شخير الأطفال
يُعرف الشخير بشكلٍ عامٍ على أنه صوتٌ عالٍ ومزعج يحدث بسبب تدفُّق الهواء أمام الأنسجة المتراخية بالحلق، مما يؤدي إلى اهتزاز هذه الأنسجة مع التنفُّس وبالتالي ظهور الصوت، وعلى الرغم من معاناة نصف البالغين تقريبًا من الشخير، إلّا أنّه يُعتبر غير شائع عند الأطفال وربّما يكون مقلقًا إذا أثّر في طريقة النوم الطبيعيّة للطفل.[١][٢]
أسباب شخير الأطفال
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في حدوث الشخير عند الأطفال، ونذكر منها ما يأتي:
تضخم وانتفاخ اللوزتين والزائدة الأنفية
تشكّل الزائدة الأنفية واللوزتين جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، ويقعان بالقرب من مؤخرة الحلق، وعند الإصابة بعدوى ما؛ تنتفخان وتصبحان أكبر حجمًا، مما قد يؤدي إلى تسكير الممرات الهوائية وبالتالي الشخير، ومن الجدير بالذكر أنَّ اللوزتين يمكن أن تكون كبيرة بالحجم لدى بعض الأطفال بشكلٍ طبيعي دون الإصابة بالعدوى. [٣]
السمنة
أشارت بعض الأبحاث بأنّ مشكلة سمنة الأطفال أو الوزن المبالغ فيه قد لا يرتبط فقط بعدد ساعات النوم، بل ربّما بمشاكل أخرى، بما في ذلك الشخير أو انقطاع النفس أثناء النوم. [٤]
احتقان الأنف
قد يحدث الاحتقان عند الأطفال نتيجة الإصابة بالحساسية الموسمية، أو التعرُّض لمواد تثير الحساسية، مثل؛ الأعشاب أو غبار الطّلع، والتي قد تسبّب التهابًا في أنسجة الأنف والحلق، حيث يؤدي هذا الالتهاب إلى عدم القدرة على التنفُّس من الأنف، مما يُجبر الطفل على التنفس من فمه وبالتالي يزيد من احتمالية حدوث الشخير.[٥]
الإصابة بالربو
يزيد مرض الربو من دافع التنفس عند الشخص، ممّا يؤدي إلى زيادة الإجهاد في تنفُّس الطفل وتحفيز حدوث الشخير لديهم.[٦]
انحراف الحاجز الأنفي
يمتلك بعض الأطفال تركيب تشريحي معيّن يجعل من الصعب عليهم التنفس بشكل طبيعي خلال النوم، مثال ذلك: انحراف الحاجز الأنفي الذي يجعل فتحتي الأنف غير منفصلة بشكلٍ متساوي ممّا قد يزيد من احتمالية التنفُّس من الفم والشخير.[٣]
التدخين السلبي
يُعرف التدخين السلبيّ على أنه التعرُّض للدخان من البيئة المحيطة، بحيث يؤثر هذا في التنفس، ويزيد من احتمالية حدوث الشخير بشكلٍ كبيرٍ لدى الأطفال.[٣]
تلوث الهواء
قد يؤثر تلوُّث الهواء في جودة النوم عند الشخص، إذ توجد العديد من الأعراض المرتبطة بالتلوث وتظهر عند الطفل خلال النوم منها: الشخير، والارتباك، والترنّح، واللهث أو انقطاع في النفس.[٧]
قِصَر مدة الرضاعة الطبيعيّة
أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ قِصَر مدة الرضاعة الطبيعية قد يلعب دورًا في حدوث الشخير عند الطفل.[٣]
أعراض شخير الأطفال
هناك العديد من الأعراض المُصاحبة للشخير عند الأطفال، وفيما يلي بيانٌ لهذه الأعراض:[٨]
- إجهاد ولُهث خلال عملية التنفُّس.
- التنفُّس من الفم.
- الشعور بالضجر والتململ.
- النوم المتقطّع.
الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بالشخير
وفقًا لما أشار إليه الأطباء، يعتبر الأطفال المولودين قبل أوانهم، بالإضافةً إلى أن الأطفال المُصابين بالسمنة أكثر عرضة لحدوث الشخير، كما توجد أيضًا عدة حالات مرضية يشيع فيها حدوث الشخير، منها إصابة الطفل بما يأتي:[٩]
- مرض فقر الدم المنجلي.
- اضطرابات جينية معينة، مثل متلازمة داون.
- اضطرابات عضلية عصبية، مثل؛ الشلل الدماغي أو ضمور العضلات.
- خللٍ أو ضررٍ في جمجمة الوجه، مثل وجود تشقّقات في الحَنَك أو تشققات الشفايف، قد يكون هذا الخلل ناتج عن عيوب خَلقيّة منذ الولادة أو عند التعرُّض لإصابة ما.
