ما هو ورم العصب السمعي؟ وما أعراضه؟

يعد ورم العصب السمعي أحد الأمراض التي تصيب الأذن والذي من الممكن أن يؤثر في صحة السمع، تعرف في هذا المقال على ماهيّة المرض، وأسباب حدوثه، وكيفية علاجه، وأهم المعلومات المتعلقة به.

ما المقصود بورم العصب السمعي؟

يعدّ ورم العصب السمعي، أو الورم الشفاني الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular schwannoma) ورمًا حميدًا غير سرطاني وذو معدل نمو بطيء عادةً، وينشأ ورم العصب السمعي نتيجةً للنمو المفرط في خلايا شوان التي تحيط بالأعصاب الدهليزية المسؤولة عن التوازن والسمع في الأذن الداخلية، إذ تحيط هذه الخلايا بالألياف العصبية للمساعدة على دعم الأعصاب وعزلها، ما يتسبب بظهور العديد من الأعراض نتيجةً لاختلال التوازن والسمع نتيجةً للورم.^[١][٢]

أنواع ورم العصب السمعي

يقسم الورم العصبي الصوتي إلى نوعين أساسيين، سنوضحهما فيما يلي:^[٣]

• الورم العصبي السمعي الأحادي: حيث يؤثر هذا الورم في أذن واحدة فقط، وقد يكون ذلك نتيجةً للتعرض لبعض العوامل البيئية التي تتسبب بتلف الأعصاب، وبالرغم من أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم بين 30 إلى 60 هم أكثر الناس عرضةً للإصابة به، إلا أنه من الممكن أن يتعرض الأشخاص من كافة الفئات العمرية للإصابة به.
• الورم العصبي السمعي الثنائي: يصيبُ هذا النوع من الورم العصبي السمعي كلا الأذنين نتيجةً لمشكلة وراثية تسمى الورم العصبيّ الليفيّ من النوع الثاني.

أعراض ورم العصب السمعي

تتشابه أعراض الورم العصبي السمعي مع أعراض مرتبطة بمشكلات صحية أخرى، ما يستدعي ضرورة زيارة الطبيب لتشخيص الحالة عند الشعور بهذه الأعراض، وتتضمن الأعراض الشائعة التي يسببها ورم العصب السمعي ما يلي:^[٣]

• فقدان السمع في أذن واحدة، ما يسبب صعوبةً في سماع الأصوات عالية التردد.
• الشعور بامتلاء أو ثقل في الأذن.
• طنين في الأذن المصابة.
• الدوخة.
• صعوبة في الثبات أو الحفاظ على التوازن.
• تشوش الذهن.
• الصداع المستمر.^[٤]
• رؤية ضبابية مؤقتة.^[٤]
• ألم أو ضعف في جانب واحد من الوجه.^[٤]
• مشاكل في تنسيق حركة الأطراف أثناء المشي.^[٤]
• صعوبة في البلع.^[٤]
• حشرجة في الصوت أثناء الكلام.^[٤]

أسباب ورم العصب السمعي

يُعتقد أن نمو الورم العصبي السمعي ناجم عن خلل في الكروموسوم 22 في الجين، ما يتسبب بالتأثير في وظيفة الجين الطبيعية، حيث يُنتج هذا الجين في الحالات الطبيعية بروتينًا مسؤولًا عن تثبيط نمو الورم والتحكُّم في نموّ خلايا شوان التي تغطي الأعصاب، ولا يزال سبب تعرض الجين لهذا الخلل، والذي يمكن توريثه في بعض الأحيان غير واضح.^[٢]

تؤثر العوامل التالية في احتمال تعرض الشخص للإصابة بالورم العصبي السمعي:

• الورم الليفي العصبي من النوع الثاني: وهو ورم يحدث نتيجة طفرة في جين أحد الأبوين، ما يسبب بحدوث اضطراب في نمو أورام في الأذنين.^[٢]
• العمر: يعد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 60 أكثر عرضةً للإصابة بالورم العصبي السمعي.^[٥]
• التعرض للإشعاع: من الممكن أن يزيد التعرُّض الشديد للإشعاع في مرحلة الطفولة من خطر تكوُّن الورم في مراحل لاحقة في الحياة.^[٥]

