ترقيع طبلة الأُذن

عمليّة رأب طبلة الأذن أو ترقيع غشاء طبلة الأُذن إجراء جراحيّ يتم إصلاح ثقب طبلة الأذن من خِلاله، وتُجرى هذه العمليّة في المُستشفى تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي، ويشيع إجراء هذه للأطفال، ولكن قد يحتاج البالغون في بعض الحالات إلى هذا الإجراء أيضًا،[١] ومن الجدير بالقول أنّ هذه العمليّة تتضمّن إجراء رقعة نسيجية للمساعدة على سد ثقب طبلة الأذن، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يُمكن إصلاح عظام السمع في الأذن الوسطى كذلك خلال هذه العمليّة.[٢]

دواعي إجراء العمليّة

يُجري الأطباء جراحة ترقيع طبلة الأذن عندما تحتوي طبلة الأذن أو الغشاء الطبلي على ثقب لا يُمكن أن يغلق من تلقاء نفسه، والهدف من إجراء هذه العمليّة هو تحسين السمع ومنع دخول الماء إلى الأذن الوسطى، إذ يُمكن أن تحدُث ثُقوب طبلة الأذن لعدّة أسباب، من أبرزها:[٣]

  • التهابات الأُذن.
  • استخدام أعواد تنظيف الأُذن القُطنيّة.
  • الورم الكوليستيرولي (بالإنجليزية: Cholesteatoma)، وهو ورم داخل طبلة الأذن أو خلفها.


التحضير للعملية

قبل إجراء عملية ترقيع طبلة الأذن يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:

  • التأكد من خلو الأذن من أي نوع من التهابات الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) في الموعد المحدد لإجراء الجراحة، وذلك لأن الالتهابات قد تُصعّب إجراء العمليّة.[٤]
  • الالتزام في حال طلب الطبيب من المصاب تناول بعض الأدوية قبل إجراء العملية، للحصول على أفضل النتائج.[٤]
  • الخُضوع لفحص السّمع، إذ غالبًا ما يتم إجراء فحص للسمع؛ وذلك للتأكد من عدم وجود ضعف فيه، إذ يجب تسريع إجراء العمليّة في حال وُجود علامات تدل على ضعف السمع.[٤]
  • فحص طبلة الأذن قبل الجراحة، بواسطة مجهر جراحي مخصص لهذه الأمور.[٤]
  • الامتناع عن تناول الأطعمة الصّلبة، والسوائل غير الصافية بعد منتصف الليل من ليلة إجراء العملية، والامتناع التام عن تناول الطعام والشراب قبل ساعتين من إجرائها.[٥]


كيفيّة إجراء العمليّة

يُجرى ترقيع طبلة الأُذن بطريقتين، وفيما يأتي توضيح لذلك:


رقْع طبلة الأُذن - Tympanoplasty

هذا الإجراء هو الأكثر شيوعًا، والأطول مدة، والهدف منه إصلاح الثقب الحاصل في طبلة الأذن،[٦] وفيما يأتي توضيح لأبرز المعلومات حول هذا الإجراء:

  • مُدّة إجراء العمليّة تتراوح ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين.[٣]
  • تُجرى هذه العملية تحت تأثير البنج العام.[٧]
  • يتمكن الطبيب من خلال هذه العملية، من الدخول إلى الأذن الداخلية، إمّا عن طريق قناة الأذن، أو بواسطة إحداث شق من خلف الأذن.[٧]
  • تُنفذ هذه العملية باستخدام المجهر الجراحي الذي تكمن وظيفته في تكبير منظر هياكل الأذن، مما يُعطي الجراح صورة تفصيلية عن الأذن.[٨]
  • يضع الطّبيب أثناء هذه العمليّة الطُّعم اللّفافي (بالإنجليزية: Fascia graft) الذي يُصنع من الغضروف، في مكان الثقب.[٧]
  • يُثبّت الطّبيب هذا الطُعم في مكانه بواسطة حشوة، توضع في الأذن الوسطى، ومن فوقها الطعم، وتمتاز هذه الحشوة بصغر حجمها، وتترك في الأذن من قبل الجراح المختص، وتتكون من مادة تذوب ببطء في فترة زمنية تبلغ من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وفي أثناء هذا الوقت تتمكن الطبلة من الالتئام.[٧][٥]
  • غالبًا ما يكون هُناك خيطين أو ثلاثة خيوط قابلة للذوبان، وتقع خلف الأذن، ولا يوجد داعٍ للقلق لأن عملية الشّفاء تتم بشكل تلقائي.[٩]


