تكلّس عظام الأذن الوسطى أو المعروف بتصلّب الأذن (Otosclerosis) هو سببٌ شائعٌ نسبيًّا لفقدان السمع في عمر الشّباب،[١] فما المقصود به؟



ما هو تكلس عظام الأذن الوسطى؟

هو حالة يتشكّل فيها عظم الأذن الوسطى بشكلٍ غير طبيعي، إذ سينمو عظم الرّكاب ويندمج مع العظام المحيطة في الأذن، الأمر الذي يؤدي إلى ثباته في مكانه وعدم اهتزازه، وبالتالي منع وصول الصّوت إلى الأذن الدّاخلية بالشّكل الصّحيح، وفقدان السّمع عند الشّباب، وهو خلافٌ للوضع الطّبيعي الذي يتمثّل بوجود 3 عُظيمات صغيرة داخل الأذن تهتزّ عند وصول الموجات الصوتية إليها، فتنقل العُظيمات هذه الموجات إلى الأذن الدّاخلية، والتي ستتحوّل بدورها إلى إشارات كهربائية تنتقل عبر العصب السّمعي إلى الدماغ.[١]


ما أسباب تكلس عظام الأذن الوسطى؟

ما زال السّبب الرئيس لتكلّس عظام الأذن الوسطى غير معروف حتى الآن،[٢] إلا أنّ الباحثين اقترحوا مجموعةً من العوامل التي تزيد احتمالية تكلّس عظام الأذن الوسطى، وهي:

  • العمر: يبدأ تكلّس عظام الأذن الوسطى في سنّ صغير، إذ تحدث الإصابة في الفئة العمرية ما بين 10 - 45 عامًا، ويُرجَّح أن تكون الإصابة في عمر العشرينيات، وتكون الأعراض أشدّ ما يمكن في عمر الثلاثينات.[٣]
  • الجينات: غالبًا ما يُصاب الشّخص بتكلّس عظام الأذن الوسطى لسببٍ وراثي، إذ إنّ نصف المُصابين تقريبًا هم أشخاصٌ لديهم جينٌ مرتبط بالمرض، إلا أن وجود الجين لا يعني بالضّرورة أن يُصاب حامله.[٣]
  • الحمل: يمكن أن تُصاب الحوامل خلال فترة حملهن بتكلّس عظام الأذن الوسطى.[٤]
  • العِرْق: يكون الأشخاص من العِرْق الأبيض أكثر عرضةً للإصابة بتكلّس عظام الأذن الوسطى.[٤]
  • الإصابة بمرض تكوّن العظم الناقص (Osteogenesis Imperfecta): يعاني المصاب بهذا الاضطراب الوراثي من هشاشة العظام بشكلٍ غير طبيعي، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بتكلّس عظام الأذن الوسطى.[٤]
  • شرب المياه غير المفلورة: هنالك أدلّة قليلة على أنّ شرب المياه التي لا تحتوي على الفلور يزيد احتمالية الإصابة بتكلّس عظام الأذن الوسطى.[٥]
  • فيروس الحصبة: تشير بعض الأدلّة على أنّ بعض الفيروسات تزيد من خطر الإصابة بتكلّس عظام الأذن الوسطى، بالأخصّ فيروس الحصبة.[٥]


ما أعراض تكلّس عظام الأذن الوسطى؟

يؤدي تكلس عظام الأذن الوسطى إلى فقدان السّمع، والذي يزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولكنه لا يسبب الصّمم الكامل،[٦] وتتسمّ الأعراض بما يلي:

  • فقدان السمع التّدريجي: يبدأ في إحدى الأذنين ومن ثم ينتقل إلى الأخرى، بحيث يشعر المُصاب بأنّه غير قادرٍ على سماع الأصوات المنخفضة أو الهمس.[٧]
  • أعراض أخرى: كالدوخة، أو مشاكل في التوازن، وحدوث طنين الأذن، فطنين الأذن عبارة عن رنين أو أزيز أوهسهسة في الأذن أو الرأس يرافقه فقدان السّمع أحيانًا.[٧]


