الربو لدى الأطفال

الربو هو مرض مُسبِّب لتضيُّق الممرات الهوائية وتورمها لدى الطفل، وإنتاج كميات كبيرة من المخاط أحيانًا،[١] ففيه تكون الممرات الهوائية أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات عند تعرّضها لبعض العوامل والمواد كحبوب اللقاح، أو بعد الإصابة بالرشح، وتجدر الإشارة إلى أنّه أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا لدى الأطفال، ورغم أنّه قد يصيب الشخص في أي وقت من عمره، إلّا أنّه غالبًا ما يصيبه منذ الطفولة، وقد يرافق الإصابة بالربو أعراضًا تؤثر في الأنشطة اليومية للطفل، خاصةً خلال نوبات الربو الشديدة، ولحسن الحظ يساعد العلاج على التخفيف من الأعراض، وحماية أنسجة الرئة من أي ضرر قد يلحق بها أثناء نموها.[٢][٣]

ما هي أعراض الربو لدى الأطفال؟

تتفاوت أعراض الربو من طفل إلى آخر، وقد يعاني الطفل من نوبات تزداد فيها الأعراض شدة،[٣] كما قد تزداد شدة الأعراض لدى الأطفال عند القيام بأي مجهود بدني، أو عند التعرُّض لمحفزات أخرى كحبوب اللقاح،[٤] ولكن إجمالًا تشمل الأعراض ما يلي:[٥]

  • السعال المستمر؛ وقد يكون هذا العرض الوحيد لدى الطفل.
  • ضيق التنفس.
  • خروج صوت الصفير عند تنفس الطفل.
  • الشعور بألم في الصدر أو ضيق الصدر.
  • سرعة التنفس.
  • ارتفاع أو انخفاض الصدر أثناء التنفس.
  • شعور الطفل بالتعب والإرهاق بسرعة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية، كما أنه قد يتوقف أثناء ممارسة الرياضة ليلتقط أنفاسه.
  • شد عضلات الرقبة والصدر.
  • صعوبة الرضاعة وتناول الطعام؛ خاصةً لدى الأطفال الرضع.
  • مشاكل في النوم نتيجة السعال وضيق التنفُّس.[٦]

ما هي أسباب الربو لدى الأطفال؟

في الحقيقة لا يوجد سبب واضح ومعروف للإ‘صابة بالربو لدى الأطفال، ولكن من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة به ما يلي:[٧]

  • إصابة الطفل بأمراض الحساسية الأخرى.
  • إصابة الأب أو الأم بالربو.
  • الإصابة ببعض أنواع عدوى الشعب الهوائية في سن مبكرة جدًّا.
  • التعرض لعوامل بيئية مثل دخان السجائر أو تلوث الهواء.


ما هي محفزات الربو لدى الأطفال؟

تتعدّد المحفزات التي تسبّب التهاب الشعب الهوائية والرئتين لدى الطفل، ممّا يسبِّب تورمها وإنتاج المزيد من المخاط، فيُسبِّب التعرُّض لها حدوث نوبات الربو التي تزداد بها الأعراض شدة، وفي الحقيقة تختلف هذه المحفزات من طفل لآخر، وتشمل التالي:[٧]

  • العدوى الفيروسية مثل الزكام.
  • ملوثات الهواء مثل دخان السجائر.
  • عث الغبار.
  • وبر الحيوانات الأليفة.
  • حبوب اللقاح.
  • العفن.
  • النشاط البدني.
  • تغيرات الطقس أو الهواء البارد.




من الجدير بالعلم أن بعض حالات الربو تحدث دون وجود محفّزات واضحة، وفي بعض الحالات تتأخر ردة الفعل وظهور الأعراض على الطفل المُصاب بعد التعرُّض للمادة المحفزة، وهذا يجعل من تحديده أمرًا صعبًا.



[٧]


تشخيص الربو لدى الأطفال

قد يصعب تشخيص إصابة الطفل بالربو في العديد من الحالات، إذ قد يصعب في بعض الحالات التمييز بين الربو والأمراض التنفسية الأخرى المُسبِّبة للأعراض ذاتها، ومن الممكن أن تغيب الأعراض لفترة طويلة قبل حدوث نوبة أخرى من الربو، كما أنّ بعض الأطفال يواجهون صعوبة في شرح أعراضهم، وهذا كله يزيد من صعوبة التشخيص، وعند التشخيص يبدأ الطبيب عادة بالسؤال عن الأعراض والأمراض الأخرى التي يعاني منها الطفل، وتلك التي يعاني منها الأم أو الأب، يتبعه إجراء فحص بدني،[٨] ومن الاختبارات التي قد تساعد على تشخيص الربو عند الطفل ما يلي:[٥]

