تتوزع العقد الليمفاوية في كافة أنحاء الجسم، إذ إّنها تشكل جزءًا من جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الأمراض والجراثيم والأجسام الغريبة،[١] وإنّ حدوث انتفاخ في العقدة الليمفاوية له العديد من الأسباب؛ أكثرها شيوعًا هو الإصابة بالعدوى وحدوث التهاب، وقد يتروح حجم العقدة الليمفاوية المنتفخة من حبة بازيلاء صغيرة إلى حبة كرز عملاقة، وسنتحدث في هذا المقال عن التهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن وأعراضه.

أسباب التهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى انتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة على جانبي الرقبة، أو تحت الفك، أو خلف الأذنين، وتتفاوت هذه الأسباب بين الخفيفة إلى الشديدة،[٢] وبشكلٍ عام نذكر من الأسباب التي تؤدي إلى انتفاخ العقد الليمفاوية خلف الأذن بالتحديد ما يأتي:[٣]

  • التهاب الأذن: يحدث التهاب الأذن بسبب تراكم السوائل داخلها نتيجة للإصابة بنزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو الحساسية، إذ تسبب عدوى الأذن العديد من الأعراض؛ كألم، وحمى، وتضخم في الغدد الليمفاوية الموجودة أمام الأذن وخلفها، أو قد تسبب حدوث مشاكل في التوازن، وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كانت العقدة الليمفاوية أمام الأذن منتفخة مع وجود ألم في الأذن، فيجب زيارة طبيب أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة للحصول على العلاج المناسب.[٤]
  • الإصابة بسعفة الرأس: وهو مرض جلدي يصيب الأطفال من عمر أربعة إلى أربع عشرة سنوات، ويؤدي إلى فقدان الشعر، وحدوث صلع وحكة في منطقة دائرية من فروة الرأس، ويحدث في الغالب بسبب عدوى فطرية تسمى الشَّعْرَوِيَّة أو تريكوفايتون (باللاتينية: Trichophyton)، ويتم علاجه عن طريق مضادات الفطريات أشهرها دواء يسمى تيربينافين (بالإنجليزية: Terbinafine).[٥]
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية: (بالإنجليزية: HIV infection)، يُعد انتفاخ الغدد الليمفاوية لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر في موقعين غير منطقة الأربية من العلامات الشائعة للمراحل المبكرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، كما أن هناك عوامل أخرى تسبب انتفاخ في العقد الليمفاوية لدى المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية؛ مثل الإصابة السل كعدوى ثانوية بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.[٦]
  • داء كثرة الوحيدات: يحدث داء كثرة الوحيدات في الغالب نتيجة الإصابة بفيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr virus)، إذ يعاني المصابون به من تضخم في العقد الليمفاوية، والتعب، والشعور بالضيق، والحمى، ويتم تشخيص هذا المرض عن طريق إجراء اختبار لفحص الأجسام المضادة، وتكون النتيجة سلبية في حال كان الطفل عمره أقل من أربع سنوات، أو كان المسبب ضمن الأسباب الأُخرى التي تشمل داء المقوسات، أو العدوى بالفيروس المضخم للخلايا (CMV)، والتهاب البلعوم العقدي، وعدوى التهاب الكبد (ب).[٦]
  • أمراض المناعة الذاتية: يمكن أن تسبب اضطرابات الجهاز المناعي تضخم الغدد الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم، إذ تشمل اضطرابات الجهاز المناعي التي تسبب تضخم الغدد الليمفاوية: الإصابة بالذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي.[٧]
  • استخدام بعض الأدوية: قد تتسبب بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للنوبات التشنجية أو الأدوية المضادة للملاريا في تضخم العقد اللمفاوية، ومن الجدير بالذكر أن التضخم قد يحدث كرد فعل تحسسي تجاه استخدام بعض الأدوية أيضاً.[٧]
  • مرض السرطان: إذ قد تتضخم العقد الليمفاوية نتيجة لسرطان الغدد الليمفاوية، وهو سرطان يصيب الجهاز الليمفاوي، أو بسبب أي نوع من السرطان انتشر من موقعه ليؤثر في العقد الليمفاوية.[٧]
  • عدوى الأسنان.[٧]




تعتبر أي غدة ليمفاوية حجمها أكبر من 1 سنتيمتر غدة غير طبيعية، كما أنّ امتلاكها خصائص معينة كأن تكون صلبة أو غير متحركة يجعلها أكثر خطورة، وبالتالي يجب على المريض زيارة الطبيب فوراً.




