يُصاب العديد من الأشخاص بمختلف أعمارهم بالتهاب الأذن الوسطى، ولكنّها تعدّ أكثر شيوعًا لدى الأطفال، والتهاب الأذن الوسطى هو التهاب المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن، وتنتج غالبًا عن الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية في معظم الحالات،[١] فما هي علاجات التهاب الأذن الوسطى؟

طرق علاج التهاب الأذن الوسطى

تتعدد طرق علاج التهاب الأذن الوسطى، إذ يبدأ العلاج عادةً بمراقبة المريض وإعطاء الأدوية اللازمة لتخفيف الألم، وفي بعض الحالات يوصي الطبيب بأخذ المضادات الحيوية،[٢] وتجدر الإشارة إلى اختلاف علاج التهاب الأذن الوسطى باختلاف عمر المُصاب وشدة الأعراض،[٣] وتكون كما يلي:


اتباع نهج الانتظار والمتابعة

عادةً ما تبدأ أعراض التهاب الأذن الوسطى بالتحسن خلال عدة أيام من الإصابة، وقد تُشفى معظم الإصابات دون الحاجة إلى أي علاج في غضون 1-2 أسبوع، وفي هذه الأثناء لا يقدّم الطبيب أي علاج بل يتبع نهج الانتظار والمتابعة، والذي يقتضي بمتابعة حالة الشخص المُصاب باستمرار دون إعطائه المضادات الحيوية، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP) باتباع هذا النهج في حال كان الألم بسيطًا لمدة لا تتجاوز 48 ساعة، ودون أن تتجاوز درجة حرارة الجسم 39 درجة مئوية، وذلك وفقًا للآتي:[٣]

  • الأطفال من عمر 6-23 شهراً، يجب أن يكون الألم في أذن واحدة فقط.
  • الأطفال من عمر السنتين وأكثر، في حال كان الألم في أذن واحدة أو كلتا الأذنين.

تناول أدوية تسكين الآلام

هناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها للتخفيف من الآلام المصاحبة لالتهاب الأذن الوسطى أو الحمّى، ومنها ما يلي:[٤]

  • الأدوية المسكنة المتاحة دون وصفة طبية: مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، ومن أسمائه التجارية: ®Tylenol®، Panadol، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، ومن أسمائه التجارية: ®Advil®، Brufen، وينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة الجرعة المناسبة وطريقة الاستخدام.
  • قطرات الأذن المسكّنة للألم: تؤخذ لتخفيف الألم في الأذن، ولكن يجب الحرص على تجنبها في حال كان الشخص يعاني من ثقب في الطبلة أو تمزق.[٥]




يجدر التنويه إلى تجنُّب إعطاء دواء الأسبرين المسكن للألم للأطفال والمراهقين؛ فهو قد يتسبب بحالة تسمّى متلازمة راي (Reye's syndrome)، وهي أحد المشاكل الصحية النادرة التي قد تؤثر في الأطفال والمراهقين خاصةً أولئك الذين يأخذون الأسبرين خلال فترة التعافي من العدوى الفيروسية، وتسبب متلازمة راي تورم الدماغ وتضرُّر الكبد، وقد ينشأ ضغطًا متزايدًا في الرأس، ممّا يؤدي إلى حدوث تغيرات في الجهاز العصبي لدى الطفل.



[٦][٤]

العلاج بالمضادات الحيوية

من الممكن أن يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية لعلاج التهاب الأذن الوسطى بعد فترة المتابعة الأولية ضمن نهج الانتظار والمتابعة المذكور سابقًا للأطفال من عمر 6 أشهر أو أكثر، أما في حال الأطفال الأصغر من 6 أشهر، فالأرجح أنّ يصف الطبيب المضادات الحيوية دون انتظار فترة المتابعة عادةً،[٥] وهنا يجب على المصابين والآباء الانتباه إلى ضرورة استخدام المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب بدقة، كما ينبغي الاستمرار بتناول الدواء إلى حين انتهائه بغض النظر عن تحسّن الأعراض، وذلك تجنّبًا لحدوث العدوى مرة أخرى، أو حدوث مقاومة من البكتيريا للمضادات الحيوية المتناولة.[٧]


نذكر من المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها لعلاج التهاب الأذن الوسطى الآتي:[٨]

