عادةً ما يشرب معظم الناس الماء في الليل لأن أفواههم تُصبح جافةً، وقد يكون الشعور بالعطش طفيفًا نسبيًا في بعض الأحيان وشديدًا في أحيان أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بجفاف اللسان أو الحلق،[١] ولكن ما هو السّبب وراء نشفان الريق أثناء النّوم؟


أسباب نشفان الريق أثناء النوم

أشار إحدى الأشخاص إلى أنّه يُعاني من نشفان في الرّيق إذا نام بعد تناوُل وجبة دسِمة أو مليئة بالأملاح، وفي الحقيقة لا يقتصِر نشفان الرّيق على ذلك فحسب، وإنّما قد يكون بسبب الأُمور الآتية:


الجفاف

يمكن أن يتسبب عدم شرب كمية كافية من السوائل في إنتاج لعاب كثيف وحدوث جفاف في الفم، وقد تشمل الأسباب الأخرى للجفاف الإصابة ببعض الحالات الطبية كفقدان الدم، أو الإسهال المزمن، أو الفشل الكلوي.[٢]


تناول بعض الأدوية

يمكن أن تسبب العديد من الأدوية المختلفة جفاف الفم بما في ذلك أدوية مرض الزهايمر، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، ومضادات الذّهان، وأدوية ضغط الدم، وأدوية القلب، ومزيلات الاحتقان، ومدرات البول، وموسعات الشّعب الهوائية، والمسكنات، والمنشطات التي تستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).[٣]


التنفس من الفم

من المتوقع أن يواجه الأشخاص المصابون بانسدادٍ في الأنف مشكلةً ثانويةً تتمثل بالتنفس من أفواههم، ويمكن أن يحدث ذلك مع الإصابة بنزلات البرد، أو الحساسية، أو نتيجةً لحدوث مشاكل هيكلية كانحراف الحاجز الأنفي، وغالبًا ما يرتبط التنفس الفموي ليلًا بالشخير، وقد يحدث أيضًا إلى جانب اضطراب التنفس أثناء النوم والذي يُعرف بتوقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea).[١]


اختلاف طبيعة إنتاج اللعاب

أفادت دراسة علمية أنه عادةً ما تنتج الغدد اللعابية لدى الشخص لعابًا أقل في الليل، ونتيجة لذلك قد يلاحظ بعض الناس أن أفواههم تعاني من الجفاف في الليل مقارنةً بالنهار.[٤]


العدوى

يمكن أن تتسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية للغدد اللعابية كالنكاف (Mumps) في التهابها، الأمر الذي يحدّ من إنتاجها للعاب.[٢]


التقدم في العمر

إذ إن كمية إفراز اللعاب تتناقص تدريجياً مع التقدم في العمر، وتنخفض إلى 40% فقط بعد سن 65 عامًا، مما يُسبب جفاف الفم.[٥]


مرض السكري

يمكن أن يكون جفاف الفم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري عَرَضًا يأتي أحيانًا ويختفي أحيانًا أخرى، ويحدث ذلك عندما يرتفع مستوى السكر في الدم فجأة عن المعتاد، وإذا كان جفاف الفم مزمنًا فقد يكون بسبب استمرار ارتفاع نسبة السكر في الدم.[٦]


التدخين وشرب الكحول

نظرًا لكون الكحول مدرًا للبول فإنه يمكن أن يؤدي إلى الجفاف بسرعةٍ كبيرة، ويتسبب الجفاف في جفاف الفم أثناء وبعد شرب الكحول، وينطبق الأمر على التدخين أيضًا إذ يقلل النيكوتين الموجود في منتجات التبغ من تدفق اللعاب، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم جفاف الفم.[٧]


الإجهاد

يُمكن أن يقل إفراز اللّعاب في حالات الإجهاد والتّعب.[٥]