أعراض التهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن

هناك العديد من الأعراض التي يعاني منها المصاب بالتهاب العقد الليمفاوية خلف الأذن، ومنها ما يلي:[٧]

  • تضخم الغدة الليمفاوية كما ذكرنا سابقاً.
  • ألم في العقدة الليمفاوية، ويزداد عند اللمس أو القيام بحركة معينة؛ كمضغ الطعام أو تحريك الرأس.
  • السعال أو الإعياء.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الحمى.
  • القشعريرة والتعرق.
  • سيلان الأنف.




تجب مراجعة الطبيب إذ كان المصاب يعاني من أيّ من الأعراض سابقة الذكر، حتى وإن كانت العقدة الليمفاوية منتفخة دون التسبب بأيّ ألم؛ إذ قد تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة؛ مثل السرطان.




علاج التهاب الغدد الليمفاوية خلف الأذن


الحالات الخفيفة

لا تحتاج الحالات الخفيفة من الغدة الليمفاوية الملتهبة عادةً إلى علاج، إذ إنها تتعافى من تلقاء نفسها، وهناك مجموعة من الأمور التي يمكن القيام بها لتخفيف الألم والانتفاخ، ومنها:[٨]

  • أخذ قسط من الراحة.
  • تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، أو الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ومن الجدير بالذكر أنه تجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين.
  • وضع قطعة قماش مبللة بماء دافئ على مكان تواجد الغدة الليمفاوية المسببة للألم لمدة 20 إلى 30 دقيقة، وتكرار ذلك ثلاث أو أربع مرات يوميًا، أو من الممكن وضع زجاجة ماء ساخنة فوق منشفة مبللة، إذ تعمل كلًا من الحرارة والرطوبة على تهدئة الألم، وتعزيز الدورة الدموية، وتسريع تعافي الغدة اللمفاوية.[٩]
  • تجنب الضغط على الغدة الليمفاوية أو خدشها، وكذلك تجنب محاولة إدخال إبرة فيها.[٩]
  • محاولة إبقاء المنطقة مكشوفة ومعرضة للهواء.[٩]


الحالات الشديدة

كما أشرنا سابقاً فإنّ التهاب الغدد الليمفاوية قد يكون ناتجاً عن سبب كامن معين يستدعي العلاج؛ وبالتالي فإنّه يتم تخفيف الأعراض بعلاج المسبب الرئيسي الذي أدى إلى حدوثها، وقد يتضمن ذلك ما يأتي[١٠]

  • وصف المضادات الحيوية في حال وجود عدوى بكتيرية.
  • علاجات السرطانات في حالات الإصابة بالسرطان، ويكون ذلك اعتماداً على حالة الشخص ونوع السرطان.


دواعي مراجعة الطبيب

تجب مراجعة الطبيب إذ كان المصاب يعاني من أيّ من الحالات التالية:[١]

  • عدم زوال الانتفاخ من الغدد الليمفاوية بالرغم من مضي عدة أسابيع.
  • استمرار الغدد الليمفاوية بالانتفاخ والتضخم.
  • ألم عند اللمس واحمرار الغدد الليمفاوية.
  • تغير طبيعة الغدد الليمفاوية لتصبح صلبةً وغير منتظمة الشكل، أو أنها ثابتة في مكانها.
  • معاناة المصاب من الحمى، أو التعرق الليلي، أو فقدان الوزن غير المبرر.
  • ازدياد حجم الغدة الليمفاوية ليتجاوز ال1 سنتيمتر لدى الأطفال.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية دون وجود علامات أخرى للمرض أو العدوى.[١١]
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة أعلى أو أسفل عظمة الترقوة.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Swollen lymph nodes", mountsinai, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  2. Adam Husney (23/9/2020), "Swollen Lymph Nodes", cigna, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  3. "Lymphadenopathy of the Head and Neck", fpnotebook, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  4. "What Can Cause a Swollen Preauricular Lymph Node?", findlocal-doctors, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  5. "Tinea Capitis", fpnotebook, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ROBERT FERRER (15/10/1998), "Lymphadenopathy: Differential Diagnosis and Evaluation", american family physician, Issue 58, Folder 6, Page 1313-1320. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج April Kahn , "What’s Causing My Swollen Lymph Nodes?", healthline, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  8. Hansa D. Bhargava (18/2/2021), "Swollen Lymph Nodes", webmd, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت William H. Blah (26/2/2020), "Swollen Glands, Hernias, and Other Lumps Under the Skin", uofmhealth, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  10. "Swollen lymph nodes", mayoclinic, 9/10/2019, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Swollen glands", NHS. Edited.