تشخيص شخير الأطفال
لا بدّ من استشارة الطبيب والأخذ بتوصياته عندما يعاني الطفل من الشخير بشكل مزعج، أو إن كان يشخُر في أي وضع ينام فيه، حيث يجري الطبيب في العادة فحص شامل لمناطق الأنف، والرقبة، والحنك الرخو، والفم، والحلق، للتأكد من عدم وجود مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم إضافةً إلى البحث عن وضع نوم الطفل ومدى خطورة الشخير الذي يعاني منه واحتمالية تأثيره في صحّته.[١٠]
علاج شخير الأطفال
لا يرتبط شخير الأطفال بالعادة بانقطاع التنفس أثناء النوم، حيث أنّ حدوث الشخير يرتبط عادة بوجود مشاكل تسبّب ضيق وانزعاج الطفل لكنّها ليست خطيرة بحيث يمكن علاجها بحسب ما يلي:[٨]
- إذا كان سبب الشخير هو وجود انسداد في الأنف: فمن المحتمل أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية رذاذ الكورتيكوستيرويد للأنف.
- إذا كان سبب الشخير هو وزن الطفل الزائد: فقد يوصي الطبيب باتّباع برنامج من أجل التخفيف من الوزن مع ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
- إذا كان الشخير مرتبط بانقطاع النفس الانسدادي اليومي: الناتج عن تضخم في اللوزتين أو الزائدة الأنفية أو وجود تسكير في الأنف، فمن المحتمل أن يقوم الطبيب بتحويل الطفل إلى أخصائي الجراحة أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتقديم النصيحة حول اللجوء إلى الإجراء الجراحي.
نصائح عملية لشخير الأطفال
نذكر فيما يلي بعض النصائح العملية الأخرى التي قد تقلّل من شخير الأطفال:[١١][٣]
- احرص على تخفيف الوزن وتغيير النظام الغذائي.
- تجنب محفزات للحساسية في غرفة الطفل مثل: الحيوانات الأليفة أو ألعاب الحيوانات المحشوّة، بالإضافة إلى وسادات الريش والألحفة.
- احرص علة اتباع نمط منتظم للنوم؛ إذ أنها قد تساعد على إيقاف الشخير، ويكون ذلك من خلال إعداد جدول ثابت للنوم تكون فيه غرفة الطفل هادئة ومريحة وخالية من أي أضواء أو شاشات.
- شجع الطفل بأن ينام على إحدى جوانبه بدلًا من ظهره، حيث يمكن أن يساهم ذلك في التخفيف من الشخير.[٨]
- استخدم جهاز لتنقية الهواء في حال كان الطفل يعاني من حساسية، وذلك لإزالة أي مثيرات للحساسية من الهواء مثل الغبار وحبوب اللقاح، كما ينبغي أيضًا تنظيف السجاد، والأثاث، والأسطح الأخرى التي يزداد فيها وجود الغبار.[١٢]
- استخدم غسول الأنف الذي يتمُّ تحضيره عادةً من المياه المالحة؛ للتخفيف من الاحتقان وتنظيف الممرات الأنفية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع التعليمات الخاصّة بالغسول من الشركة المصنِّعة مثل: ضرورة استخدام الماء المفلتر والمُعالج وعدم استخدام ماء الحنفية.[١٢]
مراجعة الطبيب
لا بدّ من مراجعة الطبيب واستشارته في حال كان الطفل يعاني من الشخير لأكثر من ثلاث ليالي خلال الأسبوع، أو في حال كان يعاني من الأعراض التالية:[١٣]
- سرعة الغضب والهيجان، بالإضافة إلى التصرُّف بعدوانية.
- فقدان التركيز والعيش في أحلام اليقظة بشكل متكرر خلال اليوم.
- النوم بشكلٍ كبير ومفرط خلال اليوم.
- مواجهة صعوبة في الاستيقاظ بالرغم من نومه لساعات كافية.
- معاناة الطفل من تشتت التركيز وقلة الانتباه.
- تجاوز الطفل عمر 9 سنوات ويبلّل فراشه مع ملاحظة أنّ المشكلة ظهرت فجأة ولم يكن يبلّل من قبل.
- شعور الطفل بالتعب والإجهاد.
المراجع
- ↑ "Snoring in children: When should you be concerned?", texaschildrens, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Snoring", mayoclinic, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Snoring in Children", sleepfoundation, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Does Snoring Leave Tots More Vulnerable To Childhood Obesity?", npr, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Why Is My Toddler Snoring?", whattoexpect, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Children Who Snore May Have Asthma", webmd, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Can Air Pollution Cause Sleep Apnea?", molekule, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Snoring", raisingchildren, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Does Your Child Snore? 5 Signs of Trouble", clevelandclinic, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Snoring in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Snoring", kidshealth, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Snoring in Kids", rush, Retrieved 21/8/2021. Edited.
- ↑ "Signs Your Child’s Snoring Should Be Taken Seriously", healthblog.uofmhealth, Retrieved 21/8/2021. Edited.