  • اختبار قياس التنفس: (بالإنجليزية: Spirometry) وهو اختبار بسيط للرئة، يُجرى عادةً للطفل في حال كان عمره 6 سنين أو أكثر، ويساعد هذا الاختبار على قياس كمية الهواء التي يستطيع الطفل إخراجها من رئتيه، ومدى سرعة ذلك، وتكمن أهمية هذا الفحص في مساعدة الطبيب على تقدير شدّة الربو لدى الطفل.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية (X-ray).
  • الاختبارات التي تساعد على معرفة مسبِّبات الربو: ومن هذه الاختبارات ما يلي:[٥]
  • اختبارات حساسية الجلد.
  • اختبارات الدم، بما فيها اختبار ماصّ الإشعاع المُؤرِّج أو اختصاراً RAST،[٥] وهو اختبار يقيس كمية الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي (IgE) الموجودة في الدم نتيجة التحسُّس من مواد معينة.[٩]
  • اختبار يقيس مستوى أكسيد النيتريك (NO) في أنفاس الطفل: والذي قد يشير إلى وجود التهاب في الشعب الهوائية.[٥]


علاج الربو لدى الأطفال

تتعدّد الأدوية التي تساعد على علاج الربو عند الأطفال، وتشمل التالي:

  • أدوية تمنع ظهور الأعراض: تؤخذ هذه الأدوية يوميًّا، وتعمل على التخفيف من الالتهاب والتورم داخل الشعب الهوائية، فتساعد على تقليل حساسية الممرات الهوائية للمحفزات، إلا أنّها لن تفيد في التخفيف من الأعراض أثناء نوبة الربو، ومن الجدير بالعلم أنّ بعض الأطفال يحتاجون هذه الأدوية على مدار العام، والبعض الآخر يحتاجها خلال مواسم معينة فقط، كالمواسم التي تحدث فيها الحساسية لديهم،[١٠] ومن هذه الأدوية ما يلي:
  • بخاخات الكورتيزون: والتي تساعد على تخفيف الالتهاب في الشعب الهوائية،[١١] وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يتطلب الأمر تناولها لعدة أيام إلى أسابيع قبل الحصول على الفائدة الكاملة منها، ومنها: فلوتيكازون (Fluticasone) من أسمائه التجارية: ®Flovent.[١٢][١٣]
  • البخاخات المركبة التي تحتوي على الكورتيزون وناهضات بيتا طويلة المفعول:[١٢] فتساعد مضادات بيتا طويلة المفعول على توسيع الشعب الهوائية والتخفيف من ضيق التنفس،[١١] وتُستخدم هذه في حال فشل الأدوية الأخرى في السيطرة على أعراض الربو، ومن أمثلته البخاخ الذي يحتوي على البوديسونيد والفورموتيرول (Formoterol)، ومن أسمائه التجارية: ®Symbicort.[١٣]




قد يحتاج الأطفال في بعض الحالات إلى أنبوب المباعدة (بالإنجليزية: Spacer) مع قناع خاص للوجه، في حال كانوا يجدون صعوبة باستخدام البخاخات.



[١٠]

  • حبوب مضادات اللُّوكوترين: (بالإنجليزية: Leukotriene inhibitors)،[١٢] تمنع هذه ظهور الأعراض لمدة تصل إلى 24 ساعة، مثل: مونتيلوكاست: (Montelukast) من أسمائه التجارية ®Singulair.[١٣]
  • حبوب الثيوفيلين: (Theophylline) يؤخذ هذا الدواء للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا، لتسهيل التنفس، وغالبًا يُستخدَم مع بخاخات الكورتيزون، وفي الحقيقة يتطلب تناوله إجراء فحص للدم باستمرار.[١٣]
  • العوامل المناعية: (بالإنجليزية: Immunomodulatory agents) يناسب الأطفال الذين تتجازوز أعمارهم 12 عامًا، ومن أمثلته: ميبوليزوماب (Mepolizumab).[١٣]
  • أدوية الإنقاذ السريعة أو الأدوية المخففة للأعراض: تُستخدم خلال نوبة الربو، لإرخاء عضلات الشعب الهوائية، للتخلُّص من ضيق التنفُّس وتخفيف الأعراض عند حدوثها،[١٠] ومن هذه الأدوية ما يلي:[١٤]
  • ناهضات بيتا قصيرة المفعول: تساعد على تخفيف الأعراض بسرعة أثناء نوبة الربو، حيث يكون مفعولها خلال دقائق، ومن أمثلتها ألبوتيرول (Albuterol) من أسمائه التجارية: ®Ventolin.
  • إبراتروبيوم: (بالإنجليزيّة: Ipratropium) ومن أسمائه التجارية: ®Atrovent.
  • حبوب أو حقن الكورتيزون: تُستخدم هذه الأدوية لعلاج أعراض الربو الحادة، ويجب استخدامها لفترة قصيرة فقط.




