انتفاخ وبروز عظم وراء الأذن هو عبارة عن عدوى بكتيرية أو التهاب تصيب عظم الخشاء، الذي يقع خلف الأذن، وتتفاوت شدة الحالة بين الخفيفة إلى الخطيرة التي تحتاج تدخّلًا طبيًّا، ورغم أنّها قد تصيب أي شخص في أي عمر، إلّا أنّها تعدّ أكثر شيوعًا لدى الأطفال،[١][٢] فما هو انتفاخ وبروز عظم الأذن؟ وما هي أهم أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

انتفاخ وبروز عظم وراء الأذن

يحدث انتفاخ وبروز عظم وراء الأذن، أو ما يسمّى بالتهاب الخشَّاء، أو التهاب النتوء الحلمي (بالإنجليزيّة: Mastoiditis) غالبًا نتيجة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى وتركه دون علاج مناسب، فتصاب خلايا الهواء الخشائية بالعدوى، وهذه الخلايا هي خلايا تساعد على تنظيم ضغط الأذن، وتوفّر الحماية المناسبة لكل من الهياكل الحساسة للأذن والعظم الصّدغي عند التعرض لصدمة أو إصابة، وتتواجد حول الأذن الداخلية والوسطى، وفي حال تشخيص الحالة بشكل مبكر وعلاجها بالطريقة المناسبة فإن المريض يتعافي بسرعة، ولا يواجه أي مضاعفات.[٣][٤]

أعراض انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن

تبدأ أعراض انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن بالظهور بعد عدة أيام إلى أسابيع من تطور التهاب الأذن الوسطى الحاد، إذ يسبب انتشار العدوى إلى تلف أو تدمير الجزء الداخلي من عظم وراء الأذن،[٥] وتشمل أعراض هذا الالتهاب ما يلي:[٤]

  • احمرار، وألم عند لمس المنطقة خلف الأذن.
  • انتفاخ منطقة ما خلف الأذن، ممّا قد يسبب بروزها.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • التهيج في منطقة الإصابة.
  • الشعور بالتعب.
  • الشعور بصداع الرأس.
  • الشعور بألم نابض شديد في الأذن أو حولها.[٦]
  • خروج إفرازات، أو صديد، أو أي سوائل من الأذن.[٦]
  • خروج رائحة كريهة من الأذن.[٦]
  • وجود مشاكل في السمع أو طنين في الأذن.[٦]
  • خروج إفرازات من الرقبة في مراحل الالتهاب المتقدمة، وتسمى بخراجات بيزولد (بالإنجليزية: Bezold's abscesses).[٧]


قد لا تكون الأعراض مستمرة دائمًا لدى بعض الأشخاص، فقد تظهر وتزول بين فترة وأخرى، لذا من المهم العلم أنّ تحسّن الأعراض لا يعني تعافي المريض، بل من الضروري مراجعة الطبيب لاستكمال العلاج.[٦]


أعراض يجب الانتباه عليها عند الأطفال

هناك بعض الأعراض التي على الأهل متابعتها والبحث عنها عند الأطفال الصغار، فهم لا يستطيعون وصف الأعراض، ومنها ما يلي:[٦]

  • تغيرات في المزاج.
  • البكاء المتكرر.
  • ضرب جانب الرأس.
  • شد الأذنين.


أسباب انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن

لا يعد انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن من الحالات الشائعة، ولكن تتواجد بعض الأسباب التي تؤدي للإصابة بانتفاخ وبروز عظم الأذن، ومنها ما يلي:[٨]

  • انتشار العدوى من الأذن الوسطى إلى خلايا الهواء الخشائية الموجودة في العظام خلف الأذن: ويكون في حال الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الناجم عن عدوى بكتيرية، وفي معظم الحالات تكون بكتيريا المكورات الرئوية هي المسؤولة عن حدوث انتفاخ وبروز العظم خلف الأذن بعد التهاب الأذن الوسطى، أما أنواع البكتيريا الاخرى المسببة لهذه الحالة فقد تكون كما يلي:
  • المكورات العنقودية الذهبية: (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus).
  • المكورة العقدية المقيحة (بالإنجليزية: Streptococcus pyogenes).
  • المستدمية النَزْليّة (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae).
  • المكورات العقدية من المجموعة أ (بالإنجليزية: Group A streptococcus infection).
  • الورم الكوليسترولي: (بالإنجليزية: Cholesteatoma)، وهو تشكل أو تراكم غير طبيعي لمجموعة من خلايا الجلد داخل الأذن، مما يسبب انتفاخ وبروز العظم خلف الأذن، ووقف تصريف سوائل الأذن،مما يزيد فرصة التعرض للإصابة بالعدوى.[٩]


