ما هو التهاب العصب الدهليزي؟

التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular neuritis) هو التهاب عصب الأذن الداخلية الذي يُعرف بالعصب الدهليزيّ القوقعي (بالإنجليزيّة: vestibulocochlear nerve)، وهو العصب المسؤول عن إرسال معلومات التوازن وموضع الرأس من الأذن الداخلية إلى الدماغ، فيتسبب التهابه بظهور بعض الأعراض التي تتراوح في شدتها من الطفيفة إلى الشديدة، وتتضمن الدوار المفاجئ ومشاكل في التوازن، الأمر الذي قد يؤثر في قدرة الشخص على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.[١][٢]

أعراض التهاب العصب الدهليزي

يعد الشعور بالدوار العرض الرئيسي للإصابة بالتهاب العصب الدهليزي، والذي يبدأ بنوبة شديدة من الدوار تستمر لمدة 7-10 أيام، والدوار (بالإنجليزيّة: Vertigo) هو شعور الشخص وكأن الأشخاص والمحيط من حوله يدور، وقد يصفه البعض وكأنه شعور بالدوخة، وتجدر الإشارة إلى أنّ شدة الدوار تخف مع الوقت، فقد يتبع النوبة الأولى العديد من النوبات الأخف شدة لمدة عدة أسابيع، وقد يبقى الشخص يشعر ببعض من عدم الاتزان لعدة أشهر، ونذكر من الأعراض الأخرى المرافقة لنوبة الدوار:[٣]

  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الرأرأة (بالإنجليزيّة: Nystagmus)،[٣] وهو حركة العين بشكل سريع وغير مُسيطر عليه بحركة دائرية، أو من جانب لآخر، أو لأعلى وأسفل.[٤]




على عكس التهاب الأذن الداخلية، فإن الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي لا يرافقه حدوث ضعف السمع، أو سماع طنين بالأذن.



[٥]


أسباب التهاب العصب الدهليزي

تعد الإصابة بالالتهابات الفيروسية السبب الأكثر شيوعًا لحدوث التهاب العصب الدهليزي، ومن هذه الفيروسات: فيروس الإنفلونزا، وفيروسات الهربس (الفيروسات المُسبِّبة لجدري الماء، والحزام الناري، وتقرحات البرد)،[٦] بالإضافة إلى الفيروسات المُسبِّبة للحصبة، والتهاب الكبد، وغيرها، حيث تتطور الحالة ويصاب الشخص بالتهاب العصب الدّهليزي، وقد يصاب الشخص بفيروس يؤثر فقط في العصب الدهليزي القوقعي، أو الأنابيب المملوءة بالسوائل، والحويصلات المتواجدة في الأذن الدّاخلية،[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات غير الشائعة قد ينتج التهاب العصب الدهليزي عن الإصابة بالعدوى البكتيرية.[٨]


تشخيص التهاب العصب الدهليزي

يبدأ الطبيب عادة بالسؤال عن الأعراض المصاحبة للدوار، والأمراض التي يعاني منها المريض، والأدوية التي يتناولها، وذلك لاستبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى المُسبِّبة للأعراض نفسها، كبعض الاضطرابات العصبية، وأمراض القلب، والإصابات المباشرة على الرأس، أو قد يكون الشعور بالدوار نتيجة تناول المريض لبعض أنواع الأدوية، وغير ذلك،[٩] وقد يوصي الطبيب بعدها بإجراء الاختبارات الآتية:[١٠]

  • اختبارات السمع.
  • اختبارات التوازن.
  • اختبار لتحديد ما إذا كان هناك أي تلف في العصب الدهليزي.
  • اختبار اندفاع الرأس (بالإنجليزية: Head impulse test)، والذي يساعد على التحقق من مدى صعوبة التركيز على الأشياء أثناء حركة الرأس السريعة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وقد يطلبه الطبيب في حال استمرار الأعراض أكثر من بضعة أسابيع، أو في حال زيادتها سوءًا لاستبعاد بعض الأمراض المؤثرة في الدماغ، والتي قد تكون مُسبِّبة للشعور بالدوار، كالسكتة الدماغية والأورام.


علاج التهاب العصب الدهليزي

يُقسم علاج التهاب العصب الدهليزي عادة إلى عدة أجزاء، ويكون كالتالي:


العلاج الهادف للتخفيف من الأعراض

كما ذكرنا يصاب مريض التهاب العصب الدهليزي بالعديد من الأعراض، وعند حدوثه لأول مرة يجب التركيز على التخفيف من شدتها، ليتمكن المُصاب من ممارسة أنشطته اليومية، ويكون ذلك كالتالي:[١١]

  • أدوية لتقليل الغثيان، ومنها: أُوندانسيترون (Ondansetron)، من أسمائه التجارية: ®Zofran، وميتوكلوبراميد (Metoclopramide)، من أسمائه التجارية: ®Primperan، وفي حال لم تساعد الأدوية على التخلص من الغثيان والتقيؤ الشديدين، فمن الممكن إعطاء المريض سوائل وريدية لعلاج الجفاف، الأمر الذي قد يتطلب إقامته داخل المستشفى.
  • أدوية لتخفيف الدوخة: قد يوصي الطبيب باستخدام عدّة أنواع من هذه الأدوية معًا، ولكن لا يجوز استخدامها أكثر من 3 أيام، إذ إنها قد تبطئ من عملية التعافي لدى المريض، ومن هذه الأدوية ما يلي:
  • ميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine)، من أسمائه التجارية: ®Antivert.
  • ديازيبام (Diazepam)، من أسمائه التجارية: ®Valium.
  • بروميثازين هيدروكلوريد (Promethazine hydrochloride)، من أسمائه التجارية: ®Phenergen.
  • أدوية الكورتيزون: إذ يُعتقَد أنّها تساعد على تخفيف التهاب الأذن الداخلية، ومن الأمثلة عليها بريدنيزون (Prednisone)، ولكن لا يزال هذا الاستخدام محطّ جدل، ويحتاج إلى المزيد من الدراسات.


