يُعرف التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزيّة: Vestibular neuronitis) بأنه خلل وظيفي، حاد، ومستمر، يُؤثر في الجهاز الدهليزي المحيطي المسؤول عن التوازن، ويؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض، ويُطلق أطباء الأعصاب على هذه المُشكلة اسم اعتلال العصب الدهليزي (بالإنجليزيّة: Vestibular neuropathy)، وذلك لأنّ هذه الحالة ليست ذات طبيعة التهابية واضحة، فما هي طريقة تشخيص التهاب العصب الدهليزي؟ سنتحدث عن التفاصيل في هذا المقال.[١]

كيف يمكن تشخيص التهاب العصب الدهليزي؟

يتمكن الطبيب المختص من تشخيص التهاب العصب الدهليزي من خلال اتباع الإجراءات التالية:[٢]


التاريخ الطبي والفحص السريري

يُمكن تشخيص التهاب العصب الدهليزي من قِبل الطبيب بناءً على التاريخ الطبي، وطَرح العديد من الأسئلة حول الأعراض الأولية التي ظهرت في البداية، والأعراض الحالية، كما قد يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري، والاطلاع على نتائج الاختبارات التي أجراها أخصّائي قياس السمع؛ بما في ذلك اختبار السمع.[٢]


الاختبارات التشخيصيّة

في الحقيقة يُمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن مشاكل في وظيفة التوازن في الأذن الداخلية، وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:[٣]

  • تخطيط كهربية الرأرأة وتصوير الرأرأة بالفيديو: (بالإنجليزيّة: Electronystagmography and videonystagmography)، يقوم مبدأ عمل كلا الاختبارين على تسجيل حركات العين، والتي تلعب دورًا في الوظيفة الدهليزية والتوازن، بحيث ينطوي تخطيط كهربية الرأرأة على استخدام الأقطاب الكهربائية لتسجيل حركات العين، في حين يُستخدم تصوير الرأرأة بالفيديو كاميرات صغيرة لتسجيل حركات العين.[٣]
  • اختبار الكرسي الدوار: حيث يتم تحليل حركات العينين أثناء الجلوس على كرسي يتم التحكم بحركته من خلال الكمبيوتر، حيث يتم تحريكه بشكلٍ دائري ومراقبة حركة العينين في ذلك الوقت.[٣]
  • اختبار القدرات العضلية المستثارة في الجهاز الدهليزي: (بالإنجليزية: Vestibular evoked myogenic potentials test)، في هذا الاختبار يتم تثبيت لصقات الاستشعار على الرقبة، والