توجد القوقعة (بالإنجليزية: Cochlea) في الأذن الداخلية، وهي الجزء الذي يحتوي على العضو الحسي للسمع، ويعود سبب تسميتها إلى شكلها المشابه لقوقعة الحلزون، وقد اشتّق اسمها من اللغة اليونانية القديمة.[١]

صفات وخصائص القوقعة

تمتلك القوقعة شكلًا مميزًا؛ فهي عبارة عن أنبوب حلزوني ملفوف مرتين ونصف تقريبًا حول محور عظمي، وتشكّل مخروطًا يبلغ قطره تقريبَا 9 مليمترات من عند القاعدة، ويبلغ ارتفاعه 5 مليمترات تقريبًا، وعند التمدد يزداد طول هذا الأنبوب اللولبي ليبلغ يقدر طوله حوالي 30 مليمترًا، ومن الجدير بالذكر أن حجم القوقعة يتضاءل عند الانتقال من القاعدة إلى القمة، أي أنه أعرض عند القاعدة بحوالي 2 مليمترًا، ويتناقص بشكل تدريجي عندما ينتهي عند القمة.[١][٢]


ما هي قنوات القوقعة؟

تتكون قوقعة الأذن من 3 قنوات ملفوفة حول المحور العظمي، وهذه القنوات كما يلي:[٣][٢]

  • النفق الدهليزي للقوقعة (بالإنجليزية: Scala vestibuli).
  • النفقُ الطَّبليّ للقوقعة (بالإنجليزية: Scala tympani).
  • قناة القوقعة (بالإنجليزية: Cochlear duct).

أمّا بالنسبة لارتباط هذه القنوات مع بعضها البعض؛ فيتصل النفق الدهليزي مع النفق الطبلي عبر ما يعرف ب هيليكوتريما (بالإنجليزية: Helicotrema)، وهي عبارة عن فتحة في قناة القوقعة وتقع في قمة القوقعة.[٤]


ما هي السوائل الموجودة في قنوات القوقعة؟

تكون القنوات الثلاث داخل القوقعة مملوءة بسائل، وتحتوي هذه القنوات في القوقعة على نوعين من السوائل المختلفة تسمى اللمف، وهما كالتالي:[٣][٥]

  • اللمف المُحيطِيّ: (بالإنجليزية: Perilymph) يملأ هذا السائل الدهليز الخارجي، وطبلية سكالا الداخلية، ويحتوي اللمف الخارجي على تركيبة أيونية شبيهة بالسائل الموجود خارج الخلية.
  • اللمف الداخلي: (بالإنجليزية: Endolymph) يعدُّ وجود هذا السائل في القوقعة من السمات المميزة لقوقعة الأذن، ويوجد داخل قناة القوقعة المركزية، كما أن له تركيبة فريدة لا تتواجد في أي مكان آخر من الجسم، ويتمُّ إنتاجه من السائل الدماغي النخاعي.

ومما يجدر التنويه إليه أن اللمف المحيطي يختلف عن اللمف الداخلي اختلافًا كبيرًا من حيث تركيز الأيونات، الذي يعدُّ أمرًا ضروريًّا للوظيفة العامة للوقعة؛ حيث يعتبر اللمف المحيطي سائلًا غنيًّا بأيونات الصوديوم ومنخفضًا بأيونات البوتاسيوم والكالسيوم، أمّا بالنسبة اللمف الداخلي؛ فهو سائل غني بالبوتاسيوم، ومنخفض بكل من الصوديوم والكالسيوم.


ما هي وظيفة القوقعة؟

تتمثل الوظيفة الأساسية للقوقعة في تحويل اهتزازات سوائل القوقعة إلى إشارات عصبية، ويحدث هذا في عضو كورتي أو المتعارف عليه بعضو السمع الموجود على طول القوقعة، ومما تنبغي الإشارة إليه أن القوقعة قادرة أيضًا على إجراء تحليل صوتي استثنائي من حيث التردد والشدة، إذ أنها تسمح بإدراك الأصوات بين تردد 20 هرتز و 20000 هرتز.[٣][٦]


كيف تعمل القوقعة على نقل الصوت؟

يمرُّ الصوت بعدة مراحل حتى نسمعه، حيث تنتقل الموجات الصوتية التي تدخل الأذن عبر القناة السمعية الخارجية من خلال عظام صغيرة في الأذن قبل أن تضرب طبلة الأذن وتتسبب في اهتزازها، وتحتوي القوقعة على غشاء قاعدي تكمن وظيفته في استشعار الترددات الصوتية المختلفة في مواقع محددة، وكما يتمُّ استشعار الاهتزازات الصادرة من نغمات التردد المنخفض في أقصى طرف من الغشاء القاعدي، ثمَّ بعد ذلك ترسل حركات الغشاء القاعدي إشارات إلى الدماغ وتترجم إلى أصوات مختلفة استجابةً لهذه الاهتزازات.[٧][٨]


ما هي الأمراض التي يمكن أن تصيب القوقعة؟

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع، خاصة إن حدث خلل وظيفي في أجزاء مختلفة من مسار التحويل السمعي، أمّا بالنسبة للمسببات التي قد تؤدي إلى ضعف القوقعة، فإنها يمكن أن تكون بسبب مرض مينير أو بسبب الضرر الناجم عن الضوضاء، وفيما يأتي تفصيلٌ لهذه المسببات:[٩]

  • مرض مينير: يحدث هذا المرض بسبب الاستسقاء الليمفاوي الذي يحدث عندما يزداد حجم السائل اللمفي داخل القناة القوقعية، مما يؤدي إلى حدوث انتفاخ داخل القوقعة ويؤثر في وظيفتها والقدرة على السمع بشكل عام.
  • الضرر الناتج عن الضوضاء: قد يحدث ضعفٌ في القوقعة بسبب التعرُّض للضوضاء والأصوات المرتفعة للغاية، حيث يمكن أن يؤدي التعرُّض لأصوات تصل إلى 85 ديسيبل أو أكثر لمدة 8 ساعات إلى حدوث تلف دائم في القوقعة، وذلك من خلال تدمير خلايا الشعر في القوقعة، إذ يتسبب فقدان هذه الخلايا في عدم القدرة على تحفيز الأعصاب الواردة وبالتالي عدم القدرة على سماع الأصوات المختلفة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Cochlea", britannica, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Hearing, I: The Cochlea", ajnr.org, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "COCHLEAR FLUIDS", cochlea, 10/11/2016, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  4. "Hearing", open.edu, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  5. "Neuroanatomy, Ear", statpearls, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  6. "THE EAR", cochlea, 10/8/2016, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  7. "The Cochlea", biointeractive, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  8. "Hearing and the cochlea", medlineplus, 25/5/2021, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  9. "Physiology, Cochlear Function", StatPearls, 20/4/2021, Page 10. Edited.