ما هو طنين الأذن اليسرى؟

يُعاني الكثيرون من طنين الأذن اليسرى، وهو سماع صوت غير موجود حقيقةً، والذي تختلف طبيعته من شخص لآخر ومن حين لآخر؛ فقد يكون على هيئة صفير، أو رنين، أو هسهسة، أو نقر، أو أي ضوضاء أخرى، وقد يكون الصوت ضعيفاً أو مرتفعاً، وقد يكون مستمراً، أو متقطّعًا، أو على هيئة نبضات، ويبدو الصوت في بعض حالات طنين الأذن قادمًا من أذن واحدة؛ مثلًا في طنين الأذن اليسرى يسمع المريض صوت طنين في الأذن اليسرى فقط، وفي بعض الحالات يكون في كلا الأذنين، وأحياناً يشعر الشخص كما لو أنّ هذا الصوت مستقر في الرأس، وأحيانًا يكون كما لو أن مصدره من الخارج، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الشائع المعاناة من طنين الأذن لفترة مؤقتة بعد التعرُّض لأصوات عالية.[١][٢]




في بعض الحالات غير الشائعة قد يتمكن الطبيب من سماع صوت الطنين الذي يسمعه المريض عبر سماعة الطبيب عند إجراء الفحص البدني السريري له، وفي هذه الحالات يحدث الطنين غالبًا على شكل نبضات تتزامن مع نبضات صوت القلب.



[٣]


ما هي أسباب طنين الأذن اليسرى؟

تتعدد الأسباب المؤدية لطنين الأذن اليسرى، ومنها الآتي:[٤]

  • التعرض للأصوات العالية: وهنا نُشير إلى أنّ التعرض المستمر للأصوات العالية يُعدّ من أكثر أسباب طنين الأذن شيوعًا، وأحيانًا قد يُسبِّب التعرض لمرة واحدة للضوضاء العالية جدًّا الإصابة بالطنين، وفي الحقيقة يُعاني معظم المرضى المصابين بطنين الأذن من تراجع في مستوى السمع أيضًا في هذه الحالة؛ إذ قد تتسبب الأصوات العالية بحدوث ضرر دائم للخلايا الحساسة للصوت في القوقعة (أحد أجزاء الأذن الداخلية).
  • التقدم في العمر والشيخوخة: حيث تتأثر القوقعة وأجزاء أخرى من الأذن مع التقدم في العمر.[٥]
  • تناول بعض الأدوية: تسبّب بعض الأدوية بحدوث طنين الأذن أو تزيده سوءاً، وغالبًا كلما زادت جرعة الدواء الذي يتناوله الشخص زادت طبيعة الطنين سوءاً، ولحسن الحظ فإنّه في الغالب يكون هذا الطنين مؤقتاً ويختفي بمجرد التوقف عن تناول هذه الأدوية، ومن بين هذه الأدوية: بعض مسكنات الألم، وبعض المضادات الحيوية، وبعض مدرات البول، وبعض أدوية علاج السرطان، بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للملاريا، وبعض مضادات الاكتئاب، لذا لا بد من استشارة الطبيب في حال بدأت تشعر بالطنين بعد البدء بتناول دواء ما.[٦]
  • التعرُّض لإصابات مباشرة على الرأس والرقبة: وينجم عن هذه الإصابات الطنين في أذن واحدة فقط عادةً، حيث قد يؤثر ذلك في أعصاب السمع، أو الأذن الداخلية، أو وظائف الدماغ المرتبطة بالسمع.[٦]
  • الإصابة ببعض الأمراض، ومن أبرزها:[٦]
  • التهاب الأذن أو انسداد قناة الأذن: يؤدي انسداد قناة الأذن نتيجة تراكم السوائل الناجم عن الالتهاب، أو تراكم شمع الأذن، أو الأوساخ وغيرها من المواد لحدوث طنين الأذن، نظرًا لتغيّر ضغط الأذن.
  • مرض منيير (بالإنجليزية: Meniere's disease): وهو مرض يُؤثر في الجزء الداخلي في الأذن، نتيجة وجود ضغط غير طبيعي للسوائل في الأذن الداخلية، وقد يكون طنين الأذن أحد الأعراض المبكرة لمرض منيير.[٣]
  • تصلب الأذن (بالإنجليزية: Otosclerosis): ففي هذه الحالة يزداد تصلُّب العظام الصغيرة في الأذن الوسطى، فلا تتمكن من الاهتزاز عند وصول الموجات الصوتية لها، وقد يتسبب ذلك بحدوث طنين الأذن.[٥][٧]
  • مشاكل في تدفق الدم أو الإصابة بالأورام: قد يحدث الطنين بسبب زيادة تدفق الدم إلى الأوعية المجاورة للأذن، وكذلك الحال عند زيادة تدفق الدم إلى الأورام الوعائية،[٨] وهي كتلة من أوعية دموية إضافية، تظهر عادة على الوجه، أو الصدر، أو الظهر، أو فروة الرأس.[٩]
  • التشنجات العضلية في عضلات سقف الفم: فيؤدي إلى عدم فتح وإغلاق قناة إستاكيوس بالشكل الطبيعي، ويُمكن أن تُسبب هذه التشنجات طنينًا يُشبه الطقطقة،[٨] و قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian tube) هي الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى والجزء الخلفي للأنف، وتلعب دوراً مهماً في ضبط ومعادلة الضغط في الأذنين.[١٠]
  • تشوهات أو اضطرابات المفصل الفكي الصدغي (بالإنجليزية: Temporomandibular joint): وهو المفصل الموجود أمام الأذنين، على جانبي الرأس، حيث تلتقي الجمجمة بعظم الفك السفلي، وقد ينجم عن إصابته بالأمراض صوت نقر متكرر في الأذن.[٨][٣]
  • مشاكل في العصب الدهليزي القوقعي: (بالإنجليزية: Vestibulocochlear nerve) يحدث الطنين عند تضرُّر هذا العصب، وهو العصب المسؤول عن نقل الصوت من الأذن إلى الدماغ، وقد ينجم ذلك عن أسباب عدّة، منها: تناول بعض الأدوية، والإصابة ببعض الأورام كورم العصب السمعي.[٨]
  • مشاكل صحية أخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى فقر الدم، والحساسية، وقصور الغدة الدرقية، والسكري،[٥] وأمراض المناعة الذاتية.[٦]