كيف يُشخَّص تكلس عظام الأذن الوسطى؟

يبدأ تشخيص الحالة عند استبعاد الأمراض والمشاكل الصّحية التي تسبب أعراض تكلّس عظام الأذن الوسطى،[٧] بعدها يكون التشخيص من خلال الفحوصات التّالية:[٨]

  • اختبار السمع (قياس السمع): وذلك لتحديد مدى فقدان السّمع.
  • أخذ صورة للعظم الصدغي: باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan)، لمعرفة ما إنْ كان هناك أسباب أخرى لفقدان السمع.


علاج تكلس عظام الأذن الوسطى

تضم خيارات علاج تصلب الأذن الوسطى ما يلي:

  • المراقبة والملاحظة: هي أولى الخيارات الرئيسية وذلك من خلال إجراء اختبارات السّمع بانتظام، وذلك عندما يكون فقدان السمع خفيفًا، إذ يُوصَى بمراقبة الحالة وانتظام تكرار اختبار السمع.[٩]
  • الأدوية: يُشار إلى أنّ تناول مكمّلات الكالسيوم وفيتامين (د) والفلورايد قد يُؤخِّر تطوّر الحالة، ولكن هذا العلاج بحاجة للمزيد من البحوث لإثبات فعاليته.[٤]
  • أجهزة السمع: في حالات تقدّم المرض وزيادة حدّة ضعف السّمع، فقد تكون هذه الأجهزة الدّاعمة مفيدة وتُحدِث فرقًا كبيرًا، إلا أنه في الحالات الشّديدة من فقدان السمع فقد لا تفيد كثيرًا.[٥]
  • الجراحة: عندما يتفاقم فقدان السمع ويصبح خطيرًا فقد يلجأ الطبيب إلى تدخّلٍ جراحي من أجل استئصال عظم الركاب، أو استئصال جزءٍ منه، واستبداله بعظمٍ اصطناعي تعويضي يسمح لعظام الأذن الوسطى بالاهتزاز مجددًا، وانتقال الموجات الصّوتية إلى الأذن الداخلية، وتحسين القدرة على السّمع.[٩]




وفقًا لآراء بعض الأطباء فإن تناول حبوب منع الحمل أو الخضوع للعلاج الهرموني يمكن أن يزيد من سوء حالة تكلّس عظام الأذن الوسطى، وعليه إن كنتِ تتبعين مثل هذه العلاجات فيجب أن تناقشي الإيجابيات والسلبيات النّاتجة عنها مع طبيبكِ.



[٥]


دواعي مراجعة الطبيب بعد العملية الجراحية

كأيّ عمليةٍ جراحية فإن المريض يكون معرّض لخطر حدوث بعض المضاعفات، وفي حال حدوث أيّ منها يجب استشارة الطّبيب فورًا:[٦]

  • تفاقم ضعف السمع بعد العملية.
  • اختلاف في حاسة التّذوق.
  • الإصابة بطنين الأذن أو زيادته.
  • الدوخة أو الدوار.
  • ضعفٌ في عضلات الوجه.


المراجع

  1. ^ أ ب "Otosclerosis", nhs, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  2. "Otosclerosis", medlineplus, 2/11/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Camille Noe Pagan (30/9/2020), "Otosclerosis", webmd, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Ears - otosclerosis", betterhealth, 7/2/2019, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Jan Sambrook (10/5/2017), "Otosclerosis", patient, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Otosclerosis", healthdirect, 1/4/2021, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Otosclerosis", nidcd, 17/7/2018, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  8. Josef Shargorodsky (13/4/2020), "Otosclerosis", pennmedicine, Retrieved 22/11/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Otosclerosis", enthealth, 1/7/2019, Retrieved 22/11/2021. Edited.