تُعرف نزلات البرد على أنها عدوى فيروسية عادة ما تصيب الأشخاص حوالي مرتين إلى أربع مرات في السنة، ويرافقها ظهور بعض الأعراض، مثل: سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والعطس، والصداع الخفيف، والتعب الخفيف، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس المسبب للعدوى.[١]

كيف يمكن علاج الرشح؟

بداية يجدر بالقول إنه لا يوجد أي علاج لنزلات البرد، ولكن هناك عدة نصائح يمكن اتباعها للمساعدة على محاربة الفيروس المسبب للعدوى، بالإضافة إلى التخفيف من شدة الأعراض حتى يشعر المريض بالتحسن.[٢]


نصائح وعلاجات منزلية

نذكر فيما يأتي مجموعة من النصائح والعلاجات المنزلية التي يمكن اتباعها للمساعدة على التخفيف من حدة أعراض نزلات البرد:[٢]

  • خذ قسط كافي من الراحة: إذ تعتبر الراحة الحل الأمثل لعلاج نزلات البرد، خصوصًا عند المكوث في جو دافئ ورطب، لذا ينصح بالنوم لمدة 12 ساعة في كل ليلة.
  • احرص على شرب كميات كافية من السوائل: إذ يساعد شرب الكثير من السوائل على الحفاظ على رطوبة الجسم ومنع الإصابة بالجفاف، بالإضافة إلى الحد من الاحتقان، لذا ينصح بشرب الماء أو العصير خصوصًا عصير الليمون الدافئ مع العسل، وتجنب شرب المشروبات التي تزيد من الجفاف، مثل: المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية، كما ينصح بشرب المشروبات الدافئة لقدرتها على التخفيف من الاحتقان، وذلك عن طريق زيادة ليونة المخاط، لذا ينصح بشرب حساء الدجاج والشاي.[٣]
  • احرص على الغرغرة بمحلول ملحي: تساعد الغرغرة بالمحلول الملحي على تهدئية التهاب الحلق على نحو مؤقت، كما أنها تخفف من حكة الحلق، ويمكن تحضير المحلول الملحي عن طريق إضافة ربع إلى نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى ما يقارب 28 ملليتر من الماء الدافئ، ومن الجدير بالذكر أنه يجب عدم استخدام هذه الطريقة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، وذلك بسبب عدم مقدرتهم على الغرغرة بشكل صحيح.[٣]
  • تناول رقائق الثلج أو الحلوى الصلبة: إذ تساعد رقائق الثلج والحلوى الصلبة على تخفيف احتقان وانسداد الأنف.[٣]
  • تناول العسل: يساعد العسل على علاج السعال الذي يحدث أثناء نزلات البرد، ومن الجدير بالذكر أنه يجب عدم إطعامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.[٣]
  • احرص على ترطيب الهواء: يساعد الهواء الرطب على التخفيف من الاحتقان، ويمكن ذلك عن طريق استخدام أجهزة خاصة لترطيب الهواء أو بواسطة استخدام المرذاذ.[٣]
  • استنشق الزيوت العطرية: حيث إنّ استنشاق الزيوت العطرية مثل زيت النعناع أو زيت الأوكالبتوس يساعد على علاج الاحتقان، كما يمكن شم المواد ذات الرائحة القوية مثل: الكافور أو المنثول للمساعدة على تليين المخاط.[٤]
  • خذ حمام ساخن: إذ يساعد البخار الساخن على التقليل من الاحتقان المصاحب لنزلات البرد، لذا ينصح بأخذ حمام ساخن، وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان المريض يشعر بالتعب والدوار يجب أن يجلس على كرسي أثناء الاستحمام.[٤]
  • تناول فيتامين ج: حيث يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة كالبرتقال أو من خلال المكملات الغذائية، إذ ساعد فيتامين ج على تحسين الصحة العامة للجسم، وخصوصًا جهاز المناعة، وعلى الرغم من أنه لم تثبت فعاليته في منع أعراض نزلات البرد، إلا أنه قد يقلل من الفترة الزمنية لنزلة البرد.[٤]
  • استخدام نبات القنفذية: إذ يساعد استخدام هذه النبتة على التقليل من شدة ومدة أعراض نزلات البرد، وذلك عند تناولها في المراحل المبكرة من الإصابة بنزلة البرد، إلا أنّه يوجد بعض الدراسات التي لم تظهر أي فائدة لاستخدام هذه النبتة.[٣]


العلاجات الدوائية

كما ذكرنا سابقًا لا يوجد علاج محدد لنزلات البرد يمكن استخدامه، ولكن توجد بعض الأدوية التي تساعد في التحكم بالأعراض المرافقة لنزلات البرد، ونذكر من هذه الأدوية ما

يلي:[٢]

  • مسكنات الألم وخافضات الحرارة: يمكن استخدام مسكنات الألم للأوجاع والآلام المصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38 درجة سيليسيوس، ويفضل إعطاء دواء أسيتامينوفين كدواء البنادول (بالإنجليزية: Panadol) بدلاً من استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: aspirin).
  • مضادات الاحتقان: تساعد مضادات الاحتقان بشكل مؤقت على تجفيف وتنظيف الممرات الأنفية، ولكن يجب الانتباه لعدم استخدام هذه الأدوية لأكثر من ثلاثة إلى خمسة أيام، وذلك لأنها تسبب تأثير منعكس، أي أنها تزيد من إنتاج المخاط مما يزيد من الاحتقان، ومن الأمثلة على مضادات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية السودوإيفيدرين (بالإنجليزية: pseudoephedrine)، الذي يحمل الاسم التجاري سودافيد (بالإنجليزية: Sudafed)، كما يمكن أن تتوفر مضادات الاحتقان على شكل بخاخات للأنف تحتوي على مواد مزيلة للاحتقان مثل: أوكسي ميتازولين، الذي يحمل الاسم التجاري أوتروفين (بالإنجليزية: Otrovin).
  • مضادات الهستامين: إذ تساعد هذه الأدوية على تجفيف الأنف، ومن أثلتها دواء ديفينهيدرامين الذي يحمل الاسم التجاري بينداريل (بالإنجليزية: Bendaryl)، والذي قد يسبب النعاس لدى العديد من الأشخاص، لذا ينصح بتجنب قيادة السيارة أو أداء المهام المعقدة أثناء تناوله، ويمكن الاستعاضة عنه بدواء لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine) الذي لا يسبب النعاس ولكنه أقل كفاءة في تخفيف أعراض نزلات البرد من ديفينهيدرامين، ومن الأمثلة على مضادات الهستامين المتاحة بدون وصفة طبية السيتريزين الذي يحمل نفس الاسم التجاري.[٥]
  • الستيرويدات الأنفية: تساعد الستيرويدات الأنفية على تخفيف سيلان الأنف وضغط الجيوب الأنفية المترافق مع نزلات البرد، وتتوفر بعض هذه الأدوية بدون وصفة طبية مثل فلوتيكاسون بروبيونات (بالإنجليزية: fluticasone Propionate) الذي يحمل نفس الاسم التجاري.[٥]
  • الأدوية المقشعة: تساعد هذه الأدوية على تخفيف السعال والتقليل من إفراز المخاط، ومن الأمثلة على هذه الأدوية دواء جوافينيسين الذي يحمل الاسم التجاري ميونكس (بالإنجليزية: Mucinex).[٥]
  • أدوية السعال: إذ تساعد هذه الأدوية على التخفيف من السعال، ومن أمثلتها دواء ديكستروميثورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan)، الذي يحمل الاسم التجاري ديكستروكف (بالإنجليزية: Dextrokuf).[٥]


الأدوية الآمنة للنساء الحوامل

يجب على النساء الحوامل المصابات بنزلات البرد مراجعة الطبيب المشرف قبل استخدام أي أدوية عند الإصابة بنزلات البرد، إذ أن هناك العديد من أدوية نزلات البرد قد لا تناسب النساء الحوامل وقد تسبب بعض المشاكل لهن، وفي ما يلي ذكر لبعض الأدوية الآمنة خلال فترة الحمل والتي يمكن للنساء الحوامل استخدامها:[٦]

  • أسيتامينوفين: يمكن استخدامه للتخفيف من الآلام الشديدة في الجسم أو صداع.
  • أدوية السعال: وهي الأدوية الطاردة للبلغم أو الأدوية المثبطة للسعال وتعتبر آمنة خلال فترة الحمل.
  • بعض بخاخات الأنف: والتي تحتوي على الستيرويدات، إذ إنها تعد آمنة خلال فترة الحمل.


الأدوية الآمنة للأطفال

من المعروف أن نزلات البرد لا تحتاج لأي علاج، ولكن يمكن اللجوء لاستخدام بعض الأدوية للأطفال، وذلك للتخفيف من شدة الأعراض، وفي ما يلي بيان لذلك:[٧]

  • إعطاء الأطفال دواء الأسيتامينوفين أو الآيبوبروفين، حيث تستخدم هذه الأدوية كمسكن وخافض للحرارة، ولكن يجب الانتباه لإعطاء الجرعة الصحيحة بناءً على وزن الطفل وعمره.
  • تجنب إعطاء الأطفال والمراهقين دواء الأسبرين، وذلك لأنه قد يسبب الإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye syndrome)، وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة يمكن أن تكون مهددة للحياة.
  • تجنب إعطاء مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات.


ما الذي يجب تجنبه عند معالجة نزلات البرد

يجب تجنب ما يلي عند علاج نزلات البرد:[٨]

  • مكملات الزنك: إذ أنّه لا توجد أدلة كافية تدعم استخدام الزنك لعلاج نزلات البرد.
  • المضادات الحيوية: لا تعالج المضادات الحيوية العدوى الفيروسية وإنما فقط تعالج العدوى التي تسببها البكتيريا.
  • التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين والتعرض للتدخين السلبي إلى زيادة تهيج الأنف، والحلق، والرئتين.


كم تحتاج أعراض الرشح حتى تزول؟

في العادة يتم التعافي للأشخاص الأصحاء من الأعراض الشائعة لنزلات البرد كالتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والسعال، والعطس، والصداع، وآلام الجسم، خلال 7-10 أيام، أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو الربو، أو أي حالات أخرى تؤثر على الرئتين وممرات التنفس، قد يصابون ببعض المضاعفات، مثل: الالتهاب الرئوي، أو التهاب الأذن، أو التهاب الجيوب الأنفية، وتجدر بنا الإشارة إلى أن أعراض نزلات البرد لا يجب أن تستمر لأكثر من أسبوعين، وفي حال استمرارها أكثر من ذلك يجب مراجعة الطبيب.[٩][١٠]



المراجع

  1. "11 Popular Natural Remedies for the Common Cold", verywellhealth, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Understanding Common Cold -- Treatments", webmd, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Cold remedies: What works, what doesn't, what can't hurt ", mayoclinic, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "9 natural cold and flu remedies", piedmont, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "The Common Cold and the Flu", clevelandclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  6. "Colds During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  7. "Colds", kidshealth, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  8. "The Do’s and Don’ts of Easing Cold Symptoms", hopkinsmedicine, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  9. "Eight home remedies for treating a cold", medicalnewstoday, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  10. "Common Cold", cdc, Retrieved 29/5/2021. Edited.