يعاني العديد من الأشخاص من طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus)، والذي يتمثّل بسماعِ أصوات لا يكون لها مصدر خارجي، ولا يستطيع أحد سماعها سوى الشّخص الذي يُعاني منها، وقد يصيب طنين الأذن الأفراد من مختلف الأعمار رغم أنّه غير شائع لدى الأطفال، وتختلف طبيعة الأصوات التي يسمعها المصاب فقد تكون كالرّنين، أو النّقر، أو الأزيز، أو الصّفير أو الهسهسة، وقد تكون أصواتًا خافتة أو عالية ومزعجة، وفي بعض الأحيان يصاحب طنين الأذن ضعف السّمع، كما قد يحدث في أذن واحدة أو في كلتا الأذنين، وعادة ما يستمر الشّعور به ثوانٍ قليلة إلى بضع دقائق في كلّ مرّة، ولا يوجد سبب محدّد لطنين الأذن، لكنّه قد يرتبط بحالات وأمراض سيأتي توضيحها لاحقًا.[١]
أسباب طنين الأذن
فقدان السّمع
تحتوي قوقعة الأذن على خلايا شعريّة دقيقة تتحرّك مع استقبال الأذن للموجات الصّوتية، وتحفّز هذه الحركة إشارات عصبيّة تنتقل إلى الدّماغ عبر العصب السّمعي، ومن ثمّ يقوم الدّماغ بترجمتها إلى أصوات، ولكن في بعض الأحيان تتعرّض الخلايا الشّعرية للتّلف مع التّقدّم في السّن أو بسبب التّعرّض الدّائم للضّوضاء العالية، ممّا يؤدي إلى تسرّب إشارات عصبيّة عشوائيّة إلى الدّماغ وبالتّالي حدوث طنين الأذن.[٢]
عدوى الأذن أو الجيوب الأنفيّة
قد يلاحظ المصاب بالبرد وجود طنينٍ في الأذن، والذي قد يكون نتيجة وجود عدوى في الأذن أو الجيوب الأنفيّة والتي تؤثّر في السّمع، ومن المفترض أن يختفي طنين الأذن مع التّعافي من الإصابة بالبرد، لكن إذا استمر لأكثر من أسبوع فينبغي استشارة الطّبيب.[٣]
انسداد القناة السّمعيّة
يسبّب انسداد القناة السّمعيّة زيادة الضّغط على الأذن الدّاخلية، كما يؤدّي إلى حُدوث خلل في طبلة الأذن نتيجة احتكاكها المباشر بالأجسام التي سبّبت الانسداد، ممّا يساعد على حدوث طنين الأذن، ويحدث الانسداد نتيجة تراكم شمع الأذن، أو تساقط الشّعيرات من قناة الأذن، أو بسبب دخول أوساخ أو أجسام غريبة إلى الأذن.[٤]
إصابة الرّأس أو العنق
يمكن أن تؤثر صدمة الرأس أو الرقبة على الأذن الداخلية، أو أعصاب السمع، أو وظائف الدّماغ المرتبطة بالسمع، وعادة ما تسبب هذه الإصابات طنينًا في أذن واحدة فقط.[٢]
الأدوية
تسبّب بعض الأدوية طنين الأذن أو تزيده سوءًا، مثل أدوية العلاج الكيماوي، والمضادّات الحيويّة، ومضادات الالتهاب غير الستيرويديّة (NSAIDs)، والأسبرين.[٥]
أسباب أخرى
- مرض مينيير: وهو حالة طبّية تسبّب ضعف السّمع والدّوار الشديد.[٦]
- اضطّرابات عظام الأذن: قد يحدث تيبّس في عظام الأذن الوسطى ممّا يؤثّر في السّمع ويؤدّي إلى حدوث طنين الأذن، وقد يكون التّيبس بسبب خلل في نموّ العظم والذي غالبًا ما يكون وراثيًّا.[٢]
- خلل في قناة استاكيوس: يربط هذا الأنبوب الأذن الوسطى بأعلى الحلق ويتمدّد باستمرار على مدار الوقت ممّا قد يمنح الشّخص شعورًا بامتلاء الأذن.[٢]
- تشنّج عضلات الأذن الدّاخلية: قد ينتج عن تشنّج عضلات الأذن الدّاخلية طنين الأذن وضعف السّمع مع شعور بامتلاء الأذن، وقد لا يُعرف السّبب وراء حدوث التّشنّج، لكنّه قد يرتبط ببعض الأمراض العصبيّة مثل التّصلّب اللّويحي.[٢]
- اضطرابات المفصل الفكّي الصّدغي: يُعرف هذا المفصل بأنّه نقطة التقاء الفكّ السّفلي مع الجمجمة وهو مجاور للجهاز السّمعي ويشترك معه في بعض الأربطة والوصلات العصبيّة المغذّية لأعضاء الأذن الوسطى، ومع تعرّض أيّ من أجزائه للضّرر كالعضلات أو الأربطة أو الغضروف، سيؤدّي إلى ظهور أعراض طنين الأذن.[٤]
- ورم العصب السّمعي أو أورام الرّأس والعنق: قد يحدث طنين الأذن بسبب وجود ورم حميد في العصب السّمعي ينشأ في العصب القحفي، والذي يسري بدوره من الدّماغ إلى الأذن الدّاخلية، ويتحكّم في السّمع والتّوازن، كما قد تسبّب بعض أورام الرّأس والعنق طنين الأذن.[٢]
- اضطرابات الأوعية الدّموية: تؤثّر بعض الحالات في الأوعية الدّموية مثل ارتفاع ضغط الدّم وتصلّب الشّرايين، كما قد يحدث خلل في تدفّق الدّم نتيجة تشوّهات والتواءات الأوعية الدّموية ممّا يزيد من ضغط الدّم داخل الأوعية، وبالتالي يحدث طنين الأذن أو يصبح أكثر وضوحًا.[٢]
- حالات أخرى: قد يحدث طنين الأذن بسبب أمراض وحالات أخرى مثل:[٤]
- اضطرابات المناعة الذّاتية مثل الفايبرومايلجيا (بالإنجليزيّة: Fibromyalgia)، وأمراض الجهاز الليمفاوي.
