الأذن الوسطى هي احد أجزاء الأذن، ,والتي يبلغ حجمها حجم حبة البازيلاء تقريبًا، وهي عبارة عن تجويف مملوء بالهواء، يمتد من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية، ويحتوي على 3 عظام صغيرة متصلة بطبلة الأذن وتهتز استجابة للصوت، فتنقل هذه العظيمات الأمواج الصوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية،[١][٢] وقد تُصاب الأذن الوسطى بالعديد من الأمراض، فما هي الأمراض التي قد تصيب الأذن الوسطى؟

أمراض الأذن الوسطى: أعراضها وعلاجها

تتعدد أمراض الأذن الوسطى بعضها قد يكون خَلقيًا يظهر منذ الولادة أو بعدها مباشرةً، وبعضها قد ينتج عن تناول بعض الأدوية، أو الإصابة بالعدوى، أو نتيجة الإصابة بأمراض في العظام، أو مشاكل في النمو، وغير ذلك،[٣] وتشمل أمراض الأذن الوسطى الأكثر شيوعًا ما يلي:


التهاب الأذن الوسطى

التهاب الأذن الوسطى هو إصابة الأذن الوسطى بالعدوى، ممّا يُسبِّب التهابها وتراكم السوائل فيها، ويعد التهاب الأذن الوسطى أكثر شيوعًا عند الأطفال، وغالبًا تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتختفي خلال عدة أيام، وفي الحقيقة لا تحتاج بعض الحالات لإعطاء أي علاج، فقد تختفي من تلقاء نفسها، ولا يتطلب الأمر سوى إعطاء أدوية لتخفيف الألم ومراقبة المريض باستمرار، لكن في بعض الحالات قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية المضادات الحيوية للتخلص من العدوى،[٤][٥] وتتفاوت الأعراض التي تظهر عند الأطفال والبالغين، وعند الأطفال تكون كالتالي:[٦]

  • الشعور بألم بالأذن خاصة عند الاستلقاء.
  • شد الأذن.
  • صعوبة النوم.
  • بكاء الطفل أكثر من المعتاد.
  • مشاكل في سماع الأصوات أو الاستجابة لها.
  • فقدان التوازن.
  • الإصابة بالحمى، أي أن حرارة الطفل تعادل 38 درجة مئوية أو تتجاوز ذلك.
  • خروج إفرازات وسوائل من الأذن.
  • الصداع.
  • فقدان الشهية.


أما الكبار فإن الأعراض الشائعة تكون كما يلي:[٦]

  • ألم الأذن.
  • خروج إفرازات وسوائل من الأذن.
  • وجود مشكلة في السمع.


التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب

يشير التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب (بالإنجليزية: Otitis media with effusion) إلى تراكم مجموعة من السوائل في الأذن الوسطى، دون إصابتها بالعدوى، ويتميز هذا السائل غالبًا بأنه لزج وسميك، ويحدث هذا الالتهاب غالبًا بعد التعافي من عدوى الأذن الوسطى، أو نتيجة الإصابة بالتهاب الحلق، أو الزكام، أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي، وغالبًا تختفي هذه السوائل من تلقاء نفسها في غضون 4-6 أسابيع، إلا أنّه في بعض الحالات قد تبقى السوائل لفترة أطول مؤثرة في سمع المُصاب، الأمر الذي يستدعي إجراء جراحة بسيطة بوضع أنابيب عبر طبلة الأذن لتصريف هذه السوائل،[٧][٨] ومن الجدير بالعلم أنّ هذه الحالة لا يرافقها أعراضًا واضحة، ولكن قد يلاحظ البالغون والأطفال الأكبر سنًّا الشعور بامتلاء الأذن وضعف السمع.[٨]


ثقب طبلة الأذن

ثقب طبلة الأذن هو تعرّض طبلة الأذن للتمزق أو حدوث ثقب فيها، وعادة ما تبدأ ثقوب الطبلة بالالتئام من تلقاء نفسها في غضون عدة أسابيع قليلة، وقد تمتد لعدة أشهر، ولكن يجب الحرص على الابتعاد عن الماء، وحماية الأذن من أي إصابات مباشرة في هذه الفترة، ويجدر الإشارة إلى وجود بعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي، إذ يحفز الطبيب نمو طبلة الأذن من خلال إحاطة حواف ثقب طبلة الأذن بمادة كيميائية مخصصة لذلك، يتبعها بعد ذلك وضع رقعة رقيقة على الطبلة نفسها، وقد يلجأ الطبيب أحيانًا إلى الجراحة في حال لم توفر الرقعة إغلاقًا مناسبًا للثقب،[١] ومن أعراض ثقب طبلة الأذن ما يلي:[٩]

  • الشعور بألم الأذن الذي قد يهدأ بسرعة.
  • خروج إفرازات مليئة بالصديد، أو الدم، أو المخاط من الأذن.
  • ضعف السمع.
  • طنين الأذن (سماع صوت شبيه بالرنين فيها).
  • الإحساس بالدوار.
  • الغثيان أو التقيّؤ.


