هل يعاني طفلك من ضعف في السمع، أو التهاب الأذن بشكل مستمر أو متكرر؟ قد يوصي الطبيب في بعض هذه الحالات بوضع أنابيب عبر طبلة الأذن،[١] فما هي أنابيب للأذن؟ وما هي دواعي إجراؤها؟


ما هي عملية أنابيب الأذن؟

عملية أنابيب الأذن أو أنابيب التهوية هي تدخل جراحي يتضمن وضع أنابيب صغيرة بلاستيكية أو معدنية مجوفة عبر غشاء طبلة الأذن،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية أنابيب الأذن من أكثر العمليات الجراحية التي يجريها الأطفال شيوعًا، كما قد يوصي بها الأطباء أحيانًا للبالغين، وتجدر الإشارة إلى أنّ وجود أنابيب التهوية في الأذن أمرًا مؤقتاً؛ حيث تخرج هذه الأنابيب من الأذن من تلقاء نفسها وبشكل طبيعي مع نمو أذن الطفل بعد 6-18 شهراً من وضعها.[٣][٤]


لماذا تجرى عملية أنابيب الأذن؟

تُجرى عملية أنابيب الأذن للتخلُّص من السوائل المتراكمة داخل الأذن الوسطى، أو لمنع تراكمها،[٢] إذ تسمح هذه الأنابيب بتدفق الهواء من وإلى الأذن الوسطى، وهذا يساعد على موازنة الضغط فيها، ممّا يمنع تراكم السوائل داخلها،[٤] حيث إن غالبية الحالات التي يوصي بها الأطباء بإجراء مثل هذا النوع من الجراحات ترتبط بعاملين رئيسيين هما: التهاب الأذن الوسطى وتراكم السوائل فيها،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال تُركِت هذه دون علاج قد تتسبب بمضاعفات أكبر مثل فقدان السمع أو صعوبات الكلام،[٣] ويمكن تفصيل أبرز الحالات التي قد يوصي بها الطبيب بإجراء عملية أنابيب الأذن كالآتي:

  • الإصابة المتكررة بالتهاب الأذن الوسطى:[٣] فقد يوصي الطبيب بالجراحة في حال إصابة الطفل بالعدوى 3 مرات أو أكثر خلال 6 أشهر، أو 4 مرات أو أكثر خلال عام واحد.[٢]
  • تراكم السوائل في الأذن الوسطى لمدة 3 أشهر أو أكثر مع انخفاض القدرة على السمع:[٤] خاصةً إن كان يؤثر في قدرة الطفل على الكلام، أو كان يُسبِّب له مشاكل في التعلُّم والسلوك داخل المدرسة، ويحدث هذا عادةً نتيجة بقاء السوائل المتراكمة في الأذن الوسطى بعد التعافي من العدوى فيها، فتبقى السوائل في الأذن، دون أن تظهر العلامات الأخرى للعدوى كالألم والحمى.[٥]
  • الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المزمن الذي لا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية: فيوصي الطبيب بهذه الجراحة للتخلُّص من السوائل المتراكمة داخل الأذن، كما تسمح هذه الأنابيب بوضع قطرات المضادات الحيوية داخل الأذن الوسطى مباشرةً.[٥]
  • تمزق طبلة الأذن وخروج الإفرازات من الأذن باستمرار: الأمر الذي قد ينتج عن عدوى الأذن الوسطى، أو التعرُّض لإصابة مباشرة عليها، أو غير ذلك من مُسبِّبات حدوث التهاب مزمن فيها.[٢]
  • انكماش طبلة الأذن والتصاقها بعظيمات الأذن الوسطى: يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على هذه العظيمات التي تساهم بنقل الصوت، وقد يؤدي إلى تآكلها وتراجع حاسة السمع، وفي الحقيقة يحدث هذا الانكماش نتيجة الانخفاض المستمر للضغط داخل الأذن الوسطى مقارنة بالضغط خارجها، الأمر الذي قد ينتج عن تراكم السوائل في الأذن، أو إصابتها بالعدوى باستمرار، أو غير ذلك.[٤][٦]
  • وجود تشوه أو شكل غير طبيعي في شكل الأذن أو الفم.[٧]
  • التعرض لإصابات جسدية مباشرة على الأذن.[٧]




لا يُعدّ إجراء عملية أنابيب الأذن الخيار الأوّل لعلاج جميع حالات الإصابة بعدوى الأذن الوسطى، أو تراكم السوائل فيها، ففي غالب الحالات يعد العلاج بأدوية المضادات الحيوية الخيار الأنسب، وعندها لا داعي للتعرَُّض للجراحة.


