تنتقل الموجات الصوتيّة إلى الأذن الداخليّة وتحوّلها إلى إشارات ترسل إلى الدماغ، ويعد تصلّب الأذن حالة تنمو فيها عظام الأذن بشكلٍ غير طبيعي، وعندئذٍ لا ينتقل الصوت إلى الدماغ، وبالتالي قد يسبّب ذلك فقدان السّمع بعض الأحيان.[١]
ما هو تصلّب الأذن؟
هو حالة نادرة تسبّب فقدان السّمع، وتحدث عندما تنمو أنسجة العظام حول عظم الرّكاب في الأذن الوسطى بطريقة غير طبيعيّة، فلا يمكن للصوت أن ينتقل من الأذن الوسطى إلى الأذن الداخليّة، وبالتّالي لا يتمكن الشخص من السّمع.[٢]
ما هي أعراض تصلّب الأذن؟
يعاني ما يقدّر بنحو 2.5% إلى 10% من البالغين من تصلّب الأذن في الأذن الوسطى، وتشمل أعراض تصلّب الأذن ما يلي:[٣]
- سماع صوت طنين، أو رنين، أو هسهسة في الأذنين أو الرّأس.
- فقدان السمع التدريجي أو المتفاقم.
- صعوبة في سماع الأصوات المنخفضة.
ما هي أسباب تصلّب الأذن؟
توجد أسباب عديدة لتصلّب الأذن، نذكر منها ما يأتي:[٤]
- خلل في تكوين العظام: عادةً ما تنكسر العظام بشكلٍ مستمرّ ويُعاد تشكيلها، ولكن تعد عمليّة تشكيل عظام الرِّكاب الجديدة في حالة تصلّب الأذن صعبة ولا تصنّع بشكلٍ صحيحٍ، وينتج عن ذلك عظام غير طبيعيّة.
- الإصابة بفيروس: قد يتسبّب عامل محفّز مثل الإصابة بالعدوى الفيروسيّة لبعض الأشخاص المصابين بتصلّب الأذن وراثيًّا في تطوّر الحالة، إذ يُعتقد أنّ الفيروس قد يلعب دورًا في الإصابة، مثل: فيروس الحصبة.
- العوامل الوراثية: حوالي 2 من كل 3 أشخاص مصابين بتصلّب الأذن لديهم أفراد آخرون من العائلة يعانون أيضًا من هذه الحالة، وبالتالي من الممكن أنّ العوامل الوراثيّة والجينيّة لها علاقة بالإصابة بتصلّب الأذن.
ما هي العوامل التي تزيد خطر الإصابة بتصلّب الأذن؟
توجد بعض عوامل الخطر التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به:[٢]
- العمر: إذ يعدّ الأشخاص في الفئة العمرية ما بين 10 سنوات إلى 40 سنة أكثر عرضة للإصابة بتّصلب الأذن.
- التاريخ الطبي: كالإصابة بالاضطرابات المناعيّة التي تهاجم فيها الجهاز المناعي أجزاء من الجسم عن طريق الخطأ، أو الإصابة بكسور الأنسجة العظميّة حول الأذن الداخليّة.
- الجنس: حيث إنّ النساء يزداد لديهم خطر الإصابة أكثر من الرّجال.
- العِرق: أي أنّه من النّادر الإصابة بتصلّب الأذن بالنّسبة للأشخاص ذوو البشرة السوداء مقارنة مع الشعوب الأشخاص ذوو البشرة البيضاء.
- الحمل: قد تصاب النساء المعرّضات للإصابة بتصلّب الأذن أثناء الحمل.
- عدم اكتمال العظام: يتعرّض الأشخاص الذين يعانون من تكوّن العظم الناقص بشكل متزايد لخطر الإصابة بتصلّب الأذن، إذ يتميّز هذا الاضطراب الوراثي بهشاشة العظام بشكلٍ غير طبيعي.
- شرب المياه التي لا تحتوي على الفلورايد: تشير بعض الأدلّة إلى أنّ شرب المياه التي لا تحتوي على مادة الفلورايد قد يزيد من خطر الإصابة بتصلّب الأذن لدى الأشخاص المعرّضين للإصابة به.