الرضح الضغطي في الأذن

الرضح الضغطي في الأذن (بالإنجليزية: Barotrauma of the Ear) هو الشعور بالألم وعدم الراحة في الأذن نتيجة تغيرات الضغط في البيئة الهوائية أو المائية المحيطة بالشخص،[١٠] وفي الحالات الشديدة قد يعاني الشخص من ضعف السمع، وحدوث كدمات في طبلة الأذن، أو تمزقها ونزيفها،[١١] وفي الحقيقة فإنّ معظم حالات الرضح الضغطي في الأذن تتعالج من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أي علاج طبي، وقد يوصي الطبيب المريض في بعض الحالات بتناول الأدوية، مثل: بخاخات الكورتيزون، ومزيلات الاحتقان، والمضادات الحيوية، ومسكنات الآلام، وفي الحالات الشديدة للغاية لا بد من إجراء بعض العمليات الجراحية، وتشمل أعراض الرضح الضغطي الأكثر شيوعًا ما يلي:[١٢]

  • الشعور بضغط في الأذن.
  • الشّعور بألم الأذن.
  • الشعور بالدوخة.
  • الشعور بانسداد الأذن.
  • حدوث نزيف من الأذنين أو داخل الأذن الوسطى.
  • طنين الأذن.
  • ضعف السمع.


تصلب الأذن الوسطى

تصلب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otosclerosis) هو إعادة تشكِّل غير طبيعي للعظام في الأذن الوسطى، ممّا يؤدي إلى نمو أنسجة عظمية حول أحد عظيمات الأذن الوسطى، فتعلق هذه في مكانها، ولا تتمكن من الاهتزاز عند تعرضها للموجات الصوتية، الأمر الذي يمنع انتقال الصوت من الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية، وهذا يُسبِّب ضعف السمع، ويجدر بالذكر أنّ إعادة تشكيل العظام في الأذن هي عملية طبيعية، وتعني استبدال الأنسجة القديمة بأخرى جديدة،[١٣][١٤] ولكن عند تصلّب الأذن الوسطى، فإنّ هذه العملية تتم بشكل غير طبيعي، ممّا ينتج عنها ظهور الأعراض التالية:[١٤]

  • ضعف السمع، وهو العرض الرئيسي لتصلب الأذن الوسطى، فيعجز المريض عن سماع الأصوات المنخفضة أو الهمس، وهذا قد يزداد شدة مع الوقت، فلا يتمكن الشخص حتى من سماع الأصوات المرتفعة.
  • مشاكل في الاتزان، مثل الدوخة والدوار.
  • طنين الأذن.


من الجدير بالعلم إلى أنه لا يوجد علاج دوائي فعال في مثل هذه الحالة، ففي غالب الحالات تعد الجراحة إجراءً مطلوبًا، وأما في الحالات الخفيفة فمن الممكن استخدام سماعات للأذن تساعد على السمع عن طريق تضخيمها للصوت.[١٣]


التهاب الطبلة المعدي

التهاب الطبلة المعدي (بالإنجليزية: Infectious Myringitis) هو إصابة طبلة الأذن بالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، وعادةً تكون من نفس نوع الفيروسات أو البكتيريا المُسبِّبة لالتهاب الأذن الوسطى،[١٥] وفي التهاب الطبلة المعدي تظهر بعض الأعراض، ومنها ما يلي:[١٦]

  • تشكل بثور صغيرة مملوءة بالسوائل على سطح طبلة الأذن، ولكن لا يرافقها تراكم صديد أو سائل في الأذن الوسطى، على عكس البثور التي قد تتشكل في التهاب الأذن الوسطى.
  • الشعور بألم مفاجئ في الأذن يستمر لمدة 1-2 يوم.
  • ضعف السمع والحمى في بعض الحالات.


يقتصر العلاج في معظم الحالات على استخدام المضادات الحيوية، نظرًا لصعوبة تحديد ما إذا كان المُسبب فيروسي أم بكتيري، بالإضافة إلى أدوية مسكنات الألم التي تكون على شكل قطرات في الأذن، أو حبوب فموية، وفي بعض الحالات ولتخفيف الألم من الممكن أن يقوم الطبيب بتمزيق الحويصلات باستخدام شفرة طبية.[١٦]