  • الأموكسيسيللين: (Amoxicillin) من أسمائه التجارية: ®Amoxydar® ،Penamox، وهو أكثر أنواع المضادات الحيوية المُستخدَمة لعلاج التهاب الأذن الوسطى شيوعًا، ويوصي الطبيب بأخذه عادة لمدة 10 أيام.
  • مضادات حيوية تُستخدَم في حال التحسُّس من الأموكسيسيللين: منها: الإريثروميسين (Erythromycin) من أسمائه التجارية: ®Roymicin، أو كلاريثروميسين (Clarithromycin) من أسمائه التجارية: ®Biaxin®، Klacid.
  • مضادات حيوية يوصي بها الطبيب في الحالات لا يستطيع فيها المُصاب تناول المضادات الحيوية الفموية: مثل حقن سيفترياكسون: (Ceftriaxone) من أسمائه التجارية: ®Axone، لمدة 3 أيام.




قد يوصي الطبيب بتغيير المضاد الحيوي في حال عدم تحسُّن المُصاب بعد 2-3 أيام من بدء العلاج.



[٨]

وضع أنبوب الأذن

إن أنبوب الأذن أو بضع طبلة الأذن (بالإنجليزيّة: Myringotomy) هو أحد الخيارات العلاجية التي تتمثل بوضع أنابيب صغيرة في الأذن، في حال تراكم السوائل في الأذن الوسطى لمدة تتجاوز 3 أشهر،[٩] فتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات يستمر تراكم السوائل بالأذن الوسطى، والذي يحدث بدايةً نتيجة الالتهاب، حتى بعد التعافي منه، أو قد يحدث تراكم السوائل بشكل متكرر لدى البعض دون الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية، وقد يُسبِّب هذا ضعف السمع لدى المُصاب.[٢]


تهدف جراحة بضع الأذن إلى تخفيف الضغط عن الأذن الوسطى بتصريف السوائل المتراكمة هناك، وتنطوي على إحداث فتحة صغيرة في طبلة الأذن، ثمّ وضع أنبوب صغير عبر الفتحة ليساعد على منع تراكم السوائل، وتهوية الأذن الوسطى، وهذا يساعد على تحسُّن السمع لدى المُصاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأنابيب تتساقط غالبًا من تلقاء نفسها بعد 6-12 شهرًا،[٩] إلا أنّ هناك بعض الأنواع التي من الممكن أن تبقى في الأذن لفترة أطول، وقد تحتاج لجراحة لإزالتها.[٧]


إزالة اللحميّة

تعد إزالة اللحميّة أو الزائدة الأنفيّة (بالإنجليزيّة: Adenoids) أحد العلاجات التي قد يوصي بها الطبيب للأشخاص الذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى المتكرر، أو في حال استمرار الأعراض،[١٠] خاصةً في حال التهاب هذه الزوائد،[١١] واللحمية هي النسيج الليمفاوي الذي يقع أعلى منطقة مؤخرة التجويف الأنفي، بالقرب من فتحة قناة أوستاكيوس، وهي القناة الواصلة بين الأذن الوسطى ومؤخرة الأنف، وتساعد على تصريف السوائل في الأذن الوسطى وتمنع تراكمها، لذا فإن التهاب اللحمية وتورمها قد يُسبِّب انسداد قناة استاكيوس، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.[٢]


مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان

لا تُستخدَم مضادات الهيستامين (التي تستخدَم عادةً لعلاج الحساسية) ومزيلات الاحتقان لعلاج التهاب الأذن الوسطى نفسه، إلا أنّها قد تساعد على التخفيف من بعض الأعراض التي تحدث عادةً بالتزامن مع الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى ومن ذلك: سيلان أو احتقان الأنف، أو احتقان الجيوب الأنفية.[١٢]


يقتضي التنويه إلى عدم استخدام هذه الأدوية للأطفال دون استشارة الطبيب، فقد تسبّب لهم آثارًا جانبية مزعجة وربما خطيرة، وخاصة الأطفال دون عمر السنتين.[١٣]