كيف يمكن علاج طنين الاذن اليسرى ؟

في الحقيقة لم يتوصل العلم بعد إلى علاج نهائي لطنين الأذن، ولكن تتوفر العديد من الحلول والإجراءات للتأقلم بشكل أفضل معه، والحدّ من تأثيره في الحياة اليومية للمريض،[١١] وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج المرض أو العامل المُسبِّب للطنين يُحسِّن كثيرًا من حالة المريض إن عُرف، أمّا في حال تعذّر إيجاد أسباب محددة لطنين الأذن، يكون العلاج بالتركيز على التخفيف من الأعراض وإدراة الحالة بشكل عام،[١٢] لذا فإن زيارة الطبيب تعدّ الخطوة الأولى لعلاج طنين الأذن، حيث يُجري الطبيب تقييماً عاماً لحالة المريض، فيكشف عن العلامات والأعراض المرافقة لها، ويتحققّ من تناول المريض لأي أدوية أومعاناته من أية مشاكل صحية، قد تكون هي المُسبِّب لطنين الأذن،[١١] فقد يوصي الطبيب عندها بالتوقف عن تناول بعض الأدوية أو تغيير جرعاتها، وأحيانًا قد يقوم بإزالة شمع الأذن المتراكم، ولا بد للمريض من الالتزام بالعلاج الموصوف للأمراض الأخرى التي قد تُسبِّب الطنين، فعلى سبيل المثال إذا كان طنين الأذن ناجم عن ارتفاع ضغط الدم، فإنّه سيزول في حال تلقي العلاج اللازم للسيطرة على مستويات ضغط الدم ليكون ضمن المعدل الطبيعي،[١٣] وفيما يأتي تفصيل لبعض العلاجات المساعدة على السيطرة على أعراض الطنين وتخفيفها:


اتباع نمط حياة صحي ونصائح عملية

هناك بعض الإرشادات التي يُمكنك اتباعها للتخفيف من طنين الأذن، وتشمل الآتي:[١٤]

  • استخدم أدوات حماية السمع: من المستحسن أن تستخدم أدوات حماية فوق الأذن للتخفيف من آثار الأصوات العالية في أذنيك، خاصة إذا كنت شخصاً موسيقيًّا، أو تفرض عليك طبيعة عملك التعرض لهذه الأصوات، مثل صوت المناشير الكهربائية، أو الأسلحة النارية.
  • اخفض الأصوات في سماعة الأذن: احرص على خفض الأصوات في سماعة الرأس لتحمي نفسك من تراجع السمع، وطنين الأذن.
  • توقّف عن شرب الكافيين وأقلع عن التدخين: حيث تساهم هذه المواد بحدوث طنين الأذن، نتيجة تأثيرها في تدفق الدم خاصة في حال استخدامها بكثرة.
  • تجنب التركيز على طنين الأذن: من الممكن أن تُمارس بعض الهوايات والأنشطة لتشتت انتباهك عن طنين الأذن.[١٥]
  • تجنب الصمت التام: فقد يجعلك هذا تركز على طنين الأذن، ولتجنب ذلك حاول الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو أيّ أصوات تشتت انتباهك عن الطنين.[١٥]