التهاب الخشاء

التهاب الخشاء أو ما يعرف بالتهاب النتوء الحلمي (بالإنجليزية: Mastoiditis) هو أحد أنواع الالتهابات الناتجة عن عدوى بكتيرية تصيب عظم الخشاء الذي يقع خلف الأذن مباشرة، والمحيط بالأذن الداخلية والأذن الوسطى، وغالبًا ما ينتج عن انتشار عدوى الأذن الوسطى نحو عظم الخشاء، فعند الإصابة بالعدوى تتضخم قناة الأذن وتُحبس السوائل داخل الأذن، وهذه السوائل تعد مكانًا مناسبًا لنمو البكتيريا، والتي قد تنتشر لتصيب عظم الخشاء بالعدوى،[١٧][١٨] وقد يبدأ التهاب الخشاء بعد اختفاء أعراض التهاب الأذن، أو قد يظهر وكأنّ التهاب الأذن الوسطى قد تفاقم وازداد سوءًا، ويعد استخدام المضادات الحيوية العلاج الأساسي، وغالبًا يوصي الطبيب بإعطائه عن طريق الوريد، كما قد يحتاج المُصاب إلى الإقامة داخل المستشفى، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لعملية جراحية تقتضي بتصريف السوائل من الأذن الوسطى، أو استئصال جزء من عظم الخشاء المتضرر،[١٩][٢٠] وتشمل أعراض التهاب الخشاء ما يلي:[١٩]

  • ألم نابض شديد في الأذن أو حولها.
  • خروج صديد أو سوائل أخرى من الأذن.
  • حمى أو قشعريرة.
  • تورم خلف أو تحت الأذن.
  • احمرار خلف الأذن.
  • رائحة كريهة من الأذن.
  • بروز الأذن.
  • مشاكل في السمع أو رنين في الأذنين.
  • البكاء بكثرة، وشد الأذن، وضرب أحد جوانب الرأس عند الأطفال الصغار.


الورم الكوليسترولي

الورم الكوليسترولي (بالإنجليزية: Cholesteatoma) هو نمو غير طبيعي للجلد أو ظهور كيس جلدي خلف طبلة الأذن، ممّا قد يُسبِّب انكماش الطبلة، وقد يصل بعد ذلك للأذن الوسطى أو عظم الخشاء، ويزيد تكوّن الورم الكوليسترولي من خطر الإصابة بالعدوى، وقد يُسبِّب تآكل عظمات الأذن الوسطى وضعف السمع، وأحيانًا قد تنتشر العدوى إلى عظم الخشاء، والأذن الداخلية، والأغشية المحيطة بالدماغ، ويعد العلاج الجراحي الخيار الوحيد لعلاج الورم الكوليسترولي، وتتمثل العملية بإصلاح طبلة الأذن واستئصال جزء من عظم الخشاء المتضرر،[٢١][٢٢] وهناك العديد من الأعراض التي ترافق الورم الكوليسترولي، ومنها ما يلي:[٢٢]

  • ضعف السمع.
  • خروج إفرازات من الأذن، وغالبًا ما تكون كريهة الرائحة.
  • التهابات الأذن المتكررة.
  • الإحساس بامتلاء الأذن.
  • الدوخة.
  • ضعف عضلات الوجه من جهة الأذن المصابة.
  • ألم الأذن.


دواعي زيارة الطوارئ

لا بد من زيارة أقرب مركز للطوارئ أو التواصل مع الطبيب على الفور في حال الشعور بألم الأذن مع أي من الحالات التالية:[٢٣]

  • ظهور انتفاخ أو عقدة تحت الأذن أو خلفها.
  • مواجهة صعوبة في تحريك أجزاء من الوجه بالطريقة الطبيعية.
  • الإصابة بحمى شديدة مفاجئة.
  • النوبات التشنجية.
  • هيجان الطفل أو خموله المفاجئ.
  • أي من أعراض التهاب الأذن للأطفال ما دون ستة أشهر.




المراجع

  1. ^ أ ب "Middle Ear Disease", entchas, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  2. "Otology: External, Middle & Inner Ear", aurorahealthcare, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  3. "Common Middle Ear Problems", fairview, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  4. "Ear infection (middle ear)", mayoclinic, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  5. "Middle ear infection (otitis media)", nhsinform, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Ear Infection (Middle Ear)", sparrow, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  7. "Otitis media with effusion", chop, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Otitis media with effusion", medlineplus, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  9. "Ruptured eardrum (perforated eardrum)", mayoclinic, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  10. "How to treat and prevent ear barotrauma", medicalnewstoday, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  11. "Barotrauma of the Ear", msdmanuals, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  12. "Barotrauma of the Ear", .cedars-sinai, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Otosclerosis", nidcd.nih., Retrieved 2/6/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Otosclerosis"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. Edited.
  15. "Infectious myringitis", medlineplus, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  16. ^ أ ب "Myringitis", msdmanuals, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  17. "Mastoiditis", drugs, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  18. "Mastoiditis", webmd, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  19. ^ أ ب "What is mastoiditis?", medicalnewstoday, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  20. "Mastoiditis", webmd, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  21. "Cholesteatoma", mountsinai, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  22. ^ أ ب "Cholesteatoma", enthealth, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  23. "When to See the Doctor for an Ear Infection", everydayhealth, Retrieved 3/6/2021. Edited.