علاج الفيروس

من العلاجات التي تستخدم لالتهاب العصب الدهليزي في حال كان فيروس الهربس هو المسبب لها هو الأدوية المضادة للفيروسات مثل: الأسيكلوفير (Acyclovir)، ومن أسمائه التجارية: ®Medovir®، Zovirax وهنا يجب الانتباه إلى عدم وجود فائدة من استخدام المضادات الحيوية في أغلب حالات الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي، فالمضادات الحيوية تستخدم في حالات العدوى بكتيرية.[١٢]


برنامج إعادة تأهيل التوازن لالتهاب العصب الدهليزي

قد يوصي الطبيب المريض بالمشاركة بهذا البرنامج للعلاج الفيزيائي في حال استمرار مشاكل التوازن لأكثر من بضعة أسابيع، ويهدف هذا البرنامج لإعادة تدريب الدماغ على التكيف مع تغيرات التوازن ومشاكل العصب الدهليزي، وعادة يبدأ المعالج الفيزيائي المختص بتقييم جسم المريض، وإجراء فحص الساقين، والعيون، والأذنين للتحقق من وجود أي مشاكل فيها، ومدى توازن الساقين والجسم، وبعدها يضع المعالج الفيزيائي جدول تمارين خاصة للمريض لتساعده على استعادة التوازن.[١٣]


من التمارين التي يمكن ممارستها في المنزل الآتي:[١٤]

  • التمرين الأول: يمكن إجرائه بالخطوات الآتية:
  • الوقوف والأرجل متباعدة أكثر من مسافة الكتفين.
  • رفع إحدى اليدين بشكل مستقيم، وإمالة الرأس قليلًا للخلف حتى يتمكن الشخص من رؤية يده.
  • الانحناء عند الخصر، مع المحافظة على النظر إلى اليد المرتفعة.
  • مد اليد الأخرى لأسفل لملامسة الكاحل المعاكس.
  • تكرار جميع الخطوات على الجانب الآخر.
  • التمرين الثاني: ويكون ذلك كالآتي:
  • الوقوف بشكل مستقيم مع تقريب القدمين من بعضهما.
  • مد الذراعين للأمام لتحقيق التوازن، والاهتزاز ببطء إلى الخلف بالاستناد على الكعبين.
  • التقدم للأمام، وتحويل مركز ثقل الجسم على أصابع القدم.
  • تقويس الظهر قليلًا ودفع الوركين للأمام، مع ترك الذراعين مُعلّقتين من الجانبين.
  • تكرار ذلك عدة مرات.


هل يمكن أن يتكرر التهاب العصب الدهليزي؟

نعم، ولكن بنسبة ضئيلة فقط، فمعظم المرضى يتعافون منه تمامًا، ولا يواجهونه مرة أخرى.[١٣]


العيش مع التهاب العصب الدهليزي

قد يساعدك اتباع بعض التدابير على التخفيف من حدة الأعراض، وهي كما يلي:[١٥]

  • احصل على قسط كاف من الراحة عندما يكون الدوار في أسوأ مراحله، ففي هذه الحالة استلقِ وأغلق عينيك إلى حين زوال نوبة الدوار.
  • حافظ على النشاط البدني قدر الإمكان، فقد يساعد على التعافي بأسرع وقت.
  • أكثر من شرب السوائل والماء.
  • تجنب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة أثناء ظهور الأعراض.
  • ابتعد عن الأمور التي تفاقم الأعراض، بما فيها التعب، والإرهاق، وشرب الكحول.
  • تواصل مع الطبيب فور ازدياد الأعراض أو ظهور أعراض جديدة.


المراجع

  1. "Vestibular Neuritis", clevelandclinic, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  2. "What Is Vestibular Neuritis?", cornerstonephysio, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Vestibular Neuronitis", MSD MANUAL Consumer Version, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  4. "What Is Nystagmus?", American Academy of Ophthalmolog, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  5. "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  6. "Labyrinthitis and vestibular neuritis", betterhealth, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  7. "What Is Vestibular Neuritis? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  8. "Vestibular neuritis", Radiopaedia, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  9. "What is vestibular neuritis?", medicalnewstoday, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  10. "Vestibular Neuritis", clevelandclinic, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  11. "Vestibular neuritis", healthjade, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  12. "Vestibular Neuritis", clevelandclinic, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Vestibular Neuritis: Causes, Symptoms, Treatment, Balance Rehabilitation Program, How Long Does It Last?", epainassist, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  14. "What is vestibular neuritis?", medicalnewstoday, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  15. "Labyrinthitis and vestibular neuritis", bupa, Retrieved 1/6/2021. Edited.