يُعرف التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزيّة: Vestibular neuritis)، على أنّه الالتهاب الذي يُصيب العصب الذي يقع في منطقة الأذن الداخلية والمعروف بالعصب الدهليزي، والذي تكمن وظيفته في نقل الإشارات التي تساعد على الحفاظ على توازن الجسم من الأذن الداخلية إلى الدماغ،[١] وسنعرض في هذا المقال العديد من المعلومات حول أعراض التهاب العصب الدهليزي ودواعي زيارة الطبيب.[٢]

أعراض التهاب العصب الدهليزي

تختلف أعراض التهاب العصب الدهليزي بشكلٍ كبير من شخصٍ إلى آخر،[٣] وعادةً ما تميل الأعراض إلى التطوّر على مدار عدة ساعات وتكون في أسوأ حالاتها خلال 24-48 ساعة منذ بدء حدوثها،[٢] وبشكلٍ عام يُمكن تقسيم التهاب العصب الدهليزي إلى المرحلة الحادة (بالإنجليزية: Acute Phase)، والمرحلة ما بعد الحادة (بالإنجليزيّة: Post-acute phase) أو ما تُعرف بالمرحلة المزمنة (بالإنجليزية: Chronic phase)، ونُبيّن أعراض كل منهما فيما يلي:[٣]


أعراض المرحلة الحادّة

تحدث أعراض هذه المرحلة عادةً بشكلٍ مفاجئ، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:[٤][٣]

  • دوار شديد ومُستمر، حيث يصف الشخص ذلك بأنّ المكان يدور من حوله.
  • الغثيان والتقيؤ، واللذان يمكن أن يؤديا إلى الإصابة بالجفاف والإرهاق الشديد.
  • اختلال كبير في التوازن وصعوبة في المشي.
  • المُعاناة من مشاكل في الرؤية، والتركيز، والقدرة على تتبّع الأشياء.
  • الحساسية الشديدة تجاه الحركة.


أعراض المرحلة ما بعد الحادة

قد تتضمن أعراض المرحلة ما بعد الحادة ما يلي:[٣][٥]

  • الشعور بدوخة وخفة الرأس.
  • الغثيان الخفيف.
  • اختلال التوازن وصعوبة المشي في البيئات المزدحمة.
  • حساسية الحركة مع حركات الرأس السريعة.
  • مشاكل في الرؤية، حيث يواجه الشخص صعوبة في تتبّع الأشخاص، والشاشات، والبيئات المزدحمة.
  • الشعور بانسداد الأذن في بعض الحالات.
  • الشعور بالقلق.
  • الشعور المستمر بالارتباك، بالإضافة إلى صعوبة التركيز والتفكير، مما يؤثر في مسار النشاطات اليومية، ويخلق صعوبة في إنجاز العمل.


هل يسبب التهاب العصب الدهليزي الصداع؟

قد يعاني بعض مرضى التهاب العصب الدهليزي من صداع جديد، أو زيادة في شدة الصداع الموجود مسبقًا، وقد يحدث هذا بسبب الضغط على الرأس والدماغ نتيجة للأعراض التي يسببها هذا الالتهاب، وقد يكون أيضًا مرتبطًا بالشّد الذي يؤثر في الجزء العلوي من الرقبة والذي قد يتسبب بانتشار الألم إلى الرأس مسببًا الصداع.[٣]


هل يسبب التهاب العصب الدهليزي مشاكل في السمع؟

بشكلٍ عام لا يُسبّب التهاب العصب الدهليزي طنين في الأذنين، كما أنّ السمّع لا يتأثر.[٦]


كم تستمر أعراض التهاب العصب الدهليزي؟

يحدث التهاب العصب الدهليزي على شكل نوبة من الدوار الشديد الذي يستمر لمدة تتراوح بين 7-10 أيام، وتعقب هذه الفترة لدى بعض المرضى نوبات خفيفة من الدوار على مدار أسابيع،[٦] وبعد أن تخف الأعراض الشديدة يبدأ معظم الأشخاص المصابين بالتعافي ببطء لمدة قد تصل لثلاثة أسابيع.[٧]


