تنتج الغدد اللعابية اللعاب المساعد على ترطيب الطعام، وبالتالي تسهيل بلعه وهضمه، فضلًا عن دوره في الحفاظ على نظافة الفم، نظرًا لاحتوائه على أجسام مضادة قاتلة للجراثيم، وقد تتعرض الغدد اللعابية لبعض المشاكل والأمراض التي قد تؤثر في إنتاج ما يكفي من اللعاب، مؤثرة في ذلك في حاسة التذوق، كما قد يزيد ذلك من صعوبة البلع، والمضغ، وقد يزيد من احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان، وفقدان الأسنان، والتهابات الفم،[١][٢] فما هي هذه الأمراض؟ وما الأعراض المرافقة لها؟
أمراض الغدد اللعابية وأعراضها
يوجد 3 غدد لعابية أساسية، وهي الغُدد النّكافيّة أمام وتحت كل أذن مباشرة، والغُدد تحت اللسان، والغُدد تحت الفكّ السفليّ، بالإضافة إلى مئات من الغدد اللعابية الثانوية الصغيرة المنتشرة على طول الشفاه، وداخل الخد، والفم، والحلق،[١] ويمكن تفصيل الأمراض التي قد تصيب الغدد اللعابية وفقًا لما يلي:
المرض الغدي اللعابي
المرض الغدي اللعابي (بالإنجليزية: Sialadenosis) هو انتفاخ، وتورم مزمن في الغدد اللعابية، وعادةً ما يصيب الغدد اللعابية في كلا جانبي الفم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التورم يكون حميد غير سرطاني، ويصيب عادةً الغدد النكافية، وقد يصل إلى الغدد تحت الفك السفلي، أو الغدد اللعابية الثانوية في حالات نادرة.[٣]
لا يُسبِّب المرض الغدي اللعابي الشعور بأي ألم في بعض الحالات، وفي حالات أخرى قد يكون مصحوبًا بالشعور به، ولا يُعرَف سبب الإصابة به في العديد من الحالات، إلا أنّه قد ينتج أحيانًا عن الإصابة باضطرابات الأكل، أو السمنة، أو سوء التغذية المزمن، أو السكري، أو مشاكل الكبد.[٣]
التهاب الغدة اللعابية
التهاب الغدة اللعابية (بالإنجليزية: Sialadenitis) هو التهاب الغدد اللعابية الناجم عن عدوى بكتيرية في أغلب الحالات، لكن قد ينتج نادرًا عن العدوى بالفيروسات، كما هو الحال عند الإصابة بالنكاف (أبو دغيم)، وعلى عكس المرض الغدي اللعابي فإنّه غالبًا ما يؤثر في جانب واحد من الفم، مُسبِّبًا تورّم الغدد اللعابية خاصةً الغدد النكافية، والشعور بالألم، واحمرار الخد، كما قد يُسبِّب أحيانًا خروج القيح، والإصابة بالحمى.[٤]
الحصى اللعابية
الحصى اللعابية (بالإنجليزيّة: Sialolithiasis) هي تشكل حصى داخل الغدد اللعابية تتكون من الأملاح الموجودة في اللعاب كالكاسيوم، ورغم أنّ بعض الحصى لا تتسبب بظهور أي أعراض، إلّا أن البعض الآخر يُسبِّب انسداد قنوات الغدد اللعابية، فيتراكم اللعاب هناك مُسبِّبا انتفاخ الغدد اللعابية والشعور بالألم فيها خاصةً بعد تناول الأطعمة المحفِّزة لإنتاج اللعاب كعصير الليمون، ومن ثم يتحسّن الألم بعد عدة ساعات، وتجدر الإشارة إلى أنّ تراكم اللعاب قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية.[٥][٦]
لا يُعرَف سبب الإصابة بحصى الغدد اللعابية بدقة إلى الآن، لكن تزداد فرصة الإصابة به بوجود أي من العوامل الآتية:[٥]
- الجفاف: الذي يزيد من سماكة اللعاب وتركيز الأملاح داخله.
- تناول الأدوية التي تقلل من إنتاج اللعاب: كأدوية الحساسية (مضادات الهيستامين)، وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم والأمراض النفيسة.
- قلة تناول الطعام: ممّا يُقلِّل من إنتاج اللعاب.
التكيسات
تظهر الأكياس في الغدد اللعابية نتيجة انسداد مجرى اللعاب وتراكمه، ممّا يؤدي إلى ظهور بثرة أو منطقة مرتفعة ناعمة، كما قد يؤثر ذلك في القدرة على الأكل والتحدث، وقد تحدث التكيسات نتيجة أي من الآتي:[٧]
- إصابة الغدد اللعابية بالعدوى
- الإصابة بأورام الغدد اللعابية.
- الإصابة بحصوات اللعاب.
- التعرُّض للإصابات الجسدية المباشرة.
- مشكلة خلقية لدى الطفل منذ الولادة، فبعض الأطفال يولدون بأكياس موجودة في الغدة النكافية، وهذا ناجم عن مشكلة في نمو الأذنين.
