تعرف حساسية الأنف على أنّها مرض تنفسي مزمن، يعتمد علاجه على عمر المريض وشدة الأعراض التي تظهر عليه، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم طرق علاج حساسية الأنف.[١]

طرق علاج حساسية الأنف

يهدف علاج حساسية الأنف إلى تخفيف الأعراض والتي تشمل: العطاس وانسداد أو سيلان الأنف، ويعتمد العلاج كما ذكرنا سابقاً على شدة الأعراض وتأثيرها في أنشطة المريض اليومية، فعندما تكون حساسية الأنف خفيفة يمكن للمريض علاج الأعراض بنفسه، أما إذا كانت الأعراض شديدة فعندها تجب عليه زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب، وتتضمن طرق العلاج ما يلي:[٢]


النصائح والإرشادات

توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها لعلاج حساسية الأنف في المنزل، والتي نذكر منها ما يلي:

  • تجنب مسببات الحساسية: تعتبر الخطوة الأولى في علاج حساسية الأنف هي تحديد سبب حدوث الحساسية، ومن ثم مُحاولة تجنبه قدر المستطاع، وفي بعض الأحيان تكون مسببات الحساسية معروفة، مثل: الحساسية من الحيوانات، ولكن في أحيانٍ أخرى تجب استشارة الطبيب لتحديد سبب الحساسية عن طريق القيام باختبار وخزة الجلد (بالإنجليزية: Skin Prick Test)، ويعد تجنب مسبب الحساسية أمراً مهماً قبل المباشرة بأيّ علاج آخر.[٣]
  • تنظيف الممرات الهوائية الأنفية: يمكن القيام بذلك مرة أو مرتين في اليوم إن كانت الأعراض شديدة، إذ إنّه مفيد بشكل خاص في علاج تنقيط الأنف الخلفي، والعطاس، وجفاف الأنف والاحتقان، ويتم ذلك عن طريق غسل الأنف باستخدام محلول ملحي دافئ، من أجل تنظيف بطانة الأنف وإزالة مسببات الحساسية والمهيجات العالقة، ومن الجدير بالذكر أن القيام بغسل الأنف قبل استخدام أدوية الحساسية التي تكون على شكل رذاذ أنفي يساعد على الحصول على نتائج أفضل للدواء،[٤] وتتضمن خطوات غسل الأنف ما يلي:[٢]
  • الوقوف فوق المغسلة وتطبيق كمية قليلة من المحلول على راحة اليد.
  • استنشاق المحلول من فتحة أنف واحدة في كل مرة.
  • تكرار الأمر حتى الشعور براحة في الأنف، فلا يوجد داعي لاستخدام كامل كمية المحلول.


العلاج الدوائي

تشمل الأدوية التي تستخدم لعلاج حساسية الأنف ما يلي:

  • مضادات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines)، والتي تستخدم لتخفيف أثر مادة الهيستامين التي ينتجها الجسم عند حدوث تفاعل تحسسي،[٥][٦] وعادةً ما يبدأ تأثيرها بعد ساعتين من استخدامها لذلك تستخدم عند الحاجة،[٥] وتتوفر على شكل قطرات عيون، وبخاخات أنف، وأقراص فموية، وشراب فموي، وفي الواقع تساعد مضادات الهيستامين على تخفيف أعراض حساسية الأنف.[٦]
  • الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، إذ تساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب والانتفاخ، وتستخدم في علاج الأعراض المتكررة والمستمرة، بالإضافة إلى التخفيف من أعراض انسداد الأنف أو الزوائد أنفية، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تستغرق وقتًا أطول ليبدأ تأثيرها مقارنةً بمضادات الهيستامين، ولكن مفعولها يدوم لفترة أطول، ويمكن أن يصف الطبيب أقراص الكورتيكوستيرويدات لمدة 5 إلى 10 أيام، في حال كان المريض يعاني من أعراض شديدة.[٧]
  • مزيلات الاحتقان: (بالإنجليزية: Decongestants)، والتي تستخدم عادةً لتخفيف أعراض احتقان الأنف، ولكن ينبغي تجنب استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان لأكثر من 3 أيام متتالية.[٨]
  • البخاخ الملحي الأنفي: (بالإنجليزية: Saline nasal sprays)، والذي يتوفر دون وصفة طبية لعلاج جفاف الممرات الأنفية أو مخاط الأنف السميك، ويمكن استخدامه عند الحاجة إليه على عكس بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان.[٦]
  • مثبطات اللوكوترين: (بالإنجليزية: Leukotriene inhibitors)، وهو دواء يؤخذ عادةً بوصفة طبية، ويستخدم لتثبيط مادة اللوكوترين التي ينتجها الجسم استجابة لمسببات الحساسية التي تسبب ظهور الأعراض.[٨]
  • قطرات العين: يمكن أن يصف الطبيب قطرات العيون لعلاج حكة وتدميع العين في حال كانت الأدوية السابقة لا تفيد في العلاج، ومن الجدير بالذكر أن بعض قطرات العين تتوفر بدون وصفة طبية.[٩]


العلاج المناعي

يستخدم العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) للأشخاص الذين يعانون من حساسية الأنف الموسمية بسبب حبوب اللقاح أو المرضى الذين لم تُجدي معهم الطرق السابقة نفعاً، وحول الاستراتيجيات المتبعة في ذلك فهي تتضمن ما يأتي:[١٠]

