ما هو مرض منيير؟
يُعرَف مرض منيير (بالإنجليزية: Meniere's Disease) بأنّه من الأمراض المزمنة التي تُصيب الأذن الداخلية، إذ يُسبّب مرض منيير نوبات من الدوار، بالإضافة لضعف السمع، ومن الجدير بالذكر، أن مرض منيير يُصيب عادةً أذن واحدة فقط، كما أنه يُمكن للشخص أن يُصاب به في أي عمر، إلّا أنه يُصيب الشباب ومتوسطي العمر أكثر من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، وتُستخدم لهذا المرض العديد من العلاجات للتخفيف من الأعراض والتقليل من آثار المرض على المدى الطويل.[١]
من يُصاب بمرض منيير؟
في الواقع يُمكن لأي شخص أن يُصاب بمرض منيير بغض النظر عن عمره، ولكن يُعد حدوث هذا المرض أكثر شيوعًا لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 - 60 عامًا، كما أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض منيير أيضًا.[٢]
ما هي أعراض مرض منيير؟
قد يُرافِق مرض منيير العديد من الأعراض المُزعجة، وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الأعراض:
- الدوار: (بالإنجليزية: Dizziness - Vertigo)، وهي من أكثر أعراض مرض منيير إزعاجًا للعديد من المرضى، وتكون مصحوبة بالغثيان والقيء، والذي يستمر حدوثه عادةً لعدة ساعات في كل مرة، وحتى بعد زوال الدوار، يستمر الشعور بالتعب والإرهاق، وعدم التوازن لفترة طويلة، وعادةً ما تأتي نوبات الدوار وتختفي بشكل غير متوقع.[٣]
- ضعف السمع: يؤثر ضعف السمع في أذن واحدة فقط في معظم الحالات، وعادة في المراحل المبكرة من مرض منيير، يكون ضعف السمع خفيفًا، أو يتحسن ويسوء من تلقاء نفسه، أما في مراحل المرض المتقدمة، يُصبح ضعف السمع حادًا ودائمًا.[٣]
- طنين الأذن: (بالإنجليزية: Tinnitus)، في معظم الحالات يكون ثانويًا نتيجة لضعف السمع، إذ يُعاني العديد من المرضى من الضغط في آذانهم، وفي بعض الأحيان يزداد الضغط قبل أو أثناء الدوار.[٣]
- أعراض أخرى: قد تحدث مجموعة من الأعراض الأخرى لمرض منيير، ومنها:[٢]
- الصداع.
- آلام البطن.
- الغثيان.
- الإسهال.
- حركات العين اللاإرادية.
ما هي أسباب الإصابة بمرض منيير؟
بالحقيقة ما زال السبب الرئيسي الكامن وراء حدوث مرض منيير غير معروف للآن، إلّا أن ارتفاع الضغط في الأذن الداخلية التي تمتلئ بسائل يُعرَف باسم سائل اللمف الدّاخليّ (بالإنجليزيّة: Endolymph)، يعد سببًا مسؤولًا عن الإصابة بالمرض، ويُذكر من أسباب ومحفزات مرض منيير ما يأتي:[٤]
- تعرّض الرأس لإصابة.
- إصابة الأذن الداخلية أو الوسطى بالعدوى.
- الحساسية.
- الضغط النفسي.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- التدخين.
- التوتر أو القلق.
- التعب.
- وُجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض منيير.
- الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي.
- الإصابة بعدوى فيروسية حديثة.
- استجابة الجهاز المناعي بشكل طبيعي.
- الصداع النصفي.
ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
عند الشعور بأي أعراض من مرض منيير، يجب استشارة الطبيب لوصف الأعراض التي يُعاني منها الشخص، للتأكد من تشخيص المرض.[٥]
ما هي الأمراض المشابهة لمرض منيير؟
يُذكر من الأمراض التي تُشابه أعراضها أعراض مرض منيير ما يأتي:[٦]
- الصداع النصفي.
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد (بالإنجليزية: Benign Paroxysmal Positional Vertigo).