عوامل خطر انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بانتفاخ وبروز العظم وراء الأذن، ومنها ما يلي:[١٠]

  • صغر السن: حيث يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، وخاصة في سن 6-13 شهر.
  • وجود مشاكل في المناعة: يعاني بعض الأشخاص من نقص وضعف في المناعة، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.
  • وجود صعوبات في التواصل أو مشاكل ذهنية: إذ تكون هذه الفئات غير قادرة على التحدث عن أعراض الإصابة التي يعانون منها، وبالتالي تتطور الحالات وتحدث المضاعفات التي قد يكون من ضمنها انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن.
  • وجود مشاكل بتكوين الخلايا الهوائية المتواجدة في عظم خلف الأذن.[٨]
  • الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بشكل متكرر.[٨]


كيف يتم تشخيص انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن ؟

يبدأ الطبيب عادة بالسؤال عن العلامات والأعراض التي يشكو منها المريض، ثمّ يجري فحصًا بدنيَّا للأذن للتحقق من وجود أي انتفاخ أو غير ذلك، كما أنّ هناك بعض الفحوصات التي تساعد على تشخيص انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن،[١١] ومنها ما يلي:

  • منظار الأذن: إذ يساعد الطبيب على رؤية الجزء الداخلي من الأذن، ومنظار الأذن عبارة عن جهاز يحتوي على عدسة مكبرة مرفقة بضوء.[١٢]
  • زراعة عينة: يجري جمع عينة من سائل الأذن المصاب، لزراعتها والتحقق من وجود أي عدوى، وقد يجمع الطبيب هذه العينة بإدخال إبرة صغيرة داخل أنبوب في الأذن.[١١]
  • فحص الأشعة المقطعية: ( CT) لتصوير منطقة العظم خلف الأذن، والتحقق من وجود أكياس أو جيوب مليئة بالسوائل أو القيح في الأذن، أو الرقبة، أو منطقة العظام خلف الأذن، أو العمود الفقري، وفي حال تأكد الطبيب من وجود ذلك لا بدّ من التخلص من هذه السوائل وتصريفها، وسحب عينة منها للتحقق من وجود أي عدوى، ثمّ تحديد المضاد الحيوي المناسب، وهذا الفحص يجري في حال الاشتباه بحدوث التهاب شديد أو مزمن في منطقة الخشاء.[٣]
  • اختبارات الدم: تساعد على التحقق من وجود أي عدوى، وتعطي فكرة عامة عن صحة المريض.[١١]


علاج انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن

من الممكن اللجوء إلى العلاج الطبي بالأدوية من مضادات حيوية، والجراحة في بعض الحالات، ولا يعد العلاج المنزلي كافيًا، فهذه الحالات من الممكن أن تنتشر وتسبب عدوى خطيرة،[١٣] ويمكن بيان العلاجات بشيء من التفصيل كما يلي:


العلاجات المنزلية

تساعد العلاجات المنزلية على تخفيف الأعراض، وتكون كما يلي:[١٣]

  • ارتداء سدادات الأذن أثناء السباحة والاستحمام.
  • استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، من أسمائه التجارية ®Tylenol® Panadol ، والأيبوبروفين(Ibuprofen)، من أسمائه التجارية:®Advil® ،Brufen.
  • وضع كمادات دافئة على الأذن.
  • شرب السوائل بكثرة؛ للحفاظ على رطوبة الجسم.
  • الحصول على قسط كاف من الراحة.
  • تجنب السفر بالطائرة قدر الإمكان، فهي قد تزيد من ألم الأذن.

المضادات الحيوية

تتطلب بعض الحالات علاجًا طويل الأمد أو متكررًّا، نظرًا لعدم سهولة علاج انتفاخ وبروز عظم خلف الأذن، وتستخدم الحقن في بادئ الأمر تليها المضادات الحيوية الفموية،[١٤] ويكون الاستخدام كالتالي:[٥]

  • مضادًا حيويًّا عن طريق الوريد، مثل: سيفترياكسون (Ceftriaxone)، وفانكوميسين (Vancomycin) وهذا يعطى للمريض على الفور في الحالات الشديدة.
  • مضادًا حيويًا عن طريق الفم، مثل: سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، من أسمائه التجارية: ®Cipro، ويعطي في الحالات غير الخطرة.
  • مضادًا حيويًّا يُختار بعد ظهور نتائج زراعة العينة، وبعد العلاج الأولي.