متلازمة شوغرن
متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren's syndrome) هي أحد الأمراض المناعية المزمنة، والتي يحدث فيها أن تُهاجَم الغدد اللعابية، والغدد الدمعية، وغيرها من الغدد داخل الجسم من قِبل جهاز المناعة عن طريق الخطأ، مسببة بذلك جفاف العينين والفم، ومن الممكن أن يؤثر ذلك أيضًا في المفاصل، والرئتين، والجهاز العصبي، ويرافق هذه المتلازمة تضخم الغدد اللعابية على جانبي الفم لدى بعض المصابين، دون الشعور بالألم عادةً.[٥][٧]
أورام الغدد اللعابية
من الممكن أن تصاب الغدد اللعابية بأورام، قد تكون سرطانية، إلا أنّها في معظم الحالات حميدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم هذه الأورام يظهر في الغدد النكافية، ومنها ما يلي:[٨]
- الورم الغدي متعدد الأشكال: (بالإنجليزية: Pleomorphic adenomas) وهو أكثر أورام الغدّة النكافية الحميدة شيوعًا، ويعد أكثر شيوعًا عند النساء، ويبدأ ككتلة في الجزء الخلفي من الفك أسفل شحمة الأذن مباشرة، وعادةً لا يُسبِّب الشعور بالألم.
- ورم وارثين: (بالإنجليزية: Warthin's tumor) يعد أكثر شيوعًا عند الرجال كبار السن، وهو ورم حميد يؤثر في الغدّد النكافية،
- الأورام السرطانية: وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50-60 عامًا، وتتفاوت في سرعة نموّها، فبعضها ينمو ببطء، والآخر ينمو بسرعة، وقد تُسبِّب الشعور بالألم، بالإضافة إلى احتمالية فقدان الحركة جزئيًّا أو كليًّا في الجانب المصاب من الوجه.[٢][٨]
أعراض أمراض الغدد اللعابية
يمكن بيان بعض الأعراض المرتبطة بأمراض الغدد الّلعابية، نتيجة تورمها وتهيجها كالآتي:[٩]
- الشعور بمذاق سيء في الفم.
- صعوبة في فتح الفم.
- جفاف الفم.
- الشعور بألم.
- تورم الوجه أو الرقبة.
- الإصابة بالتهابات متكررة.
علاج أمراض الغدد اللعابية
يعتمد علاج أمراض الغدد اللعابية على طبيعة المشكلة، وتصنف العلاجات إلى طبية وجراحية، ويمكن ذكر العلاجات وفق التالي:[٢]
الأدوية
من الأدوية المُستخدمة لعلاج أمراض الغدد اللعابية الآتي:
- المضادات الحيوية، لعلاج العدوى البكتيرية.
- العلاج الكيميائي، لعلاج بعض الأورام السرطانية.[٧]
- أدوية لعلاج متلازمة شوغرن، ومنها التالي:[٥]
- أدوية لتحفيز إنتاج المزيد من اللعاب، مثل: بيلوكاربين (Pilocarpine) من أسمائه التجارية: ®Salagen، وسيفيميلين (Cevimeline) من أسمائه التجارية: ®Evoxac.
- قطرات العين لتقليل الالتهاب وجفاف العين، مثل: قطرة العين سيكلوسبورين (Cyclosporine) من أسمائه التجارية: ®Restasis.
- أدوية لتثبيط نشاط جهاز المناعة في مهاجمة الغدد داخل الجسم، مثل: الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، وهيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine) من أسمائه التجارية: ®Plaquenil، وميثوتريكسات (Methotrexate).[١٠]
الجراحة
تتعدد أنواع الجراحة التي يمكن اللجوء إليها، ومنها ما يلي:
- توسيع قناة الغدد اللعابية: لتمرير الحصوات، ومن الممكن استخدام التصوير بالأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية؛ للمساعدة على اكتشاف مكان الحصوات المتكلسة.[٢]
- إزالة الكتل السرطانية الموجودة داخل الغدة اللعابية: وقد يوصى بالعلاج الإشعاعي بعد الجراحة في بعض الحالات.
- إزالة التكيسات الكبيرة.[٧]
الرعاية المنزلية
تكون باتباعك التلعيمات التالية:[١١]
- احرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل يوميًا.
- استخدم الكمادات الدافئة في حال إصابتك بحصوات اللعاب.
- دلّك الغدة في حال إصابتك بحصوات اللعاب.
- امضغ علكة خالية من السكر لتحفيز إنتاج اللعاب.[١٠]
- تجنب الأدوية التي تزيد جفاف الفم سوءًا.[١٠]
- احرص على الإقلاع عن التدخين.[١٠]
- حافظ على نظافة فمك.[١٠]
دواعي مراجعة الطبيب
لا بد من مراجعة الطبيب أو طبيب الأسنان في الحالات التالية:[٥]
- وجود كتلة أو تورم مستمر في أي مكان في الرقبة، أو الفك، أو اللسان، أو الحنك، أو الخد.
- الشعور بألم مكان الكتلة.
- ظهور كتلة بالتزامن مع الشعور بالحمى والقشعريرة.
- صعوبة فتح الفم، أو التحدث، أو المضغ، أو البلع.
اقرأ أيضاً: تشخيص التهاب الغدد اللعابية.
المراجع
- ^ أ ب "Saliva & Salivary Gland Disorders", nidcr.nih, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Salivary Gland Disorders", enthealth, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Sialosis or Sialadenosis of the Salivary Glands"، medicine.uiowa، اطّلع عليه بتاريخ 3/7/2021. Edited.
- ↑ "Diseases of the salivary glands", amboss, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Salivary Gland Disorders", drugs, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ↑ "Salivary Gland Disorders", msdmanuals, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Salivary Gland Problems", webmd, Retrieved 17/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Salivary Gland Disease and Tumors", cedars-sinai, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ↑ "Salivary Gland Disorders", medlineplus, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "SALIVARY GLAND DISORDERS", sydneycentreent, Retrieved 3/7/2021. Edited.
- ↑ "Salivary Gland Disorders", patient, Retrieved 3/7/2021. Edited.