  • إعطاء المريض جرعات قليلة ثابتة من مسببات الحساسية تحت الجلد، بحيث تتم زيادة الجرعة كل أسبوع بشكلٍ تدريجي، ويستمر هذا الأمر لمدة 6 إلى 8 أشهر حتى الوصول إلى جرعة قصوى تُكسب المريض القدرة على تحمل مسببات الحساسية دون ظهور الأعراض، ثم يتم إعطاء الجرعة القصوى كل 3 إلى 4 أسابيع لمدة 3 إلى 5 سنوات.
  • إعطاء جرعة قبل موسم الحساسية، وتكرار هذه الجرعة بشكلٍ سنوي.
  • إعطاء العلاج المناعي تحت اللسان (بالإنجليزية: Sublingual immunotherapy)، وينطوي ذلك على وضع قرص يحتوي على مادة مُستخلصة من مسببات الحساسية تحت اللسان حتى يذوب، وهو متوفر لعلاج الحساسية من العشب، ونبتة الرجيد، وعث غبار المنزل.


علاجات أخرى

في حال لم يستجِب المريض للعلاجات السابقة فقد يقترح الطبيب علاج آخر بالإضافة إلى العلاجات الأصلية، وذلك على النحو التالي:[٧]

  • زيادة جرعة بخاخ الأنف الذي يحتوي على الكورتيزون.
  • استخدام بخاخ الأنف المزيل للاحتقان لفترة قصيرة بالإضافة إلى الأدوية الأخرى.
  • تناول الحبوب المضادة للهيستامين مع بخاخات الأنف التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو مزيلات الاحتقان.
  • استخدام بخاخ الأنف الذي يحتوي على دواء إبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium)، والذي يساعد على تقليل إفرازات الأنف الكثيفة.


ما هي العلاجات التي لا ينصح باستخدامها لعلاج حساسية الأنف؟

توجد بعض العلاجات التي لا تفيد في علاج حساسية الأنف، والتي تشمل ما يلي:[٦]

  • المضادات الحيوية: لا تفيد المضادات الحيوية في علاج حساسية الأنف، ولا في علاج الزكام الذي تسببه الفيروسات، وذلك لأنها تكون فعالة في علاج العدوى البكتيرية فقط.
  • جراحة الأنف: لا تعتبر الجراحة علاجًا لحساسية الأنف، ولكنها تساعد على إزالة الزوائد الأنفية وعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي لا يستجيب للمضادات الحيوية أو بخاخات الأنف الستيرويدية.


طرق الوقاية من حساسية الأنف

بشكلٍ عام لا توجد طريقة معينة تؤكد الوقاية التامة من حساسية الأنف، ولكن قد يساعد تغيير نمط الحياة وتجنب مسببات الحساسية على تخفيف الأعراض، وذلك من خلال ما يلي:[١١][١٢]

  • تجنب لمس الوجه، أو فرك العينين أو الأنف.
  • إغلاق النوافذ في الفترة التي تنتشر فيها حبوب اللقاح، مثل: الربيع، والصيف، وأوائل الخريف.
  • استخدام أغطية عث الغبار لتغطية الوسائد والمراتب.
  • عدم السماح للحيوانات بالجلوس على الأرائك والأسرة، وإغلاق غرف النوم حتى لا تدخلها.
  • استخدام الفلاتر للمكانس الكهربائية ومكيفات الهواء لتقليل مسببات الحساسية في الهواء.
  • غسل اليدين بكثرة خاصة بعد اللعب مع الحيوانات.
  • ارتداء قبعة ونظارات شمسية في الخارج لحماية العينين من مسببات الحساسية، وتغيير الملابس عند الدخول إلى المنزل.
  • الاستحمام عند دخول المنزل، وخاصة المواسم التي ينتشر فيها حبوب اللقاح في الجو.
  • إغلاق نوافذ السيارة واستخدام فلتر للسيارة.
  • تجنب وضع الأزهار في البيت.
  • المحافظة على نظافة الأسطح، والأرضيات، والسجاد.
  • استخدام جهاز مزيل الرطوبة لمنع تشكل العفن.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب استنشاقه.
  • مسح القليل من الفازلين داخل فتحات الأنف لمنع دخول حبوب اللقاح.


متى تجب زيارة الطبيب؟

ينبغي على المريض زيارة الطبيب في الحالات التالية:[١٣]

  • عدم تحسن الأعراض بالرغم من اتباع النصائح والإرشادات المنزلية.
  • المُعاناة من أعراض حساسية الأنف الشديدة.
  • تأثير الأعراض في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية.
  • الشعور بألم في الجيوب الأنفية، أو حمى، أو خروج إفرازات صفراء أو خضراء من الأنف.
  • استمرار السعال والأعراض لمدة تزيد عن أسبوع إلى أسبوعين.


المراجع

  1. "Treatment of Allergic Rhinitis", aafp, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب " Allergic rhinitis ", nhs, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  3. "Management of allergic rhinitis ", allergy, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  4. "Allergic rhinitis", uptodate, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب " Treatment of Allergic Rhinitis ", verywellhealth, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Allergic Rhinitis", acaai, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب " Allergic rhinitis ", nhsinform, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Allergic rhinitis", medlineplus, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  9. " What is allergic rhinitis?", familydoctor, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  10. "Allergic rhinitis", aacijournal, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  11. " Allergic Rhinitis (Hay Fever) ", clevelandclinic, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  12. "Everything you need to know about hay fever", medicalnewstoday, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  13. "Diagnosis and Treatment of Allergic Rhinitis", atlantaallergydoctor, Retrieved 12/7/2021. Edited.