أسباب ألم الأذن

يُصاب البعض بألم إحدى الأذنين أو كلتيهما، ويختلف هذا الألم من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى، فيتراوح في شدته بين الطفيف والشديد، فيؤثر بعضه في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية، مثل النوم، والأكل، وغيرها من النشاطات، كما قد يكون ألمًا مؤقتًا أو دائمًا، وقد يشعر الشخص به فجأةً أو يحدث بشكل تدريجي، وتجدر الإشارة إلى أنّه غالبًا ما يؤثر في أذن واحدة فقط، وهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال، وفي الحقيقة تتعدّد الأسباب التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بألم الأذن، ويختلف العلاج بالطبع باختلاف المُسبِّب،^[١][٢] ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ألم الأذن؟

أسباب ألم الأذن

كما أشرنا تتعدد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بألم الأذن، ويمكن بيان الأسباب بناءً على الأعراض المرافقة لألم الأذن كما في الجدول الآتي:^[٣]

ينتج ألم الأذن إما عن حدوث مشاكل داخل الأذن نفسها، وهو ما يُشار له بالأسباب الأولية، أو نتيجة مشاكل صحية خارج الأذن، وهو ما يُشار له بالأسباب الثانوية، ويمكن تفصيل ذلك كالآتي:

الأسباب الأولية لألم الأذن

وتكون كما يلي:

• التهاب الأذن الوسطى: (بالإنجليزيّة: Otitis media)، وهو إصابة الأذن الوسطى (المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن) بعدوى فيروسية أو بكتيرية، تتسبب باحمرار، وتورم، وتراكم السوائل خلف طبلة الأذن، ممّا يُسبِّب الشعور بألم الأذن، وضعف السمع، والحمّى، وغيرها من الأعراض، وتشيع الإصابة بالعدوى لدى الأطفال، وغالبًا تتحسن الحالة ويخف الألم بعد 2-3 أيام من بدء العلاج، ويتعافى الشخص بالكامل خلال 10 أيام بالعادة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع العلاج اللازم الذي يصفه الطبيب لتجنُّب المضاعفات.^[٤][٥]
• التهاب الأُذن الوسطى الانصبابي: (بالإنجليزيّة: Otitis media with effusion) وهو تراكم سائل لزح أو سميك في الأذن الوسطى دون وجود عدوى، فيحدث عادةً بعد التعافي من التهاب الأذن الوسطى، حيث تبقى السوائل هناك لبعض الوقت، أو نتيجة انسداد جزئي في قناة استاكيوس، وهو أنبوب يربط الأذن الوسطى بمؤخرة التجويف الأنفي، وتشيع الإصابة بهذا الالتهاب لدى الأطفال، خصوصًا الذين لم يتجاوزا السنتين من عمرهم، وفي الحقيقة تعد من الحالات التي تتطور ببطء، لذلك قد لا يشعر الشخص بأية أعراض، أو قد تكون أعراض قليلة للغاية، فيشعر المريض ببعض الألم في أذنه، أو يعاني من امتلاء أو الضغط فيها، مع ضعف بسيط في السمع، وقد يلاحظ الأهل أن طفلهم يشد أذنه، وغالبًا تختفي هذه من تلقاء نفسها دون علاج في غضون بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.^[٦][٧]
• التهاب الأذن الخارجية: (بالإنجليزية: Otitis Externa)، تسمّى كذلك بأذن السبّاح، فكثرة التعرض للماء يزيد من احتمالية الإصابة بها،^[٨] والتهاب الأذن الخارجية يعني التهاب قناة الأذن الممتدة من صيوان الأذن إلى طبلة الأذن،^[٩] ممّا يُسبِّب احمرارها وتورمّها، والشعور بحكّة وألم فيها، والذي قد يكون شديدًا في بعض الحالات، بالإضافة إلى ضعف السمع، وخروج سوائل أو صديد من الأذن، وعادة ما تتضرر أذن واحدة فقط.^[٨]
• انسداد الأذن الشمعي: (بالإنجليزية: Earwax Blockage) وهو تراكم شمع الأذن وانحشاره داخل قناة الأذن،^[١٠] وقد يحدث ذلك نتيجة زيادة إنتاج الجسم لشمع الأذن، أو بسبب إدخال عود قطن إلى الأذن فيندفع الشمع إلى الداخل، ممّا يُصعِّب تصريف الشمع إلى خارج الأذن كما يحدث طبيعيًا،^[١١] فيؤدي ذلك إلى الإصابة بألم الأذن، والشعور بالامتلاء فيها، بالإضافة إلى ضعف السمع، وطنين الأذن، وغيرها من الأعراض.^[١٠]
• انسداد قناة استاكيوس: (بالإنجليزية: Eustachian Tube Blockage)، هو حدوث انسداد في القناة التي تصل بين الأذن الوسطى ومؤخرة الأنف، ويحدث هذا عند تورُّم القناة نتيجة الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، أو الإصابة بنزلات البرد، أو التحسُّس، ممّا يُسبِّب تراكم السوائل داخل الأذن، وعدم تصريفها عبر القناة، وتجدر الإشارة إلى أنّ انسداد قناة أوستاكيوس قد يحدث أيضًا نتيجة تغيُّر الضغط الهوائي الخارجي، كما هو الحال عند ركوب الطائرة، أو الغوص، أو تسلق الجبال، فيسبِّب ذلك الشعور بالألم، وغيرها من الأعراض.^[١٢]
• التهاب الأذن الداخلية: (بالإنجليزيّة: Labyrinthitis) وهو عدوى فيروسية أو بكتيرية تؤثر في الأذن الداخلية الضرورية للحفاظ على التوازن والسمعم، فيؤدي الالتهاب إلى الإصابة بضعف السمع، والشعور بالدوار، والعديد غيرها من الأعراض.^[١٣]
• تعرُّض الأذن لإصابة أو دخول شيء فيها: وذلك كما هو الحال عند التعرُّض لصفعة قوية، أو لأصوات عالية، فهذا قد يُسبِّب ثقب طبلة الأذن، كما قد يؤدي دخول أي شيء لداخل الأذن إلى تضرُّر قناة الأذن الخارجية، بما في ذلك الأعواد القطنية، أو أي من الأشياء الصغيرة التي قد يقوم الأطفال بمحاولة إدخالها إلى الأذن.^[١٤]
• مشاكل في جلد الأذن: قد تتسبب بعض هذه المشاكل بألم الأذن،^[١٥] ومنها ما يلي:
• التهاب الجلد في قناة الأذن الخارجية: (بالإنجليزية: Dermatitis of the Ear Canal)، وهو ما يشير إلى وجود حكة، وتقشر، في قناة الأذن الخارجية وفتحة الأذن، قد يحدث هذا بسبب التعرض لمهيجات، أو بسبب الإصابة ببعض أنواع الالتهابات.^[١٦]
• التهاب النسيج الخلويّ حول الأذن: (بالإنجليزية: Periauricular cellulitis)، وهو إصابة النسيج الجلدي حول الأذن بالالتهاب، ممّا يُسبِّب احمراره ودفئه، ويشعر المريض بألم شديد قد يرافقه الحمى.^[١٥]
• الهربس النطاقي الأذني: (بالإنجليزيّة: Herpes zoster oticus)، وهو أحد أنواع الحزام الناري الذي يُصيب الأذن، فهو عدوى فيروسية تصيب الأعصاب وتُسبِّب ظهور طفح جلدي على شكل بثور مملوءة بسائل على الأذن أو حولها، بالإضافة إلى ألم في الأذن والذي غالبًا ما يبدأ قبل ظهور الطفح، وفي بعض الحالات النادرة قد يُسبِّب ذلك أيضًا شلل في عضلات الوجه، وفي هذه الحالة يُسار له باسم متلازمة رامزي هانت.^[١٧]
• الدمامل أو البثور على الأذن أو داخل قناة الأذن الخارجية.^[١٤]
• التهاب سمحاق الغضروف: (بالإنجليزية: Perichondritis) وهي عبارة عن عدوى تصيب النسيج الذي يغطي الغضروف في صيوان الأذن، وقد ينتج هذا الالتهاب بسبب التعرض لحروق، أو لدغات حشرات، أو ثقب الأذن، ويسبِّب ذلك الشعور بألم في الأذن، بالإضافة إلى احمرار، وتورم المنطقة المصابة، وغيرها من الأعراض.^[١٨]
• مرض مينيير: (بالإنجليزية: Ménière's disease) وهو اضطراب مزمن في الأذن الداخلية مُّسبِّب لتراكم السوائل داخلها، ولا يُعرَف إلى الآن سبب الإصابة بذلك بدقة، ويُسبِّب هذا تعرُّض الشخص لنوبات من الدوار، بالإضافة إلى طنين الأذن، وضعف السمع،^[١٩] وألم الأذن أحيانًا.^[١٥]
• الأورام: من الممكن أن تتسبب الأورام السرطانية وغير السرطانية بآلام الأذن، رغم أنّ هذا لا يعد شائعًا،^[١٥] ومن الأمثلة على الأورام غير السرطانية المسببة لألم الأذن ما يلي:
• الورم الكوليسترولي: (بالإنجليزية: Cholesteatoma) وهو ظهور تورم أو نمو غير طبيعي للجلد خلف طبلة الأذن، أو في العظم المتواجد خلف الأذن، وهذا قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ومشاكل في السمع، وظهور بعض الأعراض التي يعد ألم الأذن أحدها.^[٢٠]
• ورم العصب السمعي: (بالإنجليزيّة: Acoustic neuroma)، وهو أحد الأورام النادرة وغير السرطانية، ينتج عادة بسبب الإفراط في إنتاج خلايا شوان التي تدعم الألياف العصبية في الجسم وتحيط بها، وينمو هذا الورم ببطء، ويبدأ بالضغط على أعصاب السمع والتوازن في الأذن الداخلية، أو على أعصاب الوجه، مسبّبًا بذلك مجموعة من الأعراض، بما فيها مشاكل في الاتزان، وضعف السمع، وألم الأذن.^[٢١]

