الشخير

يعد الشخير من المشاكل الشائعة التي قد تصيب الصغار والكبار، ويحدث نتيجة عدم حركة الهواء عبر الأنف والفم أثناء النوم بطريقة طبيعية، فيُسبِّب تدفُّق الهواء اهتزاز الأنسجة المرتخية في الحلق، ممّا يؤدي إلى صدور صوت الشخير، وقد تكون هذه حالة مؤقتة تصيب الشخص بين الحين والآخر، أو مزمنة لدى بعض الأشخاص، ويجدر التنويه إلى وجود بعض الحالات التي يشير فيها الشخير إلى الإصابة بمرض صحي أكثر خطورة.[١][٢]


أسباب الشخير

يحدث الشخير نتيجة انسداد مجرى الحلق أو الأنف جزئيًا أثناء النوم، وهذا يعني صعوبة في تحرُّك الهواء عبرهما، فيتحرك بشكل هائج أو مضطرب،[٣] ممّا يُسبِّب اهتزاز الأنسجة المرتخية داخل الحلق وصدور صوت الشخير، فعندما ينام الشخص ترتخي العضلات الموجودة في سقف الفم، واللسان، والحلق، واهتزازها يُسبِّب صدور صوت الشخير، وتجدر الإشارة أنّه كلما زاد تضيُّق مجرى الهواء، زادت شدة الاهتزازات، وبالتالي يزداد علو صوت الشخير، كما أنّ ارتخاء هذه العضلات ذاته، يُسبِّب تدليها ويزيد من انسداد المجرى الهوائي،[٢] ويمكن تفصيل الأسباب كالآتي:

  • انسداد مجرى الهواء الأنفي: وهذا قد يحدث بسبب التالي:[٤]
  • الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، أو نتيجة الإصابة بالتحسُّس والاحتقان.
  • انحراف الحاجز الأنفي، وهو الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف، ففي الوضع الطبيعي يكون هذا الحاجز في المنتصف بين فتحتي الأنف.
  • وجود السلائل الأنفية،[٤] وهي كتل غير سرطانية تشبه شكل الدمعة وتتكون في مجموعات غالبًا داخل الأنف، وغالبًا تنتج عن الإصابة بالتهاب الأنف والجيوب الأنفية لفترة طويلة تتجاوز 12 أسبوع.[٥]
  • ضعف حركة عضلات الحلق واللسان: أي ارتخاء هذه العضلات بشكل أكبر من المعتاد، ممّا يُسبِّب تدليها وسدّ مجرى الهواء جزئيًا، ومن الممكن أن يحدث ارتخاء العضلات بسبب تناول أدوية مرخية العضلات،[٤] أو الأدوية المهدئة، مثل: ديازيبام (بالإنجليزيّة: Diazepam) من أسمائه التجارية: ®Valium.[٦]
  • السمنة: فهذا يؤدي إلى تضخّم أنسجة الحلق والفم.[٤]
  • تضخم اللوزتين أو الإصابة بالزوائد الأنفية (اللحمية).[٤]
  • اللهاة الطويلة أو زيادة سمك الحنك الرخو: واللهاة هي النسيج المتدلي في مؤخرة الفم، أما الحنك الرخو فيقع في مؤخرة سقف الفم، فهذه الاختلافات التشريحية بين الأشخاص تتسبَّب بتضيق الفتحة بين الأنف والحلق، واهتزاز هذه الأنسجة وارتطامها مع بعضها بعضًا، ممّا يزيد من انسداد مجرى الهواء، وبالتالي صدور صوت الشخير.[٤][٢]
  • النوم بوضعية غير مناسبة: مثل: استخدام وسائد كبيرة جدًا، أو طرية للغاية، أو النوم على الظهر،[٤] فهذا يزيد من تأثير الجاذبية في أنسجة الحلق، ويزيد من تضيُّق مجرى الهواء.[٢]
  • الحرمان من النوم: في حال كان الشخص لا يحصل على قسط كاف من النوم فقد ترتخي عضلات الحلق كثيرًا.[٤]
  • التقدم في العمر: يصبح الحلق أضيق ويزداد ارتخاء عضلات الحلق مع التقدم في العمر، مما يزيد من شيوع حدوث الشخير عند كبار السن.[٦]
  • التدخين وتناول المشروبات الكحولية: من الأمور التي قد تتسبب بزيادة إرخاء العضلات.[٦]
  • الحمل: إذ إن هرمونات الحمل قد تُسبٍّب حدوث التهاب داخل الأنف.[٧]




تجدر الإشارة إلى أنّ الشخير يحدث لدى الرجال بنسبة أكبر من النساء، فالمجاري الهوائية لدى الرجال أكثر تضيقًا منها لدى النساء، كما يجب الإشارة إلى أنّ إصابة أحد أفراد العائلة المقربين يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالشخير.



[٦][٧]


كيفية الشخير تكشف سبب الشخير!

من الممكن أن تكشف الطريقة التي يشخر فيها الشخص عن سبب شخيره، ممّا يساعد على تحديد العلاج الأفضل، بالإضافة إلى تحديد العوامل التي تزيد من شدة الشخير وتجنبها، وتكون كما يلي:[٦]


كيفية الشخير
إلام تشير كيفية الشخير
الشخير والفم مغلق
من الممكن أن تكون بسبب مشاكل في اللسان.
الشخير والفم مفتوح
قد تشير إلى مشكلة في أنسجة الحلق.
الشخير أثناء النوم على الظهر
في الغالب يكون الشخير خفيفًا بسبب هذه الوضعية، ويساعد اتباع نمط حياة صحي على التخفيف منه وعلاجه.
الشخير بجميع وضعيات النوم
تشير هذه الحالة إلى شخير أكثر شدة.


كيف يمكنني التوقف عن الشخير؟

عليك باتباع التالي للتخلص من الشخير:[٨]

  • تجنب تناول الأدوية التي تعمل على إرخاء العضلات: بما فيها الأدوية المهدئة، وذلك بالطبع بعد استشارة طبيبك، ولا تبادر بأخذ أي من هذه الأدوية، ولا الأدوية المساعدة على النوم إلا بعد استشارة طبيبك، حتى وإن كانت لا تحتاج لوصفة طبية.
  • تجنّب تناول المشروبات الكحولية.
  • استخدم جهاز مرطِّب داخل الغرفة: فهذا يساعد على التخفيف من الاحتقان المُسبِّب لتضيُّق مجرى الهواء لديك.
  • احرص على النوم على جانبك بدلًا من ظهرك: ويمكنك ذلك بخياطة كرة تنس في الجزء الخلفي من قميصك أثناء النوم، فهذا يمنع الانقلاب على الظهر، بالإضافة إلى ذلك قد يساعدك استخدام وسائد مضادة للشخير، ورفع مستوى الرأس أثناء النوم على التخفيف من الشخير.
  • احرص على فقدان وزنك الزائد: فكما أشرنا تساهم زيادة الوزن بالشخير، وذلك بممارسة الرياضة والحرص على تناول غذاء صحي.[٨]
  • مارس تمارين الحلق: وذلك لتقوية عضلات الحلق، ومنعها من التدلي أو الارتخاء أثناء النوم، ومنها أن تكرر لفظ الأحرف المتحركة باللغة الإنجليزيّة (a ، e i ، o ، u ) لمدة 3 دقائق، وكرر ذلك عدة مرات يوميًا، أو يمكنك وضع طرف لسانك خلف الأسنان الأمامية العلوية، ثم عليك أن تحركه للخلف، مع الثبات على هذه الوضعية لمدة 3 دقائق.[٩]
  • أقلع عن التدخين: فهذا يحسن الصحة العامة ويقلل من الشخير.[١٠]
  • احصل على قسط كاف من الراحة والنوم: فيجب على البالغين النوم لحوالي 7 ساعات على الأقل كل ليلة.[١٠]
  • احرص على علاج احتقان الأنف: وذلك باستشارة الطبيب، والذي قد يوصي بأخذ أدوية مضادات الهيستامين، أو بخاخات الأنف المرطبة والمحتوية على الكورتيكوستيرويد.[٨]
  • استخدم الشرائط الأنفية الخارجية المساعدة على التخفيف من الشخير: ويمكنك الحصول عليها من الصيدليات دون وصفة طبية، إذ تساعد هذه على توسيع الممرات الأنفية والتخفيف من الشخير.[٢]
  • استخدم الأجهزة الفموية المساعدة على التخفيف من الشخير: وهي أجهزة مخصصة لإبقاء مجرى الهواء مفتوحًا، عن طريق تحريك اللسان والفك للأمام قليلًا، وتشبه واقيات الفم التي يستخدمها الرياضيون،[٩] أو من الممكِّن استخدام شرائط خاصة لرفع الذقن.[١١]


