التهاب العصب البلعومي اللساني (التهاب عصب الحلق)

التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ

التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ (Glossopharyngeal neuralgia)، أو ما يُعرف بالتهاب عصب الحلق، هو عبارة عن متلازمة نادرة الحدوث تسبب الشُّعور بألم حادّ، نتيجة حدوث خلل في وظيفة العصب البلعوميّ اللّسانيّ الذي يقع في الرقبة، والذي يساعد على تحريك عضلات الحلق، ويجدر بالذكر أنَّ الألم يحدث في أكثر من منطقة بحيث يشمل مؤخِّرة الحلق، واللِّسان، واللُّوزتين، وكذلك الأذن الوسطى، وقد يستمر هذا الألم لفترة قصيرة تتراوح من عدَّة ثوانٍ إلى دقائق، ومن الممكن أن يتكرّر الشعور بالألم أكثر من مرَّة في اليوم الواحد، كما يمكن أن تحدث نوبة الألم لمرَّة واحدة خلال عدَّة أسابيع.^[١]

أعراض التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ

كما ذكر سابقاً يسبِّب التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ بشكل أساسيّ الشعور بألم على شكل نوبات متكرَّرة، والذي يمكن أن يحدث خلال أيّ وقت من اليوم، وقد يصاحب هذا الألم ظهور أعراض أخرى مثل: السُّعال أو بحَّة في الصَّوت، ويمكن أن تؤثّر عوامل معيَّنة في ظهور الألم، مثل البلع، أو المضغ، أو السُّعال، أو العطس، أو التَّحدُّث، أو الضحك، وتتضمن طبيعة الألم ما يلي:^[٢][٣]

• يصيب جانبًا واحدًا من الحلق.
• يستمرّ من عدَّة أيّام إلى أسابيع، تليها فترة شفاء قد تستغرق من عدَّة أشهر إلى سنوات.
• يتكرَّر بشكل مستمرّ مع مرور الوقت.
• يسبّب الألم صعوبة في التَّحدُّث والبلع.

^[٤][٥]

أسباب التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ

في الحقيقة، لا تزال الأسباب التي تؤدّي إلى التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ غير معروفة حتى الآن، لكن يمكن تفسير الإصابة به بإحدى الأسباب التَّالية:^[٦][٧]

• تعرّض العصب البلعوميّ اللّسانيّ إلى الضَّغط نتيجة وجود شريان بموقع غير مناسب.
• استطالة عظمة ما في الرّقبة بالقرب من العصب البلعومي اللساني، وتعرف هذه الحالة بمتلازمة إيغل (Eagle syndrome).
• تعرّض العصب إلى صدمة معيَّنة، مثل جرح ما أو عمليَّة جراحيَّة.
• الإصابة بالعدوى.
• تضرّر في الأوعية الدَّمويَّة المحيطة بالعصب.

هل يعدّ التهاب العصب البلعوميّ اللّساني مرضًا شائعًا؟

كما ذكر سابقاً يعدّ التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ متلازمة نادرة وغير شائعة، ويمكن أن تظهر في أي عمر، لكنها في الغالب تصيب البالغين، كما أنَّها قد تصيب كلا الجنسين، وتؤثر في معظم الحالات في الرجال بشكلٍ أكبر مقارنةً بالنساء.^[٧]

هل يعدّ التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ مرض وراثيّ؟

لا يعدّ التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ مرضًا وراثيًّا، فهوَّ عبارة عن متلازمة قد تصيب فردًا واحدًا من بين جميع أفراد العائلة، لكن في حالة انتقال سبب إضطراب العصب عن طريق الوراثة، فيمكن عندها أن نجد أكثر من فرد ضمن العائلة الواحدة مصابًا بالتهاب عصب الحلق.^[٢]

تشخيص التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ

يعّد التشخيص الصحيح للشخص المُصاب بالتهاب العصب البلعومي اللساني أمراً مهماً جداً؛ وذلك للتَّأكّد من إصابته بالمرض، بالإضافة إلى التَّأكّد من عدم وجود أي سبب أو ضرر آخر لدى المريض، ويتمّ تشخيص المريض بالتهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ بإحدى الطُّرق التّالية:^[٨][٦]

• التَّصوير بالرنين المغناطيسيّ (MRI).
• فحص مؤخّرة الحلق، حيثُ يقوم الطَّبيب بلمس مؤخّرة الحلق بواسطة أداة تعمل كمسحة لها طرف قطنيّ، وإذا شعر المريض بألم؛ يضع الطَّبيب مخدّر موضعيّ، وفي حال اختفى الألم يكون من المحتمل عندها تشخيص الفرد بالتهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ.^[٩]

علاج التهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ

يوجد العديد من العلاجات التي يمكن اللجوء إلى اتباع إحداها لعلاج المريض المصاب بالتهاب العصب البلعوميّ اللّسانيّ، والتي تهدف جميعها إلى التَّحكم بالألم الناتج عن التهاب العصب، وتشمل العلاجات ما يلي:^[١٠]

• الأدوية: قد يصف الطَّبيب إحدى أنواع الأدوية التي تعطي فعالية كبيرة في تخفيف الألم، مثل مضادّات الصرع أو مضادّات الاكتئاب.
• العمليات الجراحيَّة: وتعدّ حلًّا مثاليًّا وفعالًّا عند مواجهة صعوبة في التَّحكم بالألم الحاد الذي يشعر به المريض، حيث تهدف هذه العمليات إلى تخفيف الضَّغط على العصب أو التَّخلُّص من مصدر الألم الأساسي بشكل فوري.^[١١][١٢]
• التخدير: يمكن حقن العصب المسبب للألم وإغلاقه، أو تطبيق المخدر بشكل موضعيّ على مكان ظهور الألم، مثل: منطقة مؤخّرة الحلق.^[٧]