رأب طبلة الأُذن - Myringoplasty

هذه العمليّة من أبسط أنواع العمليات التي تجرى لإصلاح الثقب الموجود في الأذن،[٦] وخلال هذه العمليّة يُغطّى الثقب الحاصل في طبلة الأذن، بمادة تكمن وظيفتها بإغلاق الثقب بوضع مؤقت، مما يحفز من عملية الشفاء التلقائي الطبيعي،[٦] وقد تتنوع طبيعة المادة المستخدمة في هذه العملية، فقد تكون قطعة صغيرة من الورق، أو قطعة من الجيلاتين (وهي المادة الأكثر تفضيلًا)، أو حتى قطعة صغيرة من الدهون التي تؤخذ من شحمة الأذن،[٦] وعادةً ما تستغرق هذه العملية القليل من الوقت، وتتراوح المدة ما بين 5 - 10 دقائق؛ لذا فهي تُعدّ مناسبةً للثقوب الصغيرة نسبيًا.[٦]


ما بعد العملية

تشمل التعليمات والإرشادات التي يوصي بها الطبيب بعد خروج الشخص من المستشفى على ما يلي:


التعليمات

يجب عدم الضغط أو النفث من الأنف، أو السعال بشكل مفرط، ويجدر التنبيه هنا لضرورة إبقاء الفم مفتوحًا أثناء العطس، لمدة تستغرق الأسبوعين بعد إجراء الجراحة،[١٠] بالإضافة لكُل من:

  • تجنب ممارسة التمارين الشاقة، أو العزف على الآلات الموسيقية التي تحتاج إلى النفخ فيها مثل البوق، والكلارينيت، والساكسفون، وذلك لمدة شهرٍ على الأقل من الجراحة.[١٠]
  • تجنّب السباحة، والغوص، ورياضة التزلج على الماء، لفترة من الوقت تبلغ الشهرين من وقت الجراحة.[١٠]
  • عدم الانحناء ورفع الأشياء الثقيلة لمدة أسبوعين على الأقل بعد الجراحة.[١٠]
  • الاستحمام وغسل الشعر بعد 3 أيام من الجراحة، مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام سدادات الأذن، أو الكرات القطنية المغموسة بالفازلين في تلك الأثناء.[١٠]
  • تجنب الذهاب للأماكن المكتظة، وعدم مخالطة الأشخاص المرضى لمدة شهر على الأقل بعد الجراحة؛ منعًا من الإصابة بالعدوى، لأن ذلك قد يصل إلى الأذن مما يؤخر من عملية الشفاء.[١٠]
  • رفع رأس السرير عند النوم.[٧]


العناية بالجرح

ويكون ذلك على النحو الآتي:[١١]

  • إزالة الضمادة المتواجدة على مكان الجرح بعد يوم أو يومين من الجراحة، أو بحسب التعليمات الصادرة عن الطبيب؛ وذلك في حال وجودها.
  • ترك الشريط اللاصق الموجود على الجرح خلف الأذن في حال وجوده، لمدة أسبوع أو حتى يسقط من تلقاء نفسه.
  • غسل المنطقة يوميًا باستخدام الماء الدافئ والصابون، ثم تترك لتجف، مع مراعاة عدم استخدام الكحول؛ لأنه قد يؤدي إلى تأخير عملية الشفاء.
  • تغطية منطقة الجرح باستخدام الشاش في حال كانت تذرف بعض السوائل، مع الحرص على تغييرها بشكل يومي.
  • المحافظة على نظافة منطقة الجرح، وإبقائها جافة.


