ما هو طنين الأذن؟
يُعد طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) عرضًا أكثر من أن يكون مرضًا، وينتج عن سماع أصوات داخلية يتم إصدارها بواسطة نظام السمع للشخص وليس من البيئة الخارجية المحيطة به، وقد يحدث هذا العَرَض بشكل مستمر تقريبًا أو يأتي ويذهب من حينٍ لآخر، وقد يكون في أذنٍ واحدة أو في كلتيهما، كما يكون أكثر وضوحًا في أوقات الليل أو في المناطق الهادئة، وعادةً لا يحدث طنين الأذن نتيجةً لسببٍ محدد، كما لا يُمكن إيقافه أو الابتعاد والانشغال عنه، مما يُسبب الإزعاج وعدم الراحة لصاحبه، ومع ذلك فإنه من الممكن أن تتم معالجته والتعافي منه.[١]
هل يُعد طنين الأذن خطيرًا؟
لا يُعد طنين الأذن أمرًا خطيرًا، فهو من النادر أن يكون ناتجًا عن مشكلة خطيرة، وعادةً ما يحدث نتيجةً لتهيّج بسيط في الجسم، ويأتي ويذهب من تلقاء نفسه، ومع ذلك فإنه يُمكن أن يُسبب تأثيرات على الحياة اليومية، كالتأثير على النوم والتركيز، كما ويُسبب الإزعاج لصاحبه، ومن الجدير بالذكر أن طنين الأذن يتحسن تدريجيًا بمرور الوقت، فإما يختفي من تلقاء نفسه، أو يعتاد الجسم على وجوده.[٢]
ما هي أنواع طنين الأذن؟
يُقسم طنين الأذن لنوعيين رئيسيين هما:[٣]
- الطنين الشخصي أو الذاتي: (بالإنجليزية: Subjective Tinnitus)، وفيه لا يُسمع صوت ضجيج الرأس والأذن إلّا من الشخص نفسه، ويُشكل الطنين الذاتي %99 من حالات الطنين، ويُسبب هذا النوع من الطنين ردود فعل سمعية وعصبية لفقدان السمع، كما يحدث نتيجةً لمجموعة من الأسباب الأخرى.
- الطنين الموضوعي: (بالإنجليزية: Objective Tinnitus)، وفيه يُسمع صوت ضجيج الرأس والأذن من المُصاب نفسه، كما يستطيع الأشخاص الذين حوله سماعها، ويحدث هذا النوع بنسبة قليلة؛ إذ تُشكل أقل من %1 من الحالات، ويحدث نتيجةً لوظائف الجسم الداخلية في الدورة الدموية، كتدفق الدّم والحركة العضلية الهيكلية.
ما هي أسباب طنين الأذن؟
يُمكن تقسيم أسباب طنين الأذن إلى ما يأتي:
الأسباب الشائعة
يُذكر من الأسباب الشائعة لطنين الأذن ما يأتي:
- التعرّض للأصوات العالية.[٤]
- التعرّض للإجهاد الشديد.[٤]
- تعرّض الخلايا الشعرية في القوقعة للتحلل.[٤]
- وجود مشاكل في الأذن، كتصلب الأذن؛ وهو نمو العظام غير الطبيعي في الأذن الوسطى.[٤]
- التعرّض لضربة أو إصابة على الرأس أو الرقبة.[٥]
- تناول بعض الأدوية، كالأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات، ومضادات الاكتئاب،[٦] وبعض المضادات الحيوية، وأدوية علاج السرطان، ومدرات البول، والأدوية المضادة للملاريا.[٥]
الأسباب الأخرى
يُذكر من الأسباب الأقل شيوعًا لطنين الأذن ما يأتي:
- خلل في القناة السمعية.[٦]
- ورم في العصب السمعي، أو أورام الرأس والعنق الأخرى.[٦]
- اضطرابات الأوعية الدموية، كتصلب الشرايين، والتواء أو تشوه الأوعية الدموية.[٦]
- تشنّج عضلات الأذن الوسطى.[٥]
- مرض مينيير.[٥]
- أمراض المفصل الصدغي الفكي (بالإنجليزية: Temporomandibular joint).[٥]
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدّم، ومشاكل الغدة الدرقية، والصداع النصفي، وفقر الدّم، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الذئبة.[٦]
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن؟
بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن، ويُذكر منها ما يأتي:[٦]
- التعرّض للأصوات العالية أو الضوضاء: تنتج هذه الأصوات عن استخدام المعدات الثقيلة، والأسلحة النارية، وأجهزة الموسيقى المحمولة، وقد ترتبط مع فقدان السمع.
- التقدم في العمر: يُسبب التقدم في العمر انخفاض عدد الألياف العصبية في الأذنين، مما يؤدي إلى ظهور مشاكل تتسبب بطنين الأذن.
- الجنس: يُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن من النساء.
