يُعرَف الدوار الدهليزي بأنه الإحساس بدوران الجسم أو المكان أو الاثنين معًا، وكأن العالم كلّه يدور وينقلب، مما يؤدي إلى عدم القدرة على حفظ التوازن، ويعدّ السبب الأكثر شيوعًا للدوار الدهليزي هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد (بالإنجليزية: Benign paroxysmal positional vertigo - BPPV) والمتمثّل بحدوث خللٍ في وظائف الأذن الداخلية وتحرّك جزئيات الكالسيوم الموجودة داخل القنوات نصف الدائرية المسؤولة عن الحفاظ على التوازن، مما يولّد شعورًا بالدوار عند تحريك الرأس بوضعياتٍ معينة.[١][٢]

كيف يتم علاج الدوار الدهليزي؟

تتعافى حالة الدوار الدهليزي الناتجة عن دوار الوضعة الانتيابي الحميد في معظم الحالات من تلقاء نفسها عند عدد كبير من الناس، بينما إذا كان الشخص يعاني من أعراضٍ مستمرة، عندئذٍ يمكن مراجعة الطبيب لتحديد مسبب الدوار وتعليم المريض بعض الحركات الفعّالة والمُساعِدة على إعادة جزئيات الكالسيوم إلى مكانها الطبيعي في جلسةٍ واحدة أو ثانية لدى كثير من الأشخاص،[٢][٣] ومن الضّروري طلب العلاج في المراحل المبكّرة للدوار من أجل تفادي السّقوط أو الإصابات،[٤] وتتمثّل طرق علاج الدوار الدهليزي بما يلي:


إعادة تهيئة وضع القناة

يعدّ هذا العلاج هو الخيار الأول بين جميع الخيارات العلاجية، والذي يهدف إلى تحريك البلورات من القنوات نصف الدائرية إلى مكانٍ آخر في الأذن بحيث لا تُسبب الدوار، وغالبًا ما يتمّ تحريكها إلى القنوات الدهليزية، ويمكن القيام بذلك عن طريق سلسلةٍ من الحركات بالرأس والرقبة، وغالبًا يستغرق العلاج حوالي 15 دقيقة.[٥]


ومن الجدير بالذّكر أن هناك نوعين من المناورات أو الحركات المخصّصة لإعادة تهيئة وضع القناة ويتمّ إجراؤها عادةً في عيادة الطبيب، وغالبًا كلا العلاجين فعّالين للغاية، بمعدّل شفاء يصل حتى 80٪ تقريبًا وهما؛ مناورة إيبلي (بالإنجليزية: Epley maneuver)، ومناورة سيمونت (بالإنجليزية: Semont maneuver[٦] نشرح كلاً منهما على النحو التالي:


تمارين علاجية للدوار الدهليزي

1-مناورة إيبلي

تشتمل مناورة إيبلي على عدّة حركات بالرأس، التي عادةً ما يُشرِف عليها الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي، ويقوم بتعليم المُصاب بالدوار كيفية أداء هذه الحركات في المنزل لاحقًا، وفيما يلي توضيح لأبرز خطوات مناورة إيبلي في حالة كان الدوار من الأذن اليسرى:[٧]

  • الجلوس على حافة المنضّدة أو السرير، ووضع وسادة تحت الجسم لإراحة الكتفين وليس تحت الرأس لإمالته وخفضه عن مستوى الجسم، بحيث يكون الرأس خارج حفة السرير، ثم سيقوم الأخصائي بتحريك رأس المُصاب بزاوية 45 درجة نحو الأذن اليُسرَى.
  • يستلقي المريض على ظهره، مع التأكّد أنّ اتجاه الرأس ما زال مائلاً، والبقاء في هذه الوضعية لمدة 30 ثانية.
  • يغيّر الأخصائي مكان الرأس ويديره بزاوية 90 درجة نحو الجانب الآخر، بدون رفع الرأس، والانتظار 30 ثانية أخرى في هذه الوضعية.
  • الاستدارة على الجانب الأيمن، بحيث يكون اتجاه الوجه نحو الأرض، والثبات على هذه الوضعية لمدة 30 ثانية.
  • الجلوس ببطءٍ، مع البقاء على السرير بضع دقائق.
  • إذا كان الإحساس بالدوار ناجمًا عن الأذن اليمنى، يمكن اتباع نفس الخطوات السّابقة، لكن مع عكس الجوانب.


2-مناورة سيمونت

على غرار مناورة إيبلي، يجب أن يشرف الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي على هذه الحركات، وليس من الممُكن القيام بها في المنزل، وفيما يلي توضيح لأبرز خطوات مناورة سيمونت:[٨]

  • الجلوس على حافة المنضدة أو السرير.
  • سيقوم الأخصائي الفيزيائي بتقييم الحالة، ومعرفة ما إذا كان الجهاز الدهليزي الأيسر أو الأيمن متأثرًا بالدوار الدهليزي، وثم يُحرّك رأس المُصاب بالدوار يدويًا بزاوية 45 درجة نحو الجانب السّليم، فتكون الأذن المتأثرة بالدوارة مواجهةً للأخصائي.
  • في حالة التعرّض للدوار بعد هذه الحركة، يجب البقاء وضعية الاستلقاء على الجانب إلى حين اختفاء الأعراض.
  • سيقوم الأخصائي بعد ذلك بتغيير وضعية الشخص إلى الجلوس، بحيث يكون اتجاه الوجه نحو الأرض.
  • سيطلب الأخصائي من المُصاب الاستلقاء على الجانب الآخر، وخلال ذلك سيحرّك رأسه بزاوية 45 درجة.
  • من الممكن أن تتسبب هذه الوضعية بالدوار الخفيف مرة أخرى، لذلك يجب البقاء في وضع الاستلقاء على الجانب حتى يختفي الإحساس بالدوار.
  • الرجوع إلى وضع الجلوس بهدوء.


