يعرف التهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه على أنهما اضطرابان يسببان تعطل سير نقل المعلومات الحسيّة من الأذن إلى الدّماغ، وينتج عن الإصابة بعدوى، بحيث تؤدي إلى التهاب في الأذن الداخلية، أو الأعصاب التي تربط الأذن الداخلية بالدماغ، وتتمثل الإصابة بالتهاب التّيه على انتفاخ فرعيّ من العصب الدهليزي القوقعي، والذي يؤثر في عمليتيّ التوازن والسمع، أما الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي فتسبب حدوث انتفاخ في فرع العصب الدهليزي القوقعي والذي يؤثر في عملية التوازن. [١][٢]


أسباب الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي والتهاب التّيه

قد تنتج حالة التهاب العصب الدهليزيّ والتهاب التيه بسبب الإصابة بعدوى بكتيريّة، وفي بعض الحالات الأقل شيوعاً قد تكون العدوى الفيروسية هي المسبب للإصابة، ومن أبرز أنواع الفيروسات المسببة للإصابة بالتهاب العصب الدهليزي والتهاب التّيه نذكر ما يلي:[٢]

  • الفيروس المسبب للإصابة بكل من الحالات الطبية الآتية:
  • النكاف.
  • الإنفلونزا.
  • داء الحصبة.
  • شلل الأطفال.
  • التهاب الكبد.
  • الحصبة الألمانية.
  • فيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr).
  • فيروسات الهربس، كتلك التي تسبب تقرحات البرد أو جدري الماء، وداء الهربس النطاقي.


أعراض الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي والتهاب التّيه

نادراً ما تسبب الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي والتهاب الأذن الألم[٣]، ولكن من أبرز الأعراض المرافقة للإصابة:[٤]

  • عدم القدرة على التوازن أو المشي بشكل طبيعي.
  • الغثيان والتقيؤ، اّللذان يمكن أن يؤديا إلى الجفاف، والإرهاق الشديد.
  • فقدان السمع، وسماع صوت رنين أو طنين في الأذنين، ينتج عن الإصابة بالتهاب تيه الأذن.[٥]
  • الدوار؛ ويعدّ العَرض الرئيسي لكلّ من الإلتهابين، ما قد يجعل عملية المشي أمراً صعباً على المريض.[٥]


تشخيص التهاب التيه والتهاب العصب الدهليزي

لتشخيص الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه يبحث الطبيب عن علامات الإصابة بالعدوى الفيروسية، وذلك عن طريق إجراء فحص طبي بدني شامل، بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض، والحصول على السيرة المرضية،[٥] وفي حالة كان المسبب غير واضح فإنه سيقوم بطلب إجراء كل من الفحوصات التالية:[٣][٥]

  • تخطيط السّمع.
  • اختبار الكرسي الدوّار.
  • تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
  • فحص الجهد عضلي المنشأ بالتحريض الدهليزي المعرف اختصاراً بـ VEMP، للكشف عن التهاب العصب الدهليزي.
  • تخطيط كهربية الرأرأة.
  • فحوصات الدم، مثل اختبار سكر الدّم الصيامي.


علاج التهاب التيه والتهاب العصب الدهليزي

في معظم الأحيان، يختفي التهاب تيه الأذن والتهاب العصب الدهليزي من تلقاء نفسه خلال عدّة أسابيع من الإصابة،[٥] وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب بعض أنوع الأدوية، وذلك بالاعتماد على السبب الكامن وراء الإصابة؛ ومن هذه الأدوية:[٤][٥]

  • مضادات الفيروسات في حال كانت الإصابة ناتجة عن فيروس الهربس النطاقي.
  • الأدوية الستيرويدية، والتي قد تساعد على التحسن بشكل سريع.
  • مضادات التقيؤ، ومضادات الهيستامين، والمهدئات، وذلك للسيطرة على الأعراض الناجمة عن الإصابة بالدّوار.


نصائح عامة

كما ذكر يشفى المصاب التهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه من تلقاء نفسه، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتخفيف الأعراض المرافقة للحالة، وفيما يلي ذكر لبعض منها:[٦]

  • تجنب الضوضاء والأضواء القوية.
  • استلقِ في غرفة مظلمة عند الشعور بدوار شديد.
  • اشرب كميات قليلة من الماء على فترات متكررة إذا كنت مريضاً.
  • تجنب شرب الكحول لأنه قد يزيد من الأعراض سوءًا.
  • تجنب القيادة، أو ركوب الدراجة، أو استخدام الآلات إن شعرتَ بالدوار.
  • ركز عينيك على جسم ثابت، بدلاً من النظر لكل ما حولك طوال الوقت.
  • احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم، لأن التعب يمكن أن يزيد سوء الأعراض.
  • حاول الخروج في نزهة، وقد يساعدك شخص إلى أن تتمكن من الثبات وحدَك.


مراجعة الطبيب

في بعض الحالات القليلة يمكن أن تستمر الأعراض بعد الإصابة بالالتهاب لأشهر أو سنوات، لذلك يجب إخبار الطبيب إن لم تتحسن هذه الأعراض، أو إذا ظهرت أعراض أخرى، كما يجب مراجعة الطبيب في حال كانت الأعراض مصحوبة بضعف، أو خدر، أو وخز، أو الرؤية المزدوجة، أو كلام غير واضح أو مرتبك؛ وذلك لأنّ الإصابة بالسكتة الدماغية يمكن أن يرافقها أعراض مشابهة جداً بأعراض الإصابة بالالتهاب؛ وبالتالي يجب السعي في معرفة سبب هذه الأعراض للحصول على العلاج المناسب في أقرب وقت ممكن.[٤][٧]


هل يسبب التهاب عصب السمع الفيروسي فقدان السمع الدائم؟

تعتمد احتمالية الإصابة بفقدان السمع التي قد تكون من أحد مضاعفات الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي أو التهاب التيه على نوع الفيروس الذي تسبب بالمرض، كما قد تتراوح شدة فقدان السمع أيضاً من شخص لآخر، ولحسن الحظ تعد هذه الحالة قابلةً للعلاج؛ فعلى سبيل المثال يمكن معالجة فقدان السمع الشديد عن طريق زراعة قوقعة، أما في حالة كان فقدان السمع خفيفاً أو متوسطاً فيمكن اللجوء لاستخدام الأدوات الخاصة التي تساهم في تحسين السمع، كما أن استخدام مضادات الفيروسات قد يفي بالغرض في بعض الحالات.[٨]

المراجع

  1. "Vestibular Neuritis", clevelandclinic.org, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "LABYRINTHITIS AND VESTIBULAR NEURITIS", vestibular.org, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Vestibular Neuritis and Labyrinthitis", dizziness-and-balance.com, 8/3/2021, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", hopkinsmedicine.org, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", uofmhealth.org, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  6. "Labyrinthitis and vestibular neuritis", nhs.uk, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  7. "Vestibular Neuritis and Labyrinthitis", patient.info, 19/10/2016, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  8. "Viruses and Hearing Loss", soundscouts.com, 16/6/2020, Retrieved 8/7/2021. Edited.