يعد إعطاء أقل جرعة ممكنة من أدوية الربو هو أفضل ما يمكن فعله للسيطرة على أعراض الربو لدى الطفل، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب، لذا يُنصَح بمراجعة الطبيب بانتظام ليقوم بإجراء التعديلات اللازمة على العلاج، ويقتضي الانتباه إلى عدم تقليل الجرعة دون التحدث إلى الطبيب.



[١٥][١٦]


الوقاية من نوبات الربو لدى الأطفال

لحماية طفلك من نوبات الربو لا بد من اتباع التالي:

  • تجنب تعرّض طفلك للدخان:[٢] إذ إنّ التعرض لدخان السجائر أثناء الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالربو، كما أنه قد يؤدي إلى زيادة الأعراض شدة عند طفلك المُصاب.[٦]
  • ساعد طفلك على الابتعاد عن مسببات الحساسية: فمثلًا في حال كان طفلك يعاني من حساسية لوبر الحيوانات، تخلّص من الحيوانات الأليفة الموجودة في المنزل.[٢]
  • تثقف عن مرض الربو: وتعلم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.[٢]
  • شجع طفلك أن يكون نشيطًا: إذ يساعد النشاط البدني المنتظم على عمل الرئتين بكفاءة أكبر، وذلك طالما أن طفلك لا يعاني من أعراض شديدة.[٦]
  • راجع الطبيب عند الضرورة: عليك أن لا تتجاهل علامات الربو لدى طفلك، فقد يكون بحاجة لزيادة الجرعة أو استخدام أدوية أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الربو وأعراضه تتغير بمرور الوقت.[١٧]
  • ساعد طفلك على الحفاظ على وزن صحي: فزيادة الوزن قد تفاقم الأعراض، وتزيد من فرصة الإصابة بمشاكل صحية أخرى.[١٧]
  • احرص على تنظيف منزلك باستمرار وتخلَّص من الغبار.[١٣]
  • استخدم تكييف الهواء داخل المنزل: فهذا يقلل من الرطوبة والمواد المسببة للحساسية داخل هواء منزلك.[١٣]
  • حاول التقليل من تعرض طفلك للهواء البارد: فشجع طفلك على ارتداء قناع عند الخروج أثناء الجو البارد.[١٣]
  • عالج حرقة المعدة لدى طفلك: فالارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة الشديدة قد يكون لها دور في مفاقمة الأعراض لدى طفلك، وربما تستدعي بعض الحالات تناوله للأدوية التي يصفها الطبيب.[١٧]


دواعي مراجعة الطبيب والطوارئ

لا بد للأهل من اصطاب طفلهم إلى الطبيب في حال الاشتباه بالإصابة بالربو، إذ إن للعلاج المبكردور كبير في السيطرة على الأعراض، والتحكم في نوبات الربو، وربما منعها، وإجمالًا ينبغي مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي من أعراض الربو،[٦] كما تتطلب بعض الحالات الشديدة طلب الطوارئ للطفل، مثل التالي:[١٧]

  • توقف الطفل عن الكلام لالتقاط أنفاسه.
  • استخدام الطفل لعضلات بطنه ليستطيع التنفس.
  • توسّع فتحات الأنف لديه عند التنفس.
  • صعوبة تنفس الطفل، وبذل الطفل جهدًا كبيرًا أثناء ذلك.
  • ازدياد مغدل ضربات القلب.
  • شعور الطفل بألم شديد في الصدر.


المراجع

  1. "Asthma", King's Daughters Health System, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Childhood asthma", europeanlung, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Childhood asthma", childspecialistpune, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  4. "Asthma", Drugs.com, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Childhood Asthma", webmd, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Childhood asthma", middlesexhealth, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Childhood asthma", mayoclinic, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  8. "What to know about childhood asthma", medicalnewstoday, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  9. "RAST test", medlineplus, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Asthma in children", betterhealth, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "The Best Medicine for Asthma", verywell health, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "What to know about childhood asthma", medicalnewstoday, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Childhood Asthma", sparrow, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  14. "Childhood asthma", drsamirgami, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  15. "Asthma in children", betterhealth, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  16. "What to know about childhood asthma", medicalnewstoday, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  17. ^ أ ب ت ث "Childhood asthma", stclair, Retrieved 29/6/2021. Edited.