الأسباب الثانوية لألم الأذن

هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ألم الأذن، ولا يكون منشأها من الأذن نفسها،^[١٥] نذكر منها:

• التهاب الجيوب الأنفية: (بالإنجليزية: Sinusitis)، وهي أحد المشاكل الصحية الشائعة المُسبِّبة لالتهاب الأنسجة المبطِّنة للجيوب الأنفية، والذي غالبا يحدث بسبب التعرض لعدوى فيروسية، وسرعان ما يبدأ بالتحسن في غضون 2-3 أسابيع.^[٢٢]
• مشاكل الأسنان: مثل: تسوس الأسنان، أو تكوّن الخراج، وتجدر الإشارة إلى أن الألم قد يزداد عند المضغ، أو التعرُّض للمشروبات أو المأكولات الحارة أو الباردة.^[١٥]
• اضطراب المفصل الفكّي الصدغي: (بالإنجليزية: Temporomandibular Joint Disorder)، واختصارًا TMJ disorder، وهو اضطراب المفصل الواصل بين الفك وعظم الجمجمة، ممّا يُسبِّب الشعور بألم في مفصل الفك والعضلات التي تتحكم في حركته، بالإضافة إلى ألم الأذن والوجه، وصعوبة فتح الفم أو إغلاقه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الألم يزداد مع المضغ.^[٢٣]
• التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة: (بالإنجليزية: Giant cell arteritis)، وهو التهاب الأوعية الدموية الكبيرة في فروة الرأس، والرقبة، والذراعين، مما يتسبب بانسداد هذه الأوعية وتضيّقها، فيُسبِّب الصداع، وألم الفك،^[٢٤]بالإضافة إلى ألم الأذن، وغيرها من الأعراض.^[١٥]
• التهاب الخشَّاء: (بالإنجليزيّة: Mastoiditis) وهو إصابة عظم الخشاء الواقع خلف الأّذن بعدوى بكتيرية، وتحدث هذه الحالة في الغالب كأحد مضاعفات الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، ويُسبِّب هذا الشعور بألم في الأذن، وتورُّم المنطقة الواقعة خلفها، بالإضافة إلى خروج إفرازات من الأذن، والصداع، والحمى.^[٢٥]
• حصى في الغدد اللعابية.^[١٤]
• التهاب المريء أو الارتداد المريئي.^[١٤]

مدة آلام الأذن

تختلف مدة الشعور بالألم باختلاف المُّسبِّب، لكن عادةً تستمر آلام الأذن الناتجة عن الإصابة بالعدوى لعدّة أيام قليلة فقط، فيبدأ المريض بالشعور بالتحسن في غضون 2-3 أيام بعد بدء العلاج.^[٢٦]