3- تمارين أخرى موصى بها للدوار الدهليزي: مثل مناورة براندت داروف؛ إذ تعدّ هذه التّمارين أقلّ فاعلية من مناورة إيبلي وسيمونت، لأنها لا تحرّك بالضّرورة جزئيات الكالسيوم من القنوات نصف الدائرية، وفيما يلي توضيح لأبرز خطوات القيام بمناورة برانت داروف:[٩]

  • الجلوس بشكل مستقيم على حافة السرير.
  • الاستقاء على الجانب الأيسر، وتدوير الرأس إلى اليمين بحيث يكون الوجه باتجاه السقف.
  • الثبات في هذه الوضعية لمدة 30 ثانية.
  • الجلوس في وضعية البداية.
  • تكرار هذا التّمرين على الجانب الأيمن مرة أخرى.


العلاج بالأدوية

يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض النّاتجة عن الدوار الدهليزي؛ مثل الغثيان، والتقيؤ أو الدّوخة، ويتمّ وصف الأدوية في حالات الغثيان، بالأخصّ إذا كان الشخص غير قادرٍ على تحمّل مناورات تغيير الوضعية، ومن الأدوية المُستخدَمة هو دواء البيتاهيستين Betahistine الذي يُقلّل شدة الدّوار.[١٠][١١]


العلاج بالجراحة

لا يتمّ اللجوء إلى الجراحة إلا في الحالات التي تفشل فيها العلاجات السّابقة، ويُعدّ الخيار الجراحي الأكثر نفعًا للحالات التي تفشل فيها تمارين ومناورات إعادة تهيئة وضع القناة، وتهدف هذه العملية إلى إيقاف الدوار الدهليزي عن طريق سدّ القنوات نصف الدائرية ومنع حركة جزئيات الكالسيوم فيها، وبالتالي إيقاف الدوار، وتبلغ نسبة نجاح الجراحة حوالي 90%، ولكن يمكن أن يكون للجراحة بعض المضاعفات مثل فقدان السمع.[١٢]


نصائح منزلية لتخفيف حالات الدوار الدهليزي

ينصح الطبيب ببعض الإرشادات لتغيير أسلوب الحياة بما يساعد مرضى دوار الوضعة الانتيابي الحميد، ويُقلل خطر تعرّضهم للمُضاعفات، وتشمل هذه النصائح ما يأتي:[١٣]

  • استخدام وسادتين في السرير لرفع الرأس خلال الاستلقاء.
  • تجنّب النوم على الجانب المصاب.
  • النهوض من السرير ببطء.
  • تجنب الحركات الفجائية؛ كتغيير الوضعية من الاستلقاء إلى الجلوس بشكلٍ سريع.
  • تجنّب ممارسة التمارين التي تستخدم دوران الرأس، مثل دورات السباحة.


هل يمكن أن يعود دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)؟

نعم. من الممكن أن تتطوّر حالة دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) بعد العلاج الناجح، والتي يتمّ تكرار علاجها مرة أخرى في المنزل عن طريق إجراء سلسلةٍ من الحركات في حال حدوث نوبة الدوار، ويجب مراجعة الطبيب لتعلّم طرق التّعامل مع الحالات المتكررة من نوبات الدوار في المنزل، ووضع خطّة العلاج مع الأخصائي.[١٤]


اقرأ أيضاً: هل الدوار الدهليزي خطير.

كم يستمرّ الإحساس بالدوار الدهليزي؟

يستمرّ الشّعور بالدوار الدهليزي لعدّة ثوانٍ في العادة، ولكنّه قد يستمرّ لعدة أيامٍ أيضًا، وأهم ما يميّز دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) ارتباطه بتغيير وضعية الرأس، ويبقى الهاجس الأكبر عند الناس هو حدوث نوبة الدوار في أوقاتٍ غير مناسبة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب called vestibular suppressants (such,be used to treat BPPV. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", uofmhealth, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Jason JS Barton, "Benign paroxysmal positional vertigo", uptodate, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  3. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", mountsinai, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  4. "Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)", betterhealth, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  5. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo", cedars-sinai, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  6. Timothy C (25/5/2021), "BENIGN PAROXYSMAL POSITIONAL VERTIGO", dizziness-and-balance, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  7. "Home Remedies for Vertigo", webmd, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  8. Brett Sears (24/4/2020), "The Semont Maneuver to Treat BPPV", verywellhealth, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  9. Nancy Hammond (27/8/2019), "What is benign paroxysmal positional vertigo?", medicalnewstoday, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  10. Nancy Hammond (27/8/2017), "What is benign paroxysmal positional vertigo?", medicalnewstoday, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  11. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", hopkinsmedicine, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  12. "Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)", mayoclinic, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  13. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo", cedars-sinai, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  14. "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", clevelandclinic, Retrieved 21/6/2021. Edited.