تشخيص الورم العصبي السمعي

من الممكن أن يواجه الطبيب بعض الصعوبة في تشخيص الأورام العصبية السمعية في كثيرٍ من الأحيان، ويعود ذلك إلى تشابه الأعراض المتعلقة به مع بعض الأعراض الناجمة عن مشكلات صحية أخرى، وتبدأ عملية التشخيص عادةً من خلال إجراء فحص بدني، بالإضافة إلى إجراء سلسة من الفحوصات والاختبارات المتعلقة بالسمع والتوازن وتقييم نتائجها، والتي قد تتضمن ما يلي:^[٤][٦]

• إجراء تخطيط للسمع: حيث يساهم هذا التخطيط في تقييم القدرة على السمع.
• تخطيط كهربية الرأرأة: يساهم هذا التخطيط في تقييم التوازن من خلال تسجيل حركة العين اللاإرادية، حيث تشير حركة العين إلى كيفية عمل أعصاب الأذن والعين.
• فحص استجابة الدماغ السمعية: وذلك لقياس كيفية استجابة أعصاب السمع للصوت وتعامل الدماغ معها.
• الفحوصات النصويرية: ومن أمثلتها التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب وذلك للحصول على صور دقيقة للرأس، وتحديد مكان الورم وقياس حجمه.

أساليب علاج ورم العصب السمعي

تعتمد اختيار أسلوب العلاج المناسب لورم العصب السمعي على عدة عوامل، ومنها: حجم الورم، وموقعه، والعمر، والصحة العامة، بالإضافة إلى درجة الضرر الذي لحق بأعصاب السمع والتوازن،^[٦] وتتضمن خيارات العلاج كل مما يلي:^[٧]

• المراقبة والمتابعة: قد يفضّل الطبيب مراقبة الورم بدون أي تدخل إذا كان حجمه صغيرًا، أي أقل من 2 سنتيمترًا، وكانت الأعراض قليلة جدًّا، حيث يخضع الشخص لفحوصات متكررة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي مرة كل 6 أشهر، ومن ثم مرة واحدة سنويًّا ما لم يتغير حجم الورم أو لم تتغير طبيعة الأعراض وشدتها.
• العلاج الإشعاعي: يعتمد العلاج الإشعاعي على استهداف الحمض النووي لخلايا الورم وإتلافه، ما يتسبب بموتها والتقليل من تكاثرها، ويخضع الشخص إلى العلاج الإشعاعي سواءً بجرعة واحدة أو جرعات متعددة في عيادات متخصصة.
• الجراحة المجهرية: يستخدم الطبيب في هذه الجراحة بعض الأدوات والتقنيات المخصصة للوصول إلى الورم بدقّة، وتهدف الجراحة إلى إزالة أكبر قدر ممكن من الورم مع الحفاظ على وظيفة العصب السمعي وبقية أعصاب الوجه، حيث تتأثر نتائج الجراحة وسلامة السمع بعدها بحجم الورم.^[٨][٦]
• العلاجات الداعمة: حيث يتم تقديم بعض جلسات العلاج الفيزيائي قبل إجراء الجراحة وبعدها، وذلك لمساعدة الشخص على تخطي مشاكل الدوخة وفقدان التوزان، ما يمكنّه من استعادة القدرة على القيام بأنشطته اليومية كالمعتاد.^[٧]

الوقاية من ورم العصب السمعي

في الحقيقة لا يمكن منع الإصابة بالورم العصبي السمعي، إلا أن من الممكن تقليل حدوث المضاعفات أو تفاقم الأعراض الناجمة عنه من خلال الانتباه إلى كل الأعراض أو التغيرات التي تلاحظها على نفسك، مثل: فقدان أو تضرر القدرة على السمع، أو الدوخة، أو الطنين في الأذن، لذلك يجدر بك مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة هذه الأعراض، لتخضع للتشخيص المناسب والمبكر، حيث يساهم الاكتشاف المبكر للورم في زيادة فرصة نجاح عملية إزالته بالكامل، ما يعني الحفاظ على السمع وعدم تضرره.^[٦]

هل يمكن أن يسبب ورم العصب السمعي مضاعفات خطيرة؟

يتسبب ورم العصب السمعي بالإصابة بمشكلات عصبية خطيرة وجادّة في حال تم إهماله وتُركه دون علاج، حيث من الممكن أن يتسبب بشلل الوجه الذي قد يؤثر في النظر أو يؤدي إلى العمى، بالإضافة إلى تلف شديد في الدماغ، ما من الممكن أن يتسبب بالوفاة في بعض الحالات.^[٩]