- أورام في القناة السمعية الداخلية، كورم العصب السمعي، وهي من الأمراض نادرة الحدوث.
ضعف السمع ومرض منيير
يتسبب مرض منيير في ضعف السمع في أذن واحدة، أو في كلتا الأذنين، وتتراوح شدته من خفيف إلى شديد، فقد يحدث ضعف السمع تجاه الأصوات منخفضة أو متوسطة التردد، كما أن بعض المصابين يصبحون أكثر حساسية للأصوات عالية الحدة.[٤]
كيف يُمكن تشخيص مرض منيير؟
بعد مراجعة الأعراض، والتاريخ الطبي للمريض مع طبيبه، يُمكن إجراء مجموعة من الاختبارات لتشخيص مرض منيير، ومنها:[٧]
- اختبار قياس السمع: (بالإنجليزية: Audiometric Exam)، يُساعد على تقييم ضعف السمع في الأذن المصابة.
- تخطيط كهربائية الرأرأة: (بالإنجليزية: Electronystagmogram)، يُساعد هذا الاختبار على تقييم توازن الجسم.
- تخطيط كهربائية القوقعة: (بالإنجليزية: Electrocochleography)، والذي يقيس ضغط السوائل في الأذن الداخلية.
- اختبار الكرسي الدوار: (بالإنجليزية: Rotary Chair Testing)، والذي يسمح للطبيب معرفة مدى تأثير حركة العين على الأذن الداخلية.
- تصوير البوستوروجرافي: (بالإنجليزية: Posturography)، ويقيس هذا الاختبار توازن الشخص، ومدى قدرته على الحفاظ عليه.
- اختبارات نبضات الرأس بالفيديو: (بالإنجليزية: Video Head Impulse Test)، وفيه تُقاس قدرة الشخص على التركيز، وكيفية استجابته لحركة العين المفاجئة.
- اختبار استجابة جذع الدماغ السمعي: (بالإنجليزية: Auditory Brainstem Response Test)، يقيس هذا الاختبار موجات الدماغ أثناء استجابة الدماغ لأصوات مختلفة.
- الاختبارات التصويرية: كإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي لاستبعاد وجود أمراض أخرى لها أعراض مشابهة لمرض منيير.
ما هي مراحل مرض منيير؟
يتطور مرض منيير على مرحلتين، ويُمكن للشخص المصاب بهذا المرض أن لا يُعاني من أي أعراض ما بين هاتين المرحلتين، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:[٨]
- المرحلة المبكرة: (بالإنجليزية: Early Stage)، في هذه المرحلة يُعاني الشخص المصاب بالمرض من نوبات مفاجئة وغير متوقعة من الدوار، والتي فيها قد يعاني الشخص من ضعف السمع أيضًا، والذي يعود إلى طبيعته بمجرد زوال الدوار، كما يشعر الشخص بوجود انسداد أو ضغط أو امتلاء في الأذن، كما يشعر بوجود طنين أيضًا، وبعد انتهاء نوبة الدوار، يبقى الشخص يشعر بالتعب والإرهاق الشديد، كما ويشعر بحاجته إلى النوم لساعات طويلة، ومن الأعراض الأخرى التي يعاني منها الشخص في هذه المرحلة:
- الإسهال.
- غباش الرؤية.
- حركات العين الاهتزازية.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- العرق البارد.
- ضربات القلب السريعة.
- الرجفان.
- المرحلة المتقدمة: (بالإنجليزية: Late Stage)، في هذه المرحلة من المرض، تقل نوبات الدوار، ولكن تُصبح مشكلة ضعف السمع، وطنين الأذن، والرؤية أكثر سوءًا، كما يشعر المصاب بعدم التوازن في أوقات الليل والظلام، بالإضافة لذلك، يُصبح الشخص أكثر عرضة للسقوط المفاجئ.