هل يعد تصلّب الأذن خطيرًا؟
يمكن أن ينتشر تصلّب الأذن إلى الأذن الداخليّة، ممّا يؤدّي إلى زيادة شدة فقدان السّمع الذي لا يمكن علاجه بالجراحة، لكن يمكن علاج ضعف السّمع بنجاحٍ باستخدام السّماعات أو الجراحة، وقد يتحسّن السّمع أو استعادته لدى ما يقارب 80 إلى 90% من الأشخاص الذين خضعوا للجراحة، إذ يمكن أن يتسبّب تصلب الأذن في فقدان السّمع الخفيف إلى الشديد، ولكنّه نادرًا ما يسبّب الصمم التّام، وعادةً ما يسوء السّمع على مدار أشهر أو بضع سنوات، وقد يستمرّ في التدهور إذا تم تجاهله وتركه دون اللجوء لاستخدام أي علاج.[١]
ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
لا بدّ من مراجعة الطبيب وتحديدًا أخصّائي الأنف والأذن والحنجرة إذا كان الشخص يعاني من ضعف في السّمع، ولديه أي من عوامل خطر الإصابة بتصلّب الأذن، أو على دراية بوجود أيّ فرد من أفراد الأسرة الممتدّة فاقد لسمعه، كما يجب طلب المشورة الطبّيّة المناسبة عندما يبدأ الشخص في ملاحظة فقدان سمعه للحصول على تشخيص دقيق.[٥]
هل يمكن علاج تصلّب الأذن؟
للأسف، لا يمكن علاج تصلّب الأذن، ولكن يمكن التغلّب على ضعف السّمع الذي يسببه.[٦]
كيف يمكن السيطرة على فقدان السّمع الناتج عن تصلّب الأذن؟
قد تكون المعينات السمعيّة أو الجراحة خيارات علاجيّة فعّالة في الحالات المتقدمة من فقدان السّمع، وقد توفّر سنوات عديدة من تحسين السّمع، وعلى الرّغم من ذلك، لا يكون العلاج ضروريًّا في الحالات الخفيفة من ضعف السمع،[٧] وتتضمن العلاجات الرّئيسية لفقدان السّمع كل مما يأتي:[٦]
- المعينات السمعيّة: على الرّغم من استمرار فقدان السمع مع مرور الوقت، يمكن للمعينات السمعيّة أن تتغلّب دائمًا على ضعف السّمع.
- الغرسات السمعيّة: يتضمّن هذا العلاج وضع التيتانيوم في الجمجمة خلف الأذن واستخدام مرفق السمع الاهتزازي، وبالتّالي يمكن للصوت أن يحفّز الأذن الداخليّة على نحو مباشر، وبناءً على ذلك، يمكن أن تنجح الغرسات السمعيّة المثبّتة على العظام في تصحيح ضعف السّمع دون المخاطرة بإلحاق الضرر بالأذن الوسطى أو الداخليّة.
- جراحة استئصال عظمة الرّكاب: يمكن إجراء جراحة استئصال عظمة الرّكاب في كلتا الأذنين، لكن ليس في الوقت ذاته، وعادةً ما تتم جراحة الأذن الثانية بعد مرور 8 إلى 12 شهرًا من جراحة الأذن الأولى، ومن الجدير بالذكر أن عملية استئصال عظمة الرّكاب تستغرق ما يقارب 45 إلى 60 دقيقة، وهي عمليّة جراحية مجهريّة يتم إجراءها لإزالة العظم واستبداله بعظم اصطناعي، وعادةً ما يكون العظم الاصطناعي مصنوع من مادة التيتانيوم، وتظهر الأبحاث أنّ استئصال عظمة الرّكاب ينجح في استعادة السّمع الطبيعي أو شبه الطبيعي لدى ما نسبته 90% إلى 95% من المرضى.
- بعض العلاجات الدوائية: حيت يمكن تناول مكمّلات فيتامين د، ومادة الفلورايد، والكالسيوم، وذلك للمساعدة على إبطاء تقدّم تصلّب الأذن، ومع ذلك، يحتاج هذا العلاج إلى مزيدٍ من البحث قبل تأكيده.[٨]
الرّعاية الذّاتية بعد الجراحة لتصلّب الأذن
يُنصح بمراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أي أعراض قد تشير إلى الإصابة بالعدوى، على سبيل المثال: الحمّى، أو ألم الأذن، أو الدّوار، ويجدر التنبيه إلى ضرورة حماية الهياكل الموجودة داخل الأذن من الضوضاء، والعدوى، والضغط؛ وذلك لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة، وفيما يأتي بعض الاقتراحات العامّة التي تتضمّن الرّعاية الذّاتية بعد الجراحة:
- تجنّب الضوضاء الصّاخبة.
- تجنّب نفخ الأنف.
- تجنّب التغيّرات في ضغط الهواء، كالغوص أو السّفر الجوّي.
- تجنّب التعامل مع المرضى الآخرين؛ وذلك لتقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
المراجع
- ^ أ ب "Otosclerosis", nhs, 23/5/2019, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Brunilda Nazario (30/9/2020), "Otosclerosis", webmd, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "Otosclerosis", enthealth, 7/2019, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ Dr Jan Sambrook (10/5/2017), "Otosclerosis", patient, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ " OTOSCLEROSIS", american-hearing, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Otosclerosis", virginiamason, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "Otolaryngology (ENT)/Head and Neck Surgery", mayoclinic, 21/5/2021, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "Ears - otosclerosis", betterhealth, Retrieved 31/5/2021. Edited.