من الجدير بالعلم أن على المريض تناول المضاد الحيوي كاملًا بغض النظر عن استمرار وجود الأعراض أو اختفاؤها، ففي حال توقف الدواء دون الانتهاء منه فهذا قد يتسبب بعودة العدوى.[١٥]


الجراحة

تستدعي بعض الحالات اللجوء إلى خيار الجراحة، ويكون لتحقيق التالي:[٤]

  • عمليّة بَضْع الطبلة: (بالإنجليزيّة: Myringotomy)، وهي إجراء جراحي يُجرى لتصريف سوائل الأذن الوسطى، وفيه يُحدث الطبيب شقًّا في غشاء طبلة الأذن، للوصول المباشر إلى الفراغ الموجود في الأذن الوسطى، ليعمل بعدها على تصريف السوائل الموجودة،[١٦][٤] لتخفيف الضغط داخل الأذن، وقد يتم وضع أنابيب تهوية للأذن في مكان الشق، للسماح للسوائل بالخروج بسهولة، ويمكن إرسال جزء من هذه السوائل إلى المختبر للتحقق من سبب العدوى.[١٧]
  • استئصال الخشاء: (بالإنجليزية: Mastoidectomy)، تُستخدم هذه الطريقة في حال وجود العدوى الشديدة في الأذن الوسطى، او لإزالة الورم الكوليسترولي، ويجري فيها إزالة جزء من عظم الخشاء، إذ يبدأ الأخصائي بإحداث شق خلف الأذن، ويثقب جزءًا من الجمجمة، للوصول إلى تجويف الأذن الوسطى، ثمّ استئصال جزء من عظم الخشاء.[٤][١٨]


من المهم على المريض الذي يخضع للجراحة في هذه الحالات أن يهتم بالتالي:[١٢]

  • التوقف عن العمل لمدة أسبوع أو أسبوعين.
  • تجنب دخول الماء إلى الأذنين، إذ يُنصح بتجنب السباحة لمدة 4-6 أسابيع بعد العملية، لكن يمكن للشخص أن يغسل شعره بعد حوالي أسبوع من العملية.
  • اتباع كافة تعليمات الطبيب، وزيارته وفق المواعيد المحددة.


هل يمكن الوقاية من انتفاخ وبروز العظم وراء الأذن؟

نعم، ويكون عن طريق التالي:[١٩]

  • علاج التهابات الأذن على الفور عند الإصابة بها، والحرص على الوقاية من الإصابة بعدوى الأذن.
  • غسل اليدين بانتظام، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بعدوى الأذن.[١٥]
  • متابعة جدول التطعيم للأطفال ضد بكتيريا المكورات الرئوية، إذ يكون الجدول الزمني للرضع على شكل 4 جرعات، تُعطى في عمر شهرين، و4 ، و6، و12 شهرًا.[٨]
  • ارتداء سدادات الأذن أثناء السباحة والاستحمام.[٢٠]
  • اتباع نظام غذائي صحي مناسب لتعزيز جهاز المناعة والحفاظ عليه.[٢٠]
  • الإقلاع عن التدخين.[٢٠]


دواعي زيارة الطبيب

لا بد من مراجعة الطبيب بأسرع وقت في كل من الحالات التالية:[٤]

  • وجود أعراض لانتفاخ وبروز العظم وراء الأذن.
  • استمرار التهاب الأذن رغم العلاجات، أو ظهور أعراض جديدة.
  • استمرار التهاب الخشاء رغم العلاجات.



المراجع

  1. "Mastoiditis", medicinenet, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  2. "Mastoiditis in Children", stanfordchildrens, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Mastoiditis", webmd, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Mastoiditis", nhs, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Mastoiditis", msdmanuals, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "What is mastoiditis?", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  7. "Mastoiditis Symptoms, Diagnosis and Treatment", verywellhealth, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Mastoiditis", healthgrades, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  9. "Mastoiditis", hse, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  10. "Mastoiditis", patient, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Mastoiditis", drugs, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Mastoiditis ", healthjade, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب
  14. ^ أ ب "What is mastoiditis?", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  15. "Myringotomy", /emedicine.medscape, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  16. "Myringotomy or grommets", benendenhospital, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  17. - Mastoidectomy Info.pdf "Mastoidectomy", austin, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  18. ^ أ ب ت "Understanding Mastoiditis: Causes, Symptoms, Diagnosis, and Treatment", doctorshealthpress, Retrieved 28/5/2021. Edited.