- التدخين والمشروبات الكحولية: المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن، كما أن المشروبات الكحولية تزيد من خطرها أيضًا.
- الإصابة بمشاكل صحية معينة: كالسمنة، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، أو إصابات الرأس.
ما هي مضاعفات طنين الأذن؟
يُمكن لطنين الأذن أن يكون له تأثيرًا على حياة الشخص،[٧] ويُذكر من مضاعفات طنين الأذن ما يأتي:
- مشاكل في النوم، وتعب أثناء النهار.[٨]
- صعوبة في التركيز.[٨]
- مشاكل في الذاكرة.[٨]
- الإجهاد والتعب.[٨]
- تقلّب المزاج.[٨]
- الاكتئاب.[٧]
- القلق.[٧]
- الإحباط والتهيج.[٧]
ما هي أعراض طنين الأذن؟
يُمكن وصف الصوت الناتج عن طنين الأذن بما يأتي:[٩]
- الرنين.
- الزئير.
- الهسهسة.
- الصّفير.
- الأزيز.
معلومة: قد يحدث طنين الأذن إمّا بشكل متقطع أو مستمر، وقد يسمعه الشخص نفسه فقط، أو يسمعه هو ومن حوله.
ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
يُذكر من حالات طنين الأذن التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:
- طنين الأذن الذي يرافقه ألم، أو نزيف من الأذن، والذي قد يُشير لوجود التهاب في الأذن.[٩]
- طنين الأذن الذي يُرافقه الشعور بالدوار، والذي قد يكون علامة على الإصابة بمرض مينيير (بالإنجليزية: Meniere's Disease)، أو مشكلة عصبية.[٩]
- سماع طنين الأذن بشكل مستمر ومنتظم.[٢]
كيف يمكن تشخيص طنين الأذن؟
عند سماع صوت طنين في الأذن، يجب استشارة الطبيب للكشف عمّا إذا كان هنالك أي مشكلة طبية كامنة،[١٠] ويُمكن تشخيص الطنين من خلال ما يأتي:
- طرح الأسئلة المتعلقة بصوت الطنين، ومنها:[١٠]
- هل الصوت يأتي ويختفي، أم مستمر؟
- هل يظهر الطنين في أذن واحدة أم في كلتا الأذنين؟
- هل يحدث بنغمة ثابتة، أو على شكل نبض؟
- هل للطنين تأثير على الحياة اليومية؟
- هل يرافق الطنين أعراض أخرى، كفقدان السمع، أو الدوخة؟
- هل تتناول أدوية من الممكن أن تكون قد تسببت في طنين الأذن؟
- الفحص السريري الذي يقوم خلاله الطبيب بفحص الأذن من الداخل والخارج؛ للتحقق من وجود أي مشاكل ملحوظة كتراكم شمع الأذن، أو التهاب الأذن، كما يستعين الطبيب بالسماعة الطبية لسماع الأصوات في الرقبة وجوانب الرأس في حالات الطنين النابض.[١٠]
- اختبارات السمع كفحص الحقل المفتوح (بالإنجليزية: Free Field Speech Testing)، أو اختبار الشوكة الرنانة.[١١]
- اختبارات الدّم للبحث عن حالات مرتبطة بطنين الأذن، كفقر الدّم، أو مرض السكري، أو مشاكل في الغدة الدرقية.[١١]
ما هو علاج طنين الأذن؟
في الواقع لا يوجد علاج لطنين الأذن للآن، إلّا أن العلاجات المستخدمة تُساعد الأشخاص على التأقلم بشكل أفضل مع الطنين،[١٢] ويُذكر من هذه العلاجات ما يأتي:
- المعينات السمعية: (بالإنجليزية: Hearing Aids)، وتُستخدم للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع بالإضافة لطنين الأذن.[١٢]
- مولدات الصوت القابلة للارتداء: تُساعد هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة على إنتاج صوت ناعم، مما يدعم تخفيف طنين الأذن تمامًا.[١٢]
- مولدات الصوت المحمولة: تستخدم هذه الأجهزة كوسيلة للاسترخاء أو النوم؛ إذ توضع بالقرب من السرير لتُشغّل مجموعة من الأصوات اللطيفة، كالأمواج، أو الشلالات، أو المطر، وبالتالي تُخفي هذه الأصوات صوت الطنين الخفيف، وتُساعد على النوم والاسترخاء.[١٢]
- التحفيز العصبي الصوتي: جهاز يُستخدم للأشخاص الذين يعانون من الطنين مرتفع الصوت، أو الذي لا يختفي أبدًا؛ إذ يُساعد الجهاز على تغيير الدوائر العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى إزالة الحساسية تجاه طنين الأذن.[١٢]
- تقنيات الاسترخاء: تُساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء على التخفيف من طنين الأذن الناتج عن الضغط والإجهاد.[١٣]
- العلاجات الدوائية: من الأدوية المستخدمة لطنين الأذن ما يأتي:[١٤]
- الأدوية المضادة للقلق كالفاليوم "Valium"، أو مضادات الاكتئاب.
