مرض مينيير (بالإنجليزية: Ménière's disease) هو مرض طويل الأمد، يؤثر في أجزاء السمع والتوازن الموجودة في الأذن الدّاخلية في إحدى الأذنين غالبًا، إلا أنّه قد يؤثر في كلتا الأذنين أحيانًا، ويُسبِّب الشعور بالدواء، وطنين الأذن، ومشاكل في السمع،[١][٢] ورغم أنّه قد يحدث في أي عمر، إلّا أنّه يصيب الشباب الصغار ومتوسطي العمر عادة.[٣]
أعراض وعلامات مرض منيير
هناك العديد من الأعراض التي ترافق مرض منيير، والتي تتفاوت من شخص إلى آخر، كما تختلف في مدة استمرارها، وتكرار حدوث نوبات المرض، ونوبات المرض هي الظهور المفاجئ لأعراض المرض، والذي يستمر عادةً بين 20 دقيقة إلى يوم كامل،[٤] وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
نوبات متكررة من الدوار
يشعر الشخص بالدوار بين الحين والآخر، وتحدث نوبة الدوار بشكل مفاجئ عادةً، وتستمر من 20 دقيقة إلى عدّة ساعات، ولكن ليس من المعتاد تجاوزها اليوم،[٣] ويحدث الدّوار نظرًا لأن مرض منيير يُسبِّب تراكم السوائل في أنابيب الأذن الداخلية، التي تعد مسؤولة عن التوازن، وهذا ينتج عنه شعور المريض بعدم الثبات، أو أن العالم يتحرك من حوله، وفي حالات شديدة قد تؤدي إلى تعثر المريض أثناء مشيه أو سقوطه، ممّا قد يؤثر في قدرته على ممارسة نشاطاته اليومية كالقيادة أو حتى المشي.[٥]
ضعف السمع
يتسبب مرض منيير بفقدان السمع المؤقت في إحدى الأذنين بين الحين والآخر لدى الأشخاص المُصابين في المراحل المبكِّرة من المرض، إلا أنّه قد يُصاب البعض بضعف دائم في السمع في مراحل المرض المتقدّمة، وقد يصف المرضى إصابتهم بضعف السمع كما لو أن أذنهم مسدودة، فالصوت يبدو بعيدًا، أو مشوشًا.[٥][٣]
طنين الأذن
يتسبب مرض منيير بسماع الشخص لأصوات تشبه الرنين، أو الطنين، أو الصفير، أو الأزيز، أو الهسهسة في الأذن، وهذا يسمى طنين الأذن،[٣] وقد يكون الطنين مصحوبًا فقط بنوبات الدوار للمرض، فيُصاب به الشخص قبل نوبة الدوار مباشرةً، إلا أنّ بعض المرضى يشعرون به بشكل مستمر، وفي هذه الحالة تزداد عادةً شدة الطنين قبل نوبة الدوار،[٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ الطنين يكون غالبًا أكثر وضوحًا في حالات الهدوء أو التعب، حيث إن النشاطات اليومية قد يكون من شأنها تشتيت الانتباه عن طنين الأذن، أمّا الهدوء فيظهرها واضحة.[٧]
الشعور بامتلاء الأذن
إن امتلاء الأذن أو الامتلاء السّمعي هو الشعور بضغط في الأذن المصابة، وهذا شائع في مرض منيير،[٣] ويشعر به المريض عادةً قبل بدء نوبة الدوار مباشرةً.[٦]
القلق، والتوتر، والاكتئاب
قد يعاني مرضى منيير من بعض الأعراض النفسية مثل: القلق، والاكتئاب، والتوتر، وهذا قد يكون ناجمًا عن التأثير السلبي لمرض منيير في حياة الشخص، وقدرته على التواصل الاجتماعي، فقد يجد الشخص نفسه عاجزًا عن التواصل الاجتماعي بسبب ضعف السمع التدريجي، وربما فقدان السّمع، كما قد يؤثر منيير في قدرة الشخص على القيادة، وهذا من شأنه الحد من استقلالية الشخص، وحريته، وعمله، وعلاقاته الاجتماعية، لذلك على المريض الذي يعاني من التوتر، أو القلق، أو أيّة أعراض نفسية أن يستشير الطبيب.[٨]
الحساسية للضوضاء
وهي انزعاج الشخص من الأصوات الاعتيادية وشعوره وكأنّها أعلى صوتًا من ما هي عليه حقيقةً، وأحيانًا قد تُسبِّب هذه الأصوات الشعور بالألم لدى المُصاب، وفي الحقيقة تختلف شدة الحساسية للضوضاء من مريض لآخر.[٩][١٠]
الرؤية غير الواضحة