علاج التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن

يعرف التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن (بالإنجليزية: Chronic suppurative otitis media) بأنه الالتهاب الذي يؤدي إلى تعرّض طبلة الأذن للثقب أو التمزق، وقد يصاحبه أيضًا خروج سائل قيحيّ، وغالبًا يوصى باستخدام قطرات تحتوي على المضادات الحيوية لعلاجه، ولكن يجب شفط السوائل قبل استخدام القطرات، وعادة يعطي الطبيب شرحًا تفصيليًّا للمريض عن كيفية شفط السوائل.[١٤]


علاجات منزلية لألم الأذن يمكن تجربتها

يوجد بعض العلاجات التي يمكنك اتباعها للتخفيف من ألم الأذن، ومنها ما يلي:[١٥]

  • استخدم كمادات باردة أو دافئة: وذلك بنقع قطعة قماش في ماء بارد أو دافئ، ثم وضعها على الأذن المصابة، ويمكنك تجربة أي من الكمادات لمعرفة الأنسب لك.
  • حاول النوم مع رفع مستوى الرأس: فقم بوضع عدد من الوسائد أسفل رأسك، أو حتى يمكنك محاولة النوم أثناء الجلوس، فهذا يساعد على تصريف السوائل المتراكمة في أذنك المُصابة، بالإضافة إلى التخفيف من الضغط والألم.
  • ضع بضع قطرات من زيت الزيتون في الأذن المصابة.[١٦]


هل يمكن أن تؤثر التهابات الأذن في السمع؟

نعم، من الممكن أن يتسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى الناتج عن الالتهاب بحجب الصوت، وبالتالي تأثّر السمع وحدوث مشاكل سمعية مؤقتة، كما قد يواجه المُصاب الحالات التالية:[١٧]

  • ضعف الاستجابة للأصوات الخافتة.
  • الحاجة إلى رفع مستوى صوت كل من الراديو والتلفزيون.
  • التحدث بأصوات مرتفعة.
  • مشاكل في التركيز.


في حال حدوث ثقب في طبلة الأذن قد لا يقوى المُصاب على السمع بالشكل الطبيعي، أو يعاني من طنين.[١٧]


دواعي مراجعة الطبيب

لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٤]

  • استمرار أعراض التهاب الأذن الوسطى كالألم أكثر من يوم.
  • ظهور الأعراض لدى طفل عمره أقل من 6 أشهر.
  • الشعور بألم أذن شديد.
  • عدم قدرة الرضيع أو الطفل على النوم، أو صعوبة النوم، أو التهيّج المفرط بعد إصابته بنزلة برد، أو أي التهاب في الجهاز التنفسي العلوي.
  • خروج سائل أو صديد أو سائل دموي من الأذن.


متى يجب العودة إلى الطبيب من أجل زيارة متابعة؟

عادة يخبر الطبيبُ المريضَ عن أوقات المتابعة، إذ إن فحوصات المتابعة تعد مهمة جدًّا، خاصّة في حال حدوث ثقب في طبلة الأذن نتيجة العدوى، وفي هذه الزيارة يتحقق الطبيب من سلامة طبلة الأذن، للاطمئنان أنّ العدوى زالت، كما يجري اختبار السمع.[١٨]

المراجع

  1. "Middle Ear Infection (Otitis Media) in Adults", .cedars-sinai., Retrieved 30/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Ear infection (middle ear)", Drugs.com, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Ear infection (middle ear)"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Ear Infection (Otitis Media)", clevelandclinic, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Ear infection (middle ear)", stclair, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  6. "Reye Syndrome in Children", urmc.rochester, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Human ear", healthjade, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Middle Ear Infection in Infants, Toddlers, Children, and Adults", medicinenet, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Otitis Media (Middle Ear Infection)"، stanfordchildrens، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2021. Edited.
  10. "Otitis Media", nicklauschildrens, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  11. "Ear Infection (Otitis Media)", hopkinsmedicine, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  12. "What is the role of antihistamines and decongestants in the treatment of otitis media with effusion (OME)?", Medscape, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  13. "Otitis Media (Acute)", merckmanuals, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Ear Infection (Middle Ear)", sparrow, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  15. "Ear Pain Home Remedies", webmd, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  16. "Earache and Ear Pain", emedicinehealth, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  17. ^ أ ب "Middle Ear Infections (Otitis Media)", kidshealth, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  18. "Ear Infection (Otitis Media)", clevelandclinic, Retrieved 31/5/2021. Edited.