- الاضطرابات النّفسيّة مثل الاكتئاب والتّوتر والقلق.
- اضطرابات الأيض مثل فرط/ كسل نشاط الغدّة الدّرقية والأنيميا.
عوامل الخطورة ومثيرات طنين الأذن
قد تزداد فرص الإصابة بطنين الأذن مع وجود العوامل التّالية:[٧]
- التّعرض للضّوضاء أثناء العمل، أو الحفلات الصّاخبة، أو الانفجارات، أو بسبب استعمال سمّاعات الأذن.
- التّدخين.
- فقدان السّمع.
- عامل السّن، إذ يصيب طنين الأذن كبار السّن أكثر من غيرهم.
- تراكم الشّمع في الأذن، إذ يثير تراكم الشّمع في الأذن الشّعور بالطّنين بالأذن أو يضعف السّمع.[٣]
هل يشكّل طنين الأذن خطرًا على الصّحة؟
من النّادر أن يكون طنين الأذن علامة على وجود مرض خطير، ففي معظم الحالات يحدث الطّنين ويختفي دون أن يترك أثرًا خطيرًا على صحّة الإنسان، ومع ذلك، قد يؤثّر طنين الأذن بشكل كبير على حياة بعض المصابين، ويتداخل مع أداء أعمالهم اليوميّة ممّا يؤدّي إلى مشاكل في النّوم، مع صعوبة التّركيز، كما قد يولّد لديهم شعورًا بالإحباط أو اليأس أو الاكتئاب، لكنّه في كثير من الأحيان يتحسّن طنين الأذن تدريجيًّا مع مرور الوقت، إما باختفائه أو بتعوّد الجسم عليه، لكن يحتاج كل من يعاني من طنين مزعج إلى التّقييم لمعرفة السّبب الذي أدّى لحدوثه وكيفيّة التّعامل معه.[٦]
الوقاية من طنين الأذن
في كثير من الحالات يحدث طنين الأذن نتيجة أمر لا يمكن تجنبه، ومع ذلك تساعد بعض الإجراءات في الحد من تطور الحالة، مثل:[١]
- عدم التعرض للضوضاء العالية إن أمكن ذلك، مع استخدام أجهزة لحماية الأذن كالسدادات في حالات التعرض للضوضاء الصاحبة لفترات طويلة.
- الإقلاع عن التدخين.
- التأكد من الطبيب قبل تناول أي دواء فيما إذا كان يسبب طنين الأذن أو يزيده سوءا.[٨]
هل هُناك علاج لطنين الأذن؟
يعتمد علاج طنين الأذن على السّبب الذي أدّى إلى حدوثه، وعادة ما يتحسّن تدريجيًّا مع مرور الوقت باتّباع أساليب وفق نظام يوميّ ومنها:[٦]
- علاج ضعف السّمع: إذ ينبغي علاج أيّ درجة من فقدان السّمع.
- العلاج الصّوتي: (بالإنجليزية: Sound Therapy)، يستخدم هذا العلاج الضّوضاء الخارجيّة لإخفاء صوت الطّنين الذي يشعر به الفرد.[٧]
- استشارة المختصّين بمشاكل السّمع: تُفيد هذه الاستشارة في تعلّم المُصاب أساليب للتّعود على الطّنين وذلك من خلال:[٥]
- العلاج المعرفي السّلوكي: يساعد هذا العلاج على تغيير طريقة التفكير بطنين الأذن وتعلم طرق للحد من القلق والتوتر.
- علاج إعادة تدريب الطنين: (بالإنجليزية: Tinnitus retraining therapy - TRT)، ويُستخدم من خلاله العلاج الصّوتي لإعادة تدريب العقل على ضبط النفس، وأن يصبح أقل وعيًا بطنين الأذن.
- أساليب الاسترخاء: ينبغي على المصاب أن يتّبع أساليب استرخاء للحدّ من التّوتر والقلق وبالتالي تخفيف الشّعور بالطّنين.[٩]
- الأدوية: لا يمكن للأدوية علاج طنين الأذن، لكن قد تساعد في بعض الحالات على تخفيف حدّة الأعراض والمضاعفات، كما تُفيد في علاج الأمراض التي أدت إلى ظهور الطّنين، أو من الممكن أن يوصف بعض الأطباء الأدوية التي تخفّف من القلق أو الاكتئاب واللّذان يصاحبان طنين الأذن أحيانًا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "tinnitus", clevelandclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "tinnitus", mayoclinic, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Sabrina Felso, (13/12/2020), "Why You Have Tinnitus Reviewed ", webmd, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "causes", .ata, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "tinnitus", .nhs, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "tinnitus", nhsinform, Retrieved 29/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Kathleen Davis, "What you need to know about tinnitus", medicalnewstoday, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Tinnitus", betterhealth, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Understanding Tinnitus -- Diagnosis and Treatment", webmd., Retrieved 31/5/2021. Edited.