعلاج الطّفل المُصاب بالإنفلونزا:[٣]

  • المضادات الحيوية: (بالإنجليزية: Antibiotics)، لا يصف الأطباء المضادات الحيوية لنزلة البرد والإنفلونزا كونها غير فعّالة ضد الفيروسات المُسببة لهذين المرضين، ومع ذلك قد يصف بعض الأطباء في حالات معينة مضادًا حيويًا إذا كان هناك قلق بشأن عدوى بكتيرية.
  • الأسبرين: يُمنع على الأطفال تناول الأسبرين أو الأدوية التي تحتوي على مُركّب الساليسيلات (Salicylate) أو حمض الساليسيليك (Salicylic acid)؛ وإذا تساءلت عن ذلك، فالإجابة هي أنّ استخدام الأسبرين من قبل الأطفال قد يُسبّب إصابتهم بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's Syndrome)، وهي من الأمراض الخطِرة التي تستهدف كلًا من الكبد والدماغ والدم.


متى يجب أن آخذ طفلي إلى المستشفى؟

في الواقع عليك الانتباه للعلامات التي تظهر على طفلك، والأعراض التي يُعاني ويشكو منها، فإذا عانى الطّفل من بعض الأعراض والعلامات المقلقة، فإنه يتوجب عليك أخذه إلى المستشفى، وتشمل هذه الأعراض:[١]

  • مُواجهة صعوبة في التنفس لا تتحسن بعد تنظيف الأنف من المُخاط.
  • ميلان لون بشرة الطّفل إلى الازرقاق.
  • إذا بدا عليه المرض والتعب أكثر من أي نوبة مرض سابقة، أو لم تكن استجابته وردة فعله كالمعتاد، على سبيل المثال إذا لم يبكِ في الحالات التي يتوقع منه البكاء، أو إذا لم يتواصل معك بالعين جيدًا، أو إذا كان خاملًا أو كسولًا.
  • إذا لم يشرب السوائل بشكل جيد، واستمر في التقيؤ بشكل متكرر، أو ظهرت عليه علامات الجفاف.
  • إذا كان عُمر الطفل من 6 أشهُر إلى عامين يُفضّل أخذه للطّبيب فور مُلاحظة أعراض الإنفلونزا.[٥]


هل تُعدّ الإنفلونزا خطيرة على الأطفال؟

يُمكن القول أنّ الإنفلونزا تُعدّ أكثر خطورة من نزلة البرد في حال إصابة الأطفال، ففي كل عام يُصاب ملايين الأطفال بالإنفلونزا الموسمية، ويتم إدخال الآلاف منهم إلى المستشفى، ويحتاج الأطفال عادةً إلى رعاية طبية متخصصة، خاصةً أولئك الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ومن مضاعفات الإنفلونزا التي يمكن أن يعاني منها الأطفال في هذه الفئة العمرية ما يلي:[٦]

  • الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).
  • الجفاف، والذي يُعزى لفقدان جسم الطفل للكثير من الماء والأملاح، وغالبًا ما يحدث لأن معدل فقدان السوائل أعلى من كمية السوائل المستهلكة.
  • تفاقم المشكلات الطبية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب أو الربو.
  • اعتلالات الدماغ (بالإنجليزية: Encephalopathy) واضطّراب وظائفه.
  • مشاكل الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن.


ما الفرق بين أعراض وعلامات نزلة البرد والإنفلونزا؟

عادةً ما يعاني الطفل من أعراض يُعتقد أنها أعراض الإنفلونزا، إلا أنها يمكن أن تكون أعراض لأمراض أخرى مثل نزلة البرد، ويساعد معرفة سبب مرض الطفل البالغين على تقديم الرعاية الأفضل له، وتعزيز شفائه وتعافيه، وتقليل خطر حدوث المضاعفات التي ذُكرت سابقًا، وفيما يلي بيان لبعض الاختلافات الرئيسية بين أعراض نزلة البرد والإنفلونزا عند الأطفال الصغار:[٧]

  • سرعة البدء: إذا ظهرت الأعراض بسرعة كبيرة فمن المرجح أن تكون إنفلونزا.
  • الحمى والقشعريرة: عادةً ما تكون الحمى المرتفعة والقشعريرة من علامات الإنفلونزا.
  • آلام العضلات: تكون آلام العضلات أكثر شيوعًا عند الأطفال المصابين بالإنفلونزا مقارنةً بنزلة البرد.
  • الصّداع: يُعدّ الصّداع عَرَضًا أكثر شيوعًا مع الإنفلونزا منه مع نزلة البرد.
  • انخفاض الطاقة وفقدان الشهية: عادةً ما يكون الأطفال أكثر خمولًا وأقل شعورًا بالجوع عند إصابتهم بالإنفلونزا من نزلة البرد.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Renee A. Alli (20/1/2020), "Children and the Flu", WebMD, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Influenza (Flu) in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Susan L Sullivan (9/12/2015), "Calming Children's Flu Symptoms", everydayhealth, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Elana Pearl Ben-Joseph (1/9/2020), "Tips for Treating the Flu", kidshealth, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  5. "When to Call Your Doctor About the Flu", ucsfhealth, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  6. "Flu & Young Children", Centers for Disease Control and Prevention, 21/6/2021, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  7. Danielle Dresden (23/11/2019), "Flu in toddlers: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 28/6/2021. Edited.