هل يمكن أن تتكرّر الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي؟

بشكلٍ عام، فإنّ معظم المصابين بالتهاب العصب الدهليزي يتعرضون لنوبة واحدة، حيثُ عادةً ما يتعافى معظم المصابين بشكلٍ تامّ.[٧]


ما هو الفرق بين التهاب العصب الدهليزي، والتهاب التِّيه؟

غالبًا ما يتمّ الخلط بين التهاب العصب الدهليزيّ والتهاب التِّيه (بالإنجليزيّة: Labyrinthitis)، إذ تتشابه الحالتان بشكلٍ كبير من ناحية الأعراض،[٨] ولكن يُمكن ذكر الفرق بينهما على النحو التالي:[٢]

  • التهاب التِّيه: يشير إلى وجود التهاب في ما تُعرف بالمتاهة (بالإنجليزيّة: Labyrinth)، وهي جزء من الأذن الداخلية مسؤول عن تحقيق التوازن وسماع الأصوات، ويؤدي التهاب التِّيه إلى الشعور بالدوار وطنين في الأذن، كما قد يؤثر في السمع.
  • التهاب العصب الدهليزيّ: يُشير إلى وجود التهاب في العصب الدهليزيّ، ولا يؤثر في السمع.


كيف يمكن التخفيف من أعراض التهاب العصب الدهليزي؟

قد يعاني الشخص المُصاب بالتهاب العصب الدهليزي من الأعراض لمدة تزيد عن بضعة أسابيع، وفي هذه الحالات قد يوصي الطبيب باتباع برنامج إعادة تأهيل التوازن (بالإنجليزيّة: Balance rehabilitation program)، والذي يتضمن مجموعة من التمارين التي يُنصح بأدائها مرتين أو ثلاث مرات خلال اليوم، حيثُ يمكن أن تساعد هذه التمارين على التكيف مع أي تغييرات في التوازن، ومن الأمثلة عليها ما يلي:[٩]

  • نقل وزن الجسم من جانب إلى آخر أو من الأمام إلى الخلف أثناء الوقوف.
  • تركيز العينين على شيء، مع تحريك الرأس من جانب إلى آخر.
  • تركيز العينين على هدف بعيد أثناء السير نحوه والنظر إلى الأرض بشكلٍ مُتقطع.


دواعي زيارة الطبيب

ينبغي مُراجعة الطبيب في حال ظهور أيّ من أعراض التهاب العصب الدهليزي، خاصّةً عندما يصاحبه التقيؤ المفرط والذي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الجفاف، وهو الأمر الذي قد يتطلب علاجًا إضافيًا، ومن ناحية أخرى يمكن أن تحدث بعض أعراض التهاب العصب الدهليزي أيضًا مع السكتة الدماغية، لذلك في حال الاشتباه بالإصابة بسكتة دماغية، ينبغي الذهاب لقسم الطوارئ على الفور، وتتضمن علامات السكتة الدماغية ما يلي:[٢]

  • التحدّث بكلام غير مفهوم.
  • مشاكل في الرؤية.
  • الشعور بالخدر أو الوخز.
  • حدوث ضعف في جانب واحد من الجسم.


المراجع

  1. "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", uofmhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What is vestibular neuritis?", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What Is Vestibular Neuritis?", cornerstonephysio, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", hopkinsmedicine, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  5. "LABYRINTHITIS AND VESTIBULAR NEURITIS", vestibular, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Vestibular Neuronitis", msdmanuals, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Vestibular Neuritis", clevelandclinic, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  8. "Labyrinthitis and vestibular neuritis", nhs, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  9. "What Is Vestibular Neuritis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.