انحراف الوتيرة (بالإنجليزية: Deviated septum) هو إحدى الحالات التي تسبب أعراض مزعجة مثل جفاف الأنف والنزيف بسبب تأثيره في مجرى الهواء في الأنف، وأحياناً قد يسبب انسداد في جهة الأنف الضيقة، فما هي أسباب حدوث انحراف الوتيرة؟ وهل يحتاج إلى علاج؟[١]

ما المقصود بانحراف الوتيرة؟

بشكلٍ عام ينقسم التجويف الأنفي إلى ممرين أيمن وأيسر، يفصل بينهما ما يُعرف بالحاجز الأنفي (بالإنجليزيّة: Nasal septum) أو الوتيرة، حيثُ يتميز هذا الحاجز بأنّه صلب، وقابل للانحناء، ومغطى بطبقة من الجلد غنية بالأوعية الدموية، وتجدر الإشارة إلى أنّه في الوضع الطبيعي، يقع الحاجز الأنفي في المنتصف تمامًا، بحيث يكون الجانب الأيسر والأيمن من الأنف متساويين في الحجم، وبالرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى أنّ معظم الأشخاص يكون الحاجز الأنفي لديهم بعيدًا عن المنتصف قليلاً، وقد لا يلاحظ مُعظمهم ذلك أبدًا، كما يوجد العديد من الحالات الأخرى التي يكون فيها الحاجز بعيد عن المنتصف بشكلٍ كبير، وهذه هي الحالة التي تُعرف بانحراف الوتيرة.[١]


ما أسباب انحراف الوتيرة؟

في الحقيقة يُعزى حدوث انحراف الوتيرة إلى العديد من الأسباب، ويمكن بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل على النحو الآتي:[٢]


مضاعفات الولادة

قد ينجم انحراف الوتيرة في بعض الحالات أثناء نمو الجنين في الرحم، وعادةً ما يُصبح هذا الانحراف ملحوظًا عند الولادة أو في حال إصابة الطفل أثناء الولادة،[٢] وقد وجدت دراسة أُجريت في الهند عام 2012م، ونشرتها مجلة "The Indian Journal of Otolaryngology and Head & Neck Surgery"، أنّ مُعدل حالات انحراف الوتيرة بين حديثي الولادة بلغت 20%، حيثُ كانت هذه الحالات مرتبطة بمضاعفات الولادة، ووُجد أنّ الأطفال الأكبر حجماً أثناء الولادة وأولئك الذين عانوا من صعوبة في الولادة يكونون أكثر عُرضة لخطر الإصابة بانحراف الوتيرة،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض الحالات قد تنجم عن عوامل وراثية.[٤]


إصابات الأنف

إنّ التعرّض لصدمة أو إصابة في الأنف سواء لدى البالغين أو الأطفال قد يؤدي إلى تحريك الحاجز الأنفي من موضعه، وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بانحراف الوتيرة، حيثُ توجد مجموعة عديدة من الحوادث المحتملة التي يمكن أن تسبب حدوث إصابة في الأنف والتي في كثير من الأحيان لا يدرك الشخص تأثر أنفه نتيجتها، وهذه الحوادث تتضمن ما يلي:[٥]

  • حوادث السيارات.
  • ممارسة ألعاب رياضية تتطلب الاحتكاك الجسدي.
  • التعثر على الرصيف والاصطدام بشخص ما.
  • التعارك أو اللعب العنيف.