التخفيف من طنين الأذن

تتوفر العديد من الأجهزة التي تساعدك على التخفيف من صوت الطنين، ومنها:[١٦]

  • آلات الضوضاء البيضاء: وتعدّ من العلاجات الفعالة للتخفيف من طنين الأذن، وهي عبارة عن أجهزة تعمل عن طريق إصدار أصوات مشابهة للأصوات البيئية، أو الأصوات المحيطة مثل: أمواج المحيط، أو صوت هطول الأمطار، وقد تعمل بعض أجهزة المنزل بنفس آلية عمل هذه الأجهزة؛ فعلى سبيل المثال قد تساعد المراوح، ومكيفات الهواء، ومجفف الشعر على التخفيف من طنين الأذن، ممّا يساعد المريض على التخفيف من التركيز على الطنين.
  • أجهزة إخفاء الطنين: (بالإنجليزية: Masking devices) وهي عبارة عن أجهزة تُرتدى في الأذن، وتعمل على تخفيف حدة الطنين عن طريق إنتاج ضوضاء بيضاء.


علاج ضعف السمع

يساعد علاج ضعف السمع على التخفيف من شدة صوت الطنين عن طريق زيادة القدرة على سماع الأصوات الخارجية، فيقل تركيز الشخص على صوت الطنين، ومن ذلك سماعات الأذن المساعدة على تقوية السمع،[١١] وفي الحالات الشديدة من ضعف السمع المترافق مع طنين الأذن قد يوصي الطبيب بإجراء زراعة القوقعة الصناعية التي تعمل عن طريق التحفيز الكهربائي للأذن الداخلية.[١٧]


الأدوية

قد تُساعد بعض الأدوية على التخفيف من الأعراض المصاحبة لطنين الأذن، ولكنّها لا تُعالج طنين الأذن تماماً، ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب: الأدوية التي تعالج الحالات المرضية المسببة للطنين، وبعض أدوية القلق التي تساهم في السيطرة على أعراض القلق والاكتئاب التي قد يشعر بها المرضى عند الإصابة بطنين الأذن.[١٨]


العلاجات السلوكية وإعادة التدريب

قد يوصي الطبيب ببعض العلاجات السلوكية وإعادة التدريب للتعايش مع طنين الأذن والتخلص من القلق والاكتئاب الذي قد يكون مرافقًا له، ومن ذلك:[١٨]

  • علاج إعادة تدريب طنين الأذن: (بالإنجليزية: Tinnitus retraining therapy) يهدف هذا الخيار لتدريب العقل على تجاهل صوت طنين الأذن، ويتطلب هذا العلاج وقتاً وممارسة، إلا أنّه حقق نتائج جيدة مع الكثير من المرضى.
  • العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) في هذا الخيار يتعلم المُصاب تقنيات تجعل أعراض الطنين أقل إزعاجًا، كما يساعد على التخلُّص من القلق والاكتئاب الذي قد يصاب به المريض نتيجة الطنين، وتجدر الإشارة إلى أنّ جلسات الاستشارة للعلاج السلوكي المعرفي يُمكن أن تقدّم بشكل فردي للمريض أو في مجموعات، كما أصبح بالإمكان أن تُقدّم جلسات العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت.[٣]

المراجع

  1. "Tinnitus: Ringing in the ears and what to do about it", health.harvard, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  2. "Tinnitus", healthdirect, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Tinnitus"، stclair، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. Edited.
  4. "Understanding Tinnitus -- the Basics", webmd, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Sounds in ear - Tinnitus", belsareenthospital, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Tinnitus", mayoclinic, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  7. "Otosclerosis", Home Advancing the science of communication to improve lives, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "What IsTinnitus? Causes and Treatment", medicinenet, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  9. "hemangioma", mayoclinic, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  10. "Pharyngotympanic tube", healthline, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Tinnitus", nidcd.nih, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  12. "Tinnitus", nhsinform, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  13. "Tinnitus Treatment", webmd, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  14. "Tinnitus", middlesexhealth, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Tinnitus", nhs, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  16. "Tinnitus", sparrow, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  17. "What Is Tinnitus?", verywellhealth, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  18. ^ أ ب "What is tinnitus?", familydoctor, Retrieved 2/6/2021. Edited.