- الكورتيزون الذي يوضع في الأذن الوسطى، مع الأدوية المضادة للقلق كالألبرازولام "Alprazolam".
- الليدوكائين "Lidocaine"، ويُعطى عن طريق الوريد أو في الأذن الوسطى ليكون فعالًا، ولكن لا يوصى باستخدامه في الكثير من الحالات لأن مخاطره أكثر من فوائده.
كيف يُمكن التعايش مع طنين الأذن؟
يُذكر من بعض الأمور التي تُساعد على التعايش مع طنين الأذن ما يأتي:[١٥]
- محاولة الاسترخاء، كممارسة اليوغا، وتمارين التنفس العميق.
- إيجاد طرق لتحسين النوم، كالالتزام بروتين معين لوقت النوم، والتقليل من تناول الكافيين.
- تجنّب الأمور التي تزيد من طنين الأذن، كالتوتر، والتعرّض للضوضاء العالية.
- تجنّب الصمت التام؛ فالاستماع إلى الموسيقى مثلًا يُساعد على تشتيت الانتباه عن طنين الأذن.
- تجنّب التركيز على طنين الأذن؛ لأن ذلك قد يزيد من الأمر سوءًا، فممارسة الهوايات والأنشطة تُساعد على تشتيت الذهن.
كيف يمكن الوقاية من طنين الأذن؟
يُمكن الوقاية من طنين الأذن من خلال اتباع ما يأتي:[٤]
- استخدام سدادات الأذن في حال كان الشخص يتعرّض لأصوات عالية.
- عدم الوقوف بالقرب من السماعات عند الاستماع إلى الموسيقى.
- الحفاظ على مستوى الصوت منخفضًا عند الاستماع للموسيقى من خلال سماعات الرأس؛ بحيث يقل عن %80، ولا يتجاوز مدة الاستماع 90 دقيقة يوميًا.
- أخذ فترات من الراحة المنتظمة بعيدًا عن الضوضاء عند العيش في بيئة صاخبة.
- التقليل من مستويات التوتر.
- الحفاظ على نظافة المعينات السمعية، أو سدادات الأذن، وتجنب وضع الأشياء في الأذن كأعواد تنظيف الأذن؛ لأنها قد تُسبب الالتهابات التي تُسبب الطنين.
هل يُمكن التخلص طنين الأذن؟
يُمكن التخلص من طنين الأذن نهائيًا في عدد قليل من الحالات؛ كأن يكون سبب الطنين قابلًا للتعديل، أو أن يكون ناتجًا عن تناول دواء معين، أو بسبب تراكم شمع الأذن، أو التهاب الأذن، ولكن مع الوقت بالنسبة للأشخاص الذين يُعد سبب إصابتهم بطنين الأذن ليس مؤقتًا، ستُصبح لديهم المشكلة أقل بسبب تكيفهم مع الأصوات.[١]
لماذا يزداد الطنين في الأذن فجأة؟
يُسبب الإجهاد والضغط النفسي الذي يستمر لفترات طويلة، والذي يحدث نتيجة للتعرّض للعديد من الضغوطات في المنزل أو في العمل عدم قدرة الشخص على أن يكون متوازنًا، مما قد يجعل الطنين يبدو أعلى في بعض الأيام أكثر من الطنين المعتاد عليه.[١٦]
المراجع
- ^ أ ب Laurence Knott (29/6/2020), "Tinnitus", patient, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tinnitus", nhsinform, 22/12/2020, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ↑ "Understanding the Facts", ata, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Tinnitus", betterhealth.vic, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Erica Roth (18/4/2019), "Why Are My Ears Ringing?", healthline, Retrieved 14/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح is when you experience,especially common in older adults. "Tinnitus", mayoclinic, 4/2/2021, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Who Is Most Affected by Tinnitus?", medicinenet, 23/3/2021, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Markham Heid (10/7/2018), "How Is Tinnitus Going to Affect My Life? Possible Complications to Be Aware Of", everydayhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Understanding Tinnitus -- Symptoms", webmd, 12/11/2019, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Tinnitus - Diagnosing tinnitus", nhsinform, 22/12/2020, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Tinnitus -- Diagnosis and Treatment", webmd, 12/11/2019, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Tinnitus", nidcd.nih, 6/3/2017, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ↑ "Tinnitus", my.clevelandclinic, 26/8/2019, Retrieved 26/5/2021. Edited.
- ↑ "Understanding Tinnitus -- Diagnosis and Treatment", webmd, 12/11/2019, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ↑ "Tinnitus", nhs, 2/10/2020, Retrieved 27/5/2021. Edited.
- ↑ "Why is my tinnitus louder on some days more than others?", traumapractice, Retrieved 26/5/2021. Edited.