تمكِّنُنا آليات التوازن داخل الجسم على إبقاء أعيينا ثابتة على شيء ما أثناء الحركة، فنظرًا لأن آلية التوازن التي يؤثر فيها مرض منيير مرتبطة بالتحكم بحركة العين، لذا فإنّ من الأعراض التي قد يلاحظها المصابين هو وجود مشاكل في الرؤية، أو عدم وضوح الرؤية، فضلًا عن فقدان التركيز، وحركة العين السريعة،[١١] فقد يشعر المريض باهتزاز العين من جانب إلى آخر، أو للأعلى والأسفل، أو بدورانها.[٥]
التعرق البارد
يحدث التعرّق البارد عادة نتيجة الدوار، فغالبًا ما يحدث في منتصف نوبات منيير، وقد يرافقه الشعور بالارتعاش، وتسارع أو تباطؤ نبضات القلب، وهذا يزيد من انزعاج المريض أثناء النوبة، وقد يؤثر في نشاطاته اليومية، فلا يتمكن من القيام بأعماله خلال فترة النوبة.[١٢]
الغثيان
يعد الغثيان من الأعراض الشائعة المرتبطة بمرض منيير، وقد ينتج عن حدوث الدوار الشديد،[٣][٥] وقد يكون الغثيان شديدًا ومستمرًا خلال كامل فترة نوبات المرض.[٥]
الإسهال
يعد من أقل أعراض مرض منيير شيوعًا، ولكن هناك احتمالية لحدوثه، ويحدث بشكل مفاجئ كغيره من أعراض منيير، وفيحدث عادةً خلال نوبة المرض، إلا أنّه قد يستمر بعد انتهاء النوبة، وهذا يزيد الوضع سوءًا، خاصةً إن كان المريض يعاني أيضًا من التقيؤ، لذا في هذه الحالة لا بد من شرب كميات كافية من السوائل، فللوقاية من الإصابة بالجفاف وما يرتبط به من مضاعفات.[١٢]
مراحل مرض منيير وأعراض كل منها
هناك عدّة مراحل لمرض منيير، وهي: المرحلة المبكرة، والمرحلة المتوسطة، والمرحلة المتأخرة، وهذا لا يعني حتمية مرور جميع المرضى بجميع المراحل، فالبعض يتوقف عند المرحلة الأولى من المرض، كما يجدر الإشارة إلى اختلاف شدة الأعراض من شخص إلى آخر، ويمكن القول عمومًا أنّ النوبات تحدث بشكل أكثر تكرارًا أكثر خلال السنوات القليلة الأولى من المرض، وتقل بمرور الوقت، وعلى الصعيد الآخر يزداد ضعف السمع سوءًا مع مرور الوقت،[٧] ويمكن بيان مراحل مرض منيير بشيء من التفصيل وفق التالي:[٧]
- المرحلة المبكّرة: ترتبط هذه المرحلة بحدوث النوبات بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبعد انتهاء النوبة يعود السمع والإحساس الكامل بالأذن إلى طبيعته، وتشمل أعراض نوبات المرض خلال هذه المرحلة ما يلي:[١٣][٧]
- التعرّض لنوبات مفاجئة من الدوار قد تستمر من 20 دقيقة إلى 24 ساعة، إلا أنّها غالبًا ما تستمر فقط لمدة 2-3 ساعات.
- الشعور بانسداد أو امتلاء الأذن.
- فقدان السمع، وعودته بعد تلاشي نوبة المرض.
- الشعور بطنين الأذن.
- الغثيان والتقيؤ.
- الحساسية للضوضاء.
- المرحلة الوسطى: يرافق هذه المرحلة العديد من التغيرات في الأعراض مقارنة بالمرحلة الأولى، وفي هذه المرحلة قد تختفي أعراض المرض لفترة طويلة، ويمكن بيان التغيرات في هذه المرحلة كالآتي:[١٣]
- انخفاض شدة الدوار.
- ازدياد شدة فقدان السمع وطنين الأذن.
- الإصابة بالطنين، وفقدان التوازن، والحساسية للضوضاء بين نوبات المرض لدى بعض المرضى.[٧]
- المرحلة المتأخرة: ونذكر من علاماتها الآتي:[١٣]
- قلة حدوث نوبات الدوار، فأحيانًا قد تحدث كل عدة سنوات فقط، وقد يتعافى منه الأشخاص إلى الأبد.
- ازدياد طنين الأذن.
- ازدياد ضعف السمع.
- مشاكل في الاتزان.
- عدم القدرة على الوقوف بثبات خاصةً في الإضاءة المظلمة.
إلى متى يمكن أن تستمر نوبات مرض منيير؟
كما ذكرنا سابقًا تستمر نوبات الأعراض من 20 دقيقة إلى يوم كامل، ومن الممكن حدوثها بشكل متكرر خلال الأسبوع الواحد، وفي بعض الحالات قد يكون هناك فاصل عدة أشهر أو سنوات بين النوبات.[١٤]
ما هي الفئات المعرضة لخطر الإصابة بمرض منيير؟
من الممكن الإصابة بمرض منيير في أي عمر، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، وتشمل التالي:[٢]
- العمر، إذ تزداد فرصة الإصابة في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بمرض منيير.