العلاج الإشعاعي

يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy) للرأس أو الوجه أو الرقبة جفافًا للفم، وغالبًا ما يتحسن جفاف الفم خلال السنة الأولى بعد العلاج الإشعاعي، بينما يمكن أن تستغرق عودة الغدد اللعابية لإنتاج اللعاب مرةً أخرى 6 أشهر أو أكثر بعد انتهاء العلاج الإشعاعي.[٨]


تضرُّر الأعصاب في الرأس والرقبة

يمكن أن يؤدي تضرُّر بعض الأعصاب الناجم عن إصابة في الرأس أو الرقبة إلى جفاف الفم، فإذا تضررت هذه الأعصاب فقد لا تتمكن من نقل الرسائل وإخبار الغدد اللعابية بإنتاج اللعاب.[٩]


العلاج الكيميائي

من الشائع أن العلاج الكيميائي (Chemotherapy) يسبب أضرارًا كبيرةً للغدد اللعابية؛ إذ يصبح اللعاب سميكًا ولزجًا وغير قادر على غسل الفم وإبقائه رطبًا، ومع ذلك فإن هذه الأعراض لا تُعد دائمة وإنما عابرة، وتزول من تلقاء نفسها بعد انتهاء العلاج.[٥]


متلازمة شوغرن

متلازمة شوغرن (Sjögren's Syndrome) هي مرض التهابي يمكن أن يؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم، ولكنه غالبًا ما يؤثر في الغدد الدّمعيّة أو اللعابية، وقد يعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من تهيّج أو إحساسٍ بوجود رمل أو شيء حارق ومؤلم في العين، ومن الشائع أيضًا أن يعانوا من جفاف الفم أو صعوبة تناول الأطعمة الجافة، وانتفاخ الغدد حول الوجه والرقبة.[١٠]


أسباب أخرى

يمكن أن يحدث جفاف الفم نتيجةً للإصابة بحالاتٍ طبيةٍ أخرى منها السكتة الدماغية، وعدوى الخميرة أو القلاع الفموي، وفيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز.[١١]


ما آثار نشفان الريق أثناء النوم؟

إذا كان نشفان الريق أثناء النّوم مُزعجًا ومُستمرًا وتُرِك دون علاج، فإنه يمكن أن يؤدي إلى عددٍ من المضاعفات، وفيما يلي أكثرها شيوعًا:[١٢]

  • زيادة طبقة البلاك، وتسوس الأسنان، وأمراض اللثة.
  • تقرحات الفم سواء داخله أو حوله.
  • عدوى الفطريات في الفم.
  • تشقق الجلد في زوايا الفم.
  • تشقق الشفاه.
  • سوء التغذية الناجم عن صعوبة المضغ والبلع.


المراجع

  1. ^ أ ب Brandon Peters (11/5/2020), "What Is Dry Mouth During Sleep?", verywellhealth, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Dry mouth", betterhealth, 8/7/2021, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  3. Jesse P. Houghton (1/2/2021), "12 medications that cause dry mouth (and how to treat it)", SingleCare Administrators, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  4. Rachel Nall (17/1/2020), "What to know about dry mouth at night", medicalnewstoday, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "DRY MOUTH AT NIGHT: SYMPTOMS, CAUSES, AND TREATMENT", Conway House Dental Practice, 19/9/2021, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  6. Ginger Vieira (23/4/2021), "Diabetes & Dry Mouth: Causes and Treatment Options", Diabetes Strong, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  7. "Common Dry Mouth Causes in Adults", bcfdental, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  8. "Dry Mouth or Xerostomia", American Society of Clinical Oncology , 1/10/2020, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  9. Evan Frisbee (20/11/2019), "Dry Mouth: Causes, Symptoms, and Treatment", webmd, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  10. Ali Duarte (1/3/2019), "Sjögren's Syndrome", American College of Rheumatology, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  11. "Dry mouth", mayoclinic, 1/2/2018, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  12. Julie Boudreault (12/6/2019), "How to Stop Dry Mouth While Sleeping", milltowndental, Retrieved 20/9/2021. Edited.