الآثار الجانبية للعمليّة

قد يحدث أن تظهر بعض الآثار الجانبية بعد إجراء العمليّة، والتي تُعدُّ من الأمور الطبيعية، وتشمل هذه الأعراض التالية:[٥]

  • خُروج بعض الإفرازات الدموية، أو حدوث تصريف للسوائل من قناة الأذن، وذلك لبضعة أيام بعد الجراحة.
  • الشعور بألم خفيف في الأذن.




عادةً ما تتحسن الأعراض وتختفي خلال الأيام الثلاثة الأولى، أو قد تتأخّر قليلًا لليوم الخامس من إجراء الجراحة، كما قد يوصي الطّبيب بتناول بعض المسكنات للسيطرة على الألم، ويجب الالتزام بالتعليمات الصادرة من قبل الطبيب حول ذلك.




التعافي من العمليّة

عادةً ما تستغرق فترة التعافي من عملية ترقيع طبلة الأذن من شهرين إلى ثلاثة أشهر، للوصول إلى الشفاء التام، وخلال هذه الفترة يستعيد الشّخص حاسة السمع بالتدريج عند بدء ذوبان المادة التي تم حشوها بشكل كامل، كما يتم التحقق من السمع من قبل الطبيب بواسطة إجراء اختبار كامل للسمع، بعد انقضاء حوالي 8 - 12 أسبوعًا من الجراحة،[١] ويمكن للمصاب في الغالبية العظمى من الحالات العودة لممارسة أنشطته بشكل طبيعي بعد يوم إلى يومين بعد الجراحة.[٣]


مخاطر العمليّة

إن فرصة حدوث نزيف، أو إصابةٍ بالعدوى من عملية ترقيع الطبلة تكون ضئيلة جدًا بشكل عام، وعلى الرغم من ذلك قد تحدث بعض المخاطر الأخرى والتي تشمل ما يلي:[٣]

  • فشل الحشوة الموضوعة.
  • عدم تحسن حاسة السمع، بل من الممكن أن تزداد سوءًا.
  • الشعور بطنين في الأذن.
  • الشّعور بطعم غريب في الفم.
  • الإحساس بالدوخة.


مراجعة الطبيب

يمكن مُراجعة الطبيب بعد العمليّة إذا ظهرت الأعراض التالية:[٢]

  • حدوث نزيف مستمر، والذي يبلل ما مقداره 6 من ضمادات الشاش أو الكرات القطنية خلال ساعة واحدة.
  • الإصابة بالحمى.
  • الشعور بشكل مفاجئ بالدوار الشديد.
  • الإصابة بضعف حاد في السمع.
  • حدوث زيادة في التورم، والاحمرار، والألم، أو في الإفرازات الناجمة عن الجرح.


المراجع

  1. ^ أ ب Anastasia Climan, "Tympanoplasty Surgery: Everything You Need to Know", verywellhealth, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Tympanoplasty", assets.ctfassets, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Tympanoplasty", kidshealth, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Tympanoplasty – Repair of Perforated Ear Drum", mpenta, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Tympanoplasty / Paper Patch Myringoplasty", chp, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Recommendations for tympanoplasty in children", childrensmn, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Tympanoplasty", mercy, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  8. "Tympanoplasty Surgery", earsurgery, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  9. "Tympanoplasty", sunnybrook, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح Jasmine Shaikh, "Is A Tympanoplasty Painful?", medicinenet, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  11. " Tympanoplasty: What to Expect at Home", myhealth.alberta, Retrieved 6/7/2021. Edited.