التقدّم في العمر

تجدر الإشارة إلى أنّ مدى انحراف الوتيرة قد يزداد أو يتغير بشكلٍ طبيعي مع تقدم الشخص في العمر،[٤] حيثُ يمكن أن تؤثر عملية الشيخوخة في انحراف الحاجز الأنفي وهياكل الأنف الأخرى بمرور الوقت، كما أنّها قد تجعل الحالة أسوأ.[٥]


بعض الحالات الصحيّة

يمكن أن يؤدي التهاب الأنف (بالإنجليزيّة: Rhinitis) أو التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزيّة: Rhinosinusitis) إلى زيادة تضيّق الممر الأنفي بسبب انحراف الوتيرة، مما يؤدي إلى انسداد الأنف.[٥]


هل يستحق انحراف الوتيرة العلاج؟

يُمكن القول إن حالات انحراف الوتيرة ذات الأعراض البسيطة وغير المزعجة والتي لا تؤثر في نوعية الحياة لا تحتاج في العادة إلى علاج، إذ يُمكن أنّ يكون العلاج في هذه الحالة مُضرًا أكثر مما هو مفيد.[٦]


كيف يمكن معرفة ما إذا كان الشخص مُصاباً بانحراف الوتيرة؟

عادةً ما يقوم الطبيب بتشخيص انحراف الوتيرة من خلال إجراء الفحص البدني، والذي ينطوي على استخدام منظار الأنف (بالإنجليزيّة: Nasal speculum)، وهو عبارة عن أداة تحتوي على ضوء ساطع، بحيث يساعد في فحص الجزء الداخلي من الأنف.[٧]


هل يمكن أن تسوء حالة انحراف الوتيرة بمرور الوقت؟

يُمكن أن يتفاقم انحراف الوتيرة بمرور الوقت في بعض الحالات، إذ إنّه لا يزول من تلقاء نفسه دون علاج، نظراً لذلك، من الضروري معالجة هذه الحالة في أسرع وقت ممكن، حيثُ يُمكن أن يؤدي عدم العلاج إلى العديد من المضاعفات، مثل: جفاف الفم، ومشاكل في النوم، والاحتقان، أو الشعور بالضغط في الممرات الأنفية.[٨]


هل يلزم إجراء عملية جراحية لإصلاح انحراف الوتيرة؟

بدايةً تنبغي مناقشة الطبيب حول الخيارات الأخرى غير الجراحية، ولكن في حال كان انحراف الوتيرة يُسبّب أعراضًا شديدة؛ كانسداد في أحد فتحتي الأنف أو كليهما، بحيث يصعب أو يستحيل التنفس من خلال الأنف، ففي هذه الحالة قد يكون الإجراء الجراحي هو الأنسب.[٩]


طرق الوقاية من انحراف الوتيرة

ليس من الممكن دائمًا منع الإصابات التي يمكن أن تؤدي إلى انحراف الوتيرة، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لحماية الوجه من التأثيرات التي قد تؤدي إلى الإصابة بانحراف الوتيرة، والتي تتضمن ما يلي:[١٠]

  • ارتداء حزام الأمان أثناء قيادة السيارة.
  • ارتداء ملابس واقية مناسبة أثناء ممارسة التمارين الرياضية التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.


دواعي مراجعة الطبيب

تنبغي مُراجعة الطبيب في الحالات التالية:[٢]

  • المُعاناة من انسداد في أحد فتحتي الأنف مع عدم الاستجابة للعلاج.
  • تكرار نزيف الأنف.
  • تكرار الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Deviated Septum", health.harvard, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Deviated septum", mayoclinic, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  3. ↑ "Prevalence of Nasal Septal Deviation in New-borns and Its Precipitating Factors: A Cross-Sectional Study", ncbi.nlm.nih, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What's to know about deviated septum?", medicalnewstoday, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "WHAT IS A DEVIATED NASAL SEPTUM? (SIGNS, SYMPTOMS, AND CAUSES)", houstonent, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  6. ↑ "If Symptoms Aren’t Bothersome, Deviated Septum Usually Doesn’t Require Treatment", newsnetwork.mayoclinic, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  7. ↑ "Deviated Septum", medicinenet, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  8. ↑ you have a deviated,pressure in your nasal passages. "Can a Deviated Septum Get Worse Over Time?", sinusandnasalspecialists, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  9. ↑ "Do I Need Surgery to Repair My Deviated Septum?", webmd, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  10. ↑ "Deviated Septum", healthgrades, Retrieved 19/6/2021. Edited.