العمليات الجراحية لعلاج الشخير

تُستخدم الجراحة في حال لم تكن العلاجات الأخرى ذات فائدة في علاج الشخير،[١١] أو في حالات الشخير الشديدة، ومن الجراحات التي يمكن اللجوء إليها لعلاج الشخير ما يلي:[١٢]

  • رأب اللهاة والبلعوم: (بالإنجليزية: Uvulopalatopharyngoplasty)، واختصارًا (UPPP) وهي إجراء جراحي يتطلب الإقامة في المستشفى، وينطوي على استئصال اللوزتين، وإعادة تشكيل الحنك الرخو، ويكون فيها المريض تحت تأثير التخدير.
  • العلاج بالليزر: وفي هذا الإجراء يستخدم الطبيب شعاعًا من الليزر لجرح الحنك، ليصبح أكثر صلابة عند التئام الأنسجة بسبب الندوب، ويستطيع المريض العودة مباشرة لمنزله بعد العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطريقة قد لا تنجح دائمًا، لذا لا يوصي العديد من الأطباء بها.
  • تقويم النعاس: (بالإنجليزية: Somnoplasty) تنطوي على حرق تدريجي للحنك المرتخي، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأطباء لا يوصون بهذه الجراحة أيضًا.
  • جراحة تقديم الفكين العلوي والسفلي: وفيها يقوم الجراح بتحريك الفكين إلى الأمام، مما يساعد على فتح المجرى الهوائي.[٢]
  • جراحة تحفيز العصب تحت اللسان: وتساعد هذه الجراحة على تحفيز العصب الذي يتحكم بحركة اللسان، فلا يسد مجرى الهواء.[٢]




يجب الإشارة إلى أن الجراحة لا تعد حلًا دائمًا لعلاج الشخير، ففي بعض الحالات قد تنجح الجراحة في علاج الشخير لفترة قصيرة فقط، كما أنّها قد لا تكون فعالة أبدًا في بعض الحالات.



[١٢]


دواعي مراجعة الطبيب

لا يوجد حاجة لإجراء أي فحوصات في حال كان الشخير لا يسبب انزعاجًا للشخص نفسه أو من حوله، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات في الحالات التالية:[١٣]

  • الاستيقاظ ليلًا مع اللهاث عدة ليالي، فقد يشير هذا إلى وجود مشكلة في القلب.
  • التوقف عن التنفس أثناء الليل، ممّا قد يشير إلى الإصابة بمرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
  • الشعور بالتعب والنعاس الشديد أثناء النهار.
  • الشخير بصوت مرتفع للغاية.[١٤]
  • تكرار حدوث الشخير 3 مرات أو أكثر أسبوعيًّا.[١٤]
  • زيادة الوزن مؤخرًا أو السمنة.[١٤]
  • قلة التركيز.[١٤]
  • الشعور بالصداع والاحتقان في الصباح.[١٤]
  • ارتفاع ضغط الدم.[١٤]
  • حدوث صرير الأسنان أثناء الليل.[١٤]
  • كثرة التبول أثناء الليل.[١٤]

المراجع

  1. "Snoring", kidshealth, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Snoring", mayoclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  3. "Snoring Causes and Treatments", verywellhealth, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Snoring", webmd, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  5. "Nasal Polyps", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "How to Stop Snoring", helpguide, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Snoring", clevelandclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "How do you stop snoring?", medicalnewstoday, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب occurs when a person’s upper airway tissue,do not work, medical treatment may be available. "How do you stop snoring?", drivorfunnell, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Snoring", mayoclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Snoring"، nhs، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Snoring", betterhealth, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  13. "Snoring", patient, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Snoring and Sleep"، sleepfoundation، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. Edited.