أمراض الغدد اللعابية عند الأطفال

قد تتعرض الغدة اللعابية لبعض الأمراض والاضطرابات، بما قد يؤثر في قدرتها على إنتاج اللعاب، وسيدور الحديث في هذا المقال حول أبرز أمراض الغدد اللعابية عند الأطفال.^[١]

أمراض الغدد اللعابية عند الأطفال

إنّ الإصابة بأمراض الغدد الّلعابيّة لدى معظم الأطفال والرّضع هو أمر نادر الحدوث، باستثناء ما يعرف بالنّكاف (Mumps)، ونذكر من أبرز أمراض الغدد اللعابية عند الأطفال ما يأتي:^[٢]

عدوى الغدد اللعابية وخاصة النكاف

تنقسم عدوى الغدد الّلعابيّة إلى نوعين، وهما: عدوى بكتيرية تتمثل بازدياد الحجم الغدة الّلعابيّة المصابة بشكلٍ سريع إلى جانب أعراض أخرى؛ كالحمى، والإرهاق، وعدم القدرة على تناول الطعام، أما النوع الثاني فهو عدوى فيروسية تكون أخّف تأثيراً في الطّفل؛ فهي لا تسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة في معظم الحالات، ويصاحبها ألم طفيف.^[٣]

النكاف مرض فيروسي يصيب الغدد اللعابية وهو أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين لم يتلّقوا المطاعيم،^[٤][٥] ولا تعد هذه الحالة خطيرة فغالباً ما تتم السيطرة عليها بإجراءات منزلية بسيطة.^[١][٦]

أورام الغدد اللعابيّة

لحسن الحظ أنّ معظم الأورام التي تنشأ في الغدد اللعابيّة هي أورام حميدة (غير سرطانيّة)،^[٣] وفي بعض الحالات قد تحتاج هذه الكتل الحميدة للجراحة ليتمّ التخلص منها واستئصالها، ولكن في حال كانت هذه الأورام سرطانيّة (خبيثة) فقد يحتاج الطفل لخطة علاجية تضمن القضاء على الورم بشكلٍ تام،^[١] ويعتبر الورم الوعائي الدّموي (Hemangioma) أحد أكثر الأورام اللعابية الحميدة شيوعًا عند الأطفال، وعادةً ما ينشأ هذا الورم في الغدد النّكافيّة، إلا أنه قد يحدث بشكلٍ أقل في الأنواع الأخرى من الغدد اللعابية، وفي معظم الحالات لا يحتاج هذا النوع من الأورام إلى علاج.^[٣]

أمراض الغدد اللعابيّة الخَلقيّة

تعد أمراض الغدد اللعابيّة الخَلقيّة (منذ الولادة) نادرة الحدوث، ويمكن أن تؤثر في غدّة لعابيّة واحدة أو جميع الغدد اللعابيّة، ومن أبرزها حالة تُعرف بنقص تنّسج الغدد اللعابيّة (Aplasia of the salivary glands)، وفي بعض الحالات قد تكون هذه الحالة مرتبطة بوجود بعض التشوّهات والأمراض الأخرى.^[٧]

فرط سيلان اللعاب

تعتبر حالة سيلان اللعاب المفرط أمر غير طبيعي عندما تُصيب الأطفال ابتداءً من عمر 4 سنوات فما فوق، ولحسن الحظ يمكن علاجها والسيطرة عليها بطرق جراحيّة أو غير جراحيّة،^[١] وغالباً ما تكون هذه الحالة مرتبطة بوجود مرض عصبي ينتج عنه عدم مقدرة الطفل على احتفاظه باللعاب داخل فمّه.^[٧]

حصوات الغدة اللعابية

حصوات الغدة اللعابية هي حصوات صغيرة الحجم تتشكل في غدد الفم، مُسببةً منع تدفق اللعاب، والألم أو الانزعاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة عادةً ما تكون شائعة بشكلٍ أكبر لِدى كبار السن، ولكن في حال ظهورها لدى الأطفال فينبغي اصطحابهم إلى الطبيب المختص لإجراء التشخيص والعلاج المناسب.^[٨][٩]

أمراض أخرى

هناك بعض الاضطرابات أو الأمراض التي قد تتسبّب بنشوء انتفاخات في الغدد اللعابيّة عند الأطفال، ولكن ليس لها علاقة إطلاقاً بأمراض الغدد اللعابيّة، ومن الأمثلة على هذه الأمراض ما يلي:^[٧][٤]

• الاضطرابات الهرمونيّة: مثل: قصور الغدة الدرقيّة، والسكري، واضطرابات الغدة النخاميّة.
• أمراض المناعة الذاتيّة: مثل: العدوى بفيروس الإيدز، أو متلازمة شوغرن (Sjögren's syndrome).

كيف يتم تشخيص أمراض الغدة اللعابية؟

تتضمن طرق تشخيص أمراض الغدة اللعابية ما يلي:^[١]

• الفحص السريري: يتضمن قيام الطبيب بفحص الغدد اللعابيّة، للتحقق من عدم وجود أي انتفاخ في إحدى الغدد اللعابيّة.^[١]
• التصوير بالأشعة السينيّة: (X-ray)، فقد يلجأ الطبيب للتصوير الإشعاعي للتأكّد من عدم وجود أي كتل في الغدد اللعابيّة، وفي حال أظهرت الأشعة وجود كتل على الغدد اللعابيّة، يتم إجراء صورة طبقيّة (CT scan)، أو صورة رنين مغناطيسي (MRI) من أجل الحصول على نتائج أكثر دقّة.^[١][٤]
• أخذ خزعة: قد تتطلب بعض الحالات أخذ عينة من أنسجة الغدد اللعابية وإخضاعها للفحص المخبري.^[٤]