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذّاتية، مثل: مرض السكري (النوع الذي يصيب الأطفال عادةً)، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)،[٢] وأمراض المناعة الذاتية هي الأمراض التي تنتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم وأنسجته السليمة عن طريق الخطأ.[١٥]
- التعرّض لإصابة في الرأس، خاصة في منطقة الأذن.[٢]
- الإصابة بعدوى فيروسية في الأذن الدّاخلية.[٢]
- الإصابة بالحساسية.[٢]
ماذا على المريض أن يفعل أثناء هجوم مرض منير؟
نظرًا لتسبب مرض منيير بفقدان التوازن، فلا بد من اتباع التالي عند بدء نوبات منيير والشعور بأعراضها الأولى:[١٦]
- تناول دواء الدوار الخاص بالمريض، والذي وصفه له الطبيب.
- الجلوس أو الاستلقاء في مكان مناسب دون حركة.
- إغماض العينين، أو التركيز على جسم ثابت.
- تجنب تحريك الرأس بسرعة.
- التحرك ببطء وحذر في حال كان هناك حاجة للحركة.
- التحرك بعد انتهاء النوبة بشكل بسيط وتدريجي، فهذا يساعد الدماغ على استخدام البصر والحواس الأخرى لتعويض مشاكل الأذن الدّاخلية.[١٧]
التعايش مع مرض منيير
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للتعايش مع مرض منيير، ومنها ما يلي:[١٨]
- اعتماد نظام غذائي صحي ومناسب لتقليل احتباس السوائل، يتضمن ذلك الحد من كمية الملح المُتناولة في اليوم.
- تجنب الكافيين، والشوكولاتة، والكحول.
- الإقلاع عن التدخين، وتجنُّب النيكوتين.
- تناول بعض المكملات الغذائية باستشارة الطبيب، ومنها جينكو بيلوبا (بالإنجليزية: Ginko biloba) أو الزنجبيل، أو الليبوفلافينويدس (بالإنجليزية: Lipoflavinoids) وهو مكمل مستخرج من الليمون، والتي قد تساعد على تحسين حالة المريض.
- تغيير بعض الأنشطة اليومية، لتأثير مرض منييرعلى الاتزان، فعلى سبيل المثال يجب توخي الحذر عند صعود الدرج، أو تشغيل الآلات، أو السباحة.
- الاستعلام من الطبيب عن إمكانية قيادة السيارة.
- اتباع التدابير اللازمة للحد من التوتر، وذلك لدى بعض المرضى في حال كانت احتمالية حدوث نوبات منيير أكثر بعد شعور المُصاب بالتوتر.
هل يمكن الشّفاء من مرض منيير؟
في الحقيقة لا يوجد علاج نهائي لمرض منيير، ورغم أن البعض تغيب عنه بعض الأعراض أو كلها لفترات طويلة قد تصل لعشرات السنين دون سبب واضح، إلّا أنّه يعود، فهو من الأمراض التي تزداد سوءًا تدريجيًّا، لكن باختلاف سرعة التقدم بين الأشخاص، فالبعض يزداد سوءًا بسرعة، والبعض الآخر ببطء.[١٩]
ما الفرق بين الدوار ومرض منيير؟
يختلف الدّوار (بالإنجليزية: Vertigo) عن مرض منيير بأعراضه وسبب كل منهما؛ إذ إنّ الشخص يتعرّض للدوار نتيجة الحركات السريعة التي يقوم بها، مثل الاستدارة، أو الجلوس بسرعة، أمّا مرض منيير فهو ينتج عن تراكم السّوائل في الأذن الدّاخلية، ويعد الدّوار من الأعراض التي تحدث مع مريض منيير بالتزامن مع العديد من الأعراض غيرها.[٢٠]
المراجع
- ↑ "What is Ménière’s disease/syndrome?", menieres, Retrieved 24/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Meniere's disease", healthnavigator, Retrieved 24/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Meniere's disease", mayoclinic, Retrieved 24/5/2021. Edited.
- ↑ "What you need to know about Ménière's disease", medicalnewstoday, Retrieved 24/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج " 10 Signs and Symptoms of Ménière's Disease", hearinghealthfoundation, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Meniere's Disease (Meniere Disease)", medicinenet, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Meniere's disease", nhsinform, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "What you need to know about Ménière's disease", medicalnewstoday, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Ears - Meniere's disease", betterhealth, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ is when everyday sounds,you think you have hyperacusis. "Noise sensitivity (hyperacusis)", NHS, 2/4/2019, Retrieved 2/6/2021. Edited.
- ↑ "JOIN US What symptoms might I get with a vestibular disorder?", menieres, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Signs and Symptoms of Meniere’s Disease", activebeat, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Meniere's disease", healthyhearing, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere’s Disease", webmd, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Autoimmune Diseases", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 2/6/2021. Edited.
- ↑ "Ménière's disease", nhs, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere's disease", NHS Inform, health information you can trust., 22/12/2020, Retrieved 1/6/2021. Edited.
- ↑ "Meniere's disease", healthdirect, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere’s Disease", brainfoundation, Retrieved 25/5/2021. Edited.
- ↑ "Dizziness vs Vertigo: What is the Difference?", regionalneurological, Retrieved 25/5/2021. Edited.