[٨]


مخاطر عملية أنابيب الأذن

تتميز عملية أنابيب الأذن بأنها آمنة نسبيًّا، ولكن كغيرها من العمليات قد تنطوي على بعض المضاعفات والمخاطر المحتملة، وتشمل هذه المخاطر ما يأتي:[٩]

  • النزيف.
  • الإصابة بالعدوى.
  • خروج سوائل وإفرازات من الأذن بشكل مستمر.
  • انسداد أنابيب الأذن نتيجة تراكم الدم، أو المخاط، أو الإفرازات الأخرى بها.
  • ضعف طبلة الأذن أو ظهور الندب عليها.
  • خروج الأنابيب من الأذن قبل الموعد المحتمل، أو استمرار وجودها لفترة طويلة.
  • عدم التئام طبلة الأذن بعد خروج الأنبوب أو إزالته.
  • المخاطر المرتبطة بالتخدير كصعوبة التنفس.[٧]
  • نمو كتلة غير طبيعية وزوائد لحمية داخل الأذن، ويحدث ذلك غالباً بسبب عدم المتابعة مع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بشكل منتظم.[١٠]


كيفية الاستعداد لإدخال أنبوب الأذن؟

يوجد العديد من الإجراءات والتدابير التي ينبغي القيام بها للتحضير لإجراء عملية أنابيب الأذن، وهي كالآتي:[١]

  • الالتزام بتعليمات الطبيب حول التوقف عن تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية قبل العملية أو الاستمرار عليها كالمعتاد.
  • الحرص على إعلام الطبيب في حال وجود حساسية لدى المريض.
  • تفسير وشرح الأهل ضرورة إجراء الجراحة لطفلهم المُصاب، بأنّها ستساعده على السمع بشكل أفضل وتقلِّل من الشعور بالانزعاج داخل أذنيه، والتأكيد على أنّه سيكون نائمًا ولن يشعر بأي ألم خلال العملية، كما يمكن إحضار لعبته المفضلة إلى المستشفى.[٩]
  • الاستعلام من الطبيب عن عدد ساعات الصيام قبل الإجراء، وغالبًا يُوصَى بعدم تناول الطعام والشراب من منتصف الليلة السابقة للعملية،[١] أي حوالي 6-12 ساعة قبل الجراحة، بما في ذلك ضرورة تجنب شرب الماء أو مضغ العلكة.[١١]
  • التواصل مع الطبيب على الفور في حال الإصابة بالحمّى أو المرض قبل اليوم السابق للجراحة، لمعرفة ما إذا كان من الآمن الخضوع للجراحة كما هو مخطط.[١١]
  • الحضور إلى المستشفى قبل وقت الجراحة بوقت كافٍ.[١١]

ما يُمكن توقعه أثناء الإجراء

تستغرق الجراحة حوالي 15 دقيقة عادةً،[٢] حيث يبدأ الطبيب بتخدير المريض، وعادة تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير العام للأطفال، ولكن من الممكن استخدام تخدير موضعي للبالغين أو الأطفال الأكبر سنًا،[١٢] وتسير مجريات عملية وضع الأنابيب في الأذن على النحو الآتي:[١٣]

  • إحداث شق صغير في طبلة الأذن، باستخدام مجهر جراحي، ومن الجدير بالعلم أنّه لن يكون هناك أية غرز خارجية أو حتى شقوق ظاهرة، حيث يتم إدخال الأدوات عبر قناة الأذن الخارجية.
  • شفط السوائل من الأذن.
  • إدخال الأنبوب في طبلة الأذن مكان الشق.

في الحقيقة قد يوصي الطبيب المختص في بعض الحالات بإزالة لحمية الأنف خلال عملية وضع أنابيب الأذن، وهي النسيج الليمفاوي الموجود خلف الأنف مباشرةً في الجزء العلوي من الحلق، والذي يُسبِّب تضخمه انسداد قناة أوستاكيوس (القناة الواصلة بين الأذن الوسطى ومؤخرة الأنف، والتي تسمح بموازنة الضغطفي الأذن الوسطى وتصريف السوائل منها طبيعيًا)، ويُجرى ذلك غالبًا للأشخاص الذين يعانون من تراكم السوائل باستمرار داخل الأذن، والذين تجاوزوا عمر 4 سنوات، أو يحتاجون إلى وضع أنابيب تهوية في الأذن بشكل متكرر.[١٢][١]


ما يتوقع بعد الجراحة

يخضع المريض بعد الانتهاء من عملية وضع أنابيب الأذن إلى المراقبة داخل غرفة الإنعاش للاطمئنان على صحته وتعافيه،[١٢] وغالبًا يمكنه العودة إلى منزله بعد ساعات قليلة من إجراء الجراحة، كما يستطيع غالبًا العودة لممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي خلال 24 ساعة بعد إجراء العملية،[٢] وعادةً يحدث الآتي بعد الجراحة:[١٤]

  • تعبئة أذن المريض بالقطن؛ للتخلص من أي سوائل إضافية موجودة، ويكون هذا فور الانتهاء من العملية.
  • إجراء مخطط سمعي بعد تجفيف الأذنين للتحقق من فعالية العملية، ويكون هذا في حال أُجريت عملية أنابيب الأذن بسبب ضعف السمع.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب حول أخذ قطرات الأذن التي قد يصفها، فقد يصف الطبيب قطرات تحتوي على المضادات الحيوية، ولا بد من الالتزام بأخذها لكامل المدة التي يصفها الطبيب، حتى لو شعر المريض بالتحسُّن قبل ذلك.
  • البدء بتناول الطعام ببطء وبكميات بسيطة بعد العملية، إذ قد يعاني المُصاب من الشعور بالغثيان والتقيؤ بعد الجراحة، وفي حال استمرار التقيؤ يمكن استشارة الطبيب حول الحاجة لتناول الأدوية.[١٥]
  • استشارة الطبيب حول أخذ مسكنات الألم كالباراسيتامول (Paracetamol) أو الآيبوبروفين (Ibuprofen)، فقد يشعر المُصاب بألم خفيف في الأذن لعدة أيام بعد الجراحة.[١٦]
  • تجنب دخول الماء إلى الأذن خاصةً خلال الأسبوع الأول الذي يلي الجراحة، والالتزام بتعليمات الطبيب حول ذلك.[١٦]
  • تحديد مواعيد المتابعة مع الطبيب التي تكون في غضون 2-4 أسابيع من الجراحة، للتحقق من مكان الأنابيب ووظيفتها.[١٦]



غالبًا يظهر التحسن في السمع فور إجراء الجراحة في حال كان المُسبب وجود سوائل في الأذن، ولكن من الممكن أن يظهر التحسن بعد حوالي عدة أسابيع أو أشهر في حال كان الطفل المُصاب يُعاني من مشاكل في الكلام، أو التعلم، أو اضطرابات في التوازن.


[١٧]


دواعي مراجعة الطبيب

تجب مراجعة الطبيب فور حدوث أي من الحالات الآتية:[١٦]

  • الحمى.
  • حدوث نزيف شديد.
  • ظهور إفرازات من الأذن ذات لون أو رائحة غير طبيعية،[١٦] كإفرازات صفراء أو بنية، أو مصحوبة بخروج الدم، خاصةً في حال استمرارها لأكثر من أسبوع.[٥]
  • الشعور بألم مستمر في الأذن.[٥]
  • حدوث مشاكل في السمع.[٥]
  • حدوث مشاكل في التوازن.[٥]













المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "ear tube insertion"، stanfordchildrens، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Ear tubes", mayoclinic, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Ear Tubes", clevelandclinic, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Ear Tubes", chop, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Ear Tube"، mymlc، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. Edited.
  6. "Retracted Ear Drum Overview and Treatment", verywell health, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Ear Tube Insertion", hopkinsmedicine, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  8. "Ear Tubes", chop, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Ear tubes", St. Clair Health, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  10. "Ear Tubes", emedicinehealth, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Ear Tubes (Myringotomy & Tympanostomy Tubes)", medicinenet, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Ear Tubes", enthealth, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  13. "Ear Tubes (Myringotomy & Tympanostomy Tubes)", medicinenet, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  14. "Ear Tube Placement Surgery in Adults: Everything You Need to Know", verywellhealth, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  15. "Ear Tubes (Myringotomy & Tympanostomy Tubes)", medicinenet, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث ج "Ear Tube Placement Surgery in Adults: Everything You Need to Know", verywellhealth, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  17. "Ear Tubes", enthealth, Retrieved 5/6/2021. Edited.