هل يختفي مرض منيير مع الوقت؟
في الواقع لا يوجد علاج لمرض منيير يُساعد على التخلص منه وزواله، فهو مرض متدرج تزداد أعراضه تدريجيًا، فإما تكون هذه الزيادة سريعة أو بطيئة، كما أن البعض قد تختفي لديهم الأعراض لفترة من الزمن، والبعض الآخر تستمر لديهم الأعراض لسنوات طويلة، كما أن نوبات الدوار تقل تدريجيًا مع مرور الوقت، بينما ضعف السمع وطنين الأذن يزداد مع مرور الوقت بشكل عام.[٩]
ما هو علاج مرض منيير؟
نصائح لعلاج مرض منير
فيما يأتي بعض النصائح التي قد تُساعد على التحكم بأعراض مرض منيير:[١٠]
- عند الشعور بالعلامات التحذيرية لبدء نوبة الدوار، يجب الجلوس أو الاستلقاء على الفور.
- أخذ قسط من الراحة أثناء وبعد نوبة الدوار.
- تجنّب المحفزات التي تجعل أعراض المرض أكثر سوءًا، كالحركة المفاجئة، والأضواء القوية، أو مشاهدة التلفاز، أو القراءة.
- ممارسة التمارين والأنشطة التي تُساعد الجسم والعقل على استعادة القدرة على التوازن، للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التوازن ما بين النوبات.
- تجنّب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة للأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة من الدوار.
- استخدام المعينات السمعية إذا كان الشخص يعاني من ضعف السمع.
- تناول وجبات الطعام بشكل منتظم، لتنظيم سوائل الجسم.
- تجنّب الكافيين والمشروبات الكحولية، لما لها من تأثير في تضييق الأوعية الدموية، وزيادة الأعراض سوءًا.
- الإقلاع عن التدخين.
العلاجات الدوائية
يُمكن لبعض العلاج الدوائية أن تُساعد على التحكم بأعراض مرض منيير، ويُذكر منها:[١١]
- الأدوية التي تُساعد على التحكم بالدوخة، وتقصير مدتها عند الإصابة بها، مثل Meclizine"، "Diazepam" ،"Glycopyrrolate"، "Lorazepam ".
- مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics)، والتي تقلل من السوائل المحتبسة في الجسم، والتي بدورها ستُقلل من الضغط في الأذن الداخلية.
- حقن المضاد الحيوي "Gentamicin" في الأذن الوسطى ليساعد على التقليل من الدوار، إلّا أنه يزيد من خطر ضعف السمع.
- حقن الكورتيزون في الأذن الوسطى، والذي يُقلل من الدوار، ولا يزيد من خطر ضعف السمع.
كيف يمكن التعايش مع مرض منيير؟
يُمكن التعايش مع مرض منيير من خلال اتباع ما يأتي:[١٢]
- تغيير النظام الغذائي لتقليل احتباس السوائل كالحد من تناول الملح.
- تجنب الكافيين، والشوكولاتة، والمشروبات الكحولية، والنيكوتين.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الجنكة بيلوبا (بالإنجليزية: Gingko Biloba)، والزنجبيل، والليبو فلافونويد (بالإنجليزية: Lipo-Flavonoid).
- توخي الحذر عند تسلق السلالم، أو أثناء السباحة، أو عند تشغيل الأدوات الثقيلة، أو أثناء القيادة كذلك.
المراجع
- ↑ "Meniere's disease", mayoclinic, 2/12/2020, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Ménière’s Disease", my.clevelandclinic, 9/4/2017, Retrieved 29/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Meniere’s Disease", mountsinai, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Joy Victory (2/4/2021), "Meniere's disease", healthyhearing, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere's disease", nhsinform, 22/12/2020, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ Matthew Stewart, "Meniere's Disease", cancertherapyadvisor, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere’s Disease", webmd, 16/6/2020, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ Tim Newman (13/4/2020), "What you need to know about Ménière's disease", medicalnewstoday, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ Disease cannot be treated,symptoms) for no apparent reason. "Meniere’s Disease", brainfoundation, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Ears - Meniere's disease", betterhealth.vic, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Ménière's Disease", nidcd.nih, 13/2/2017, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ "Meniere's disease", healthdirect, 1/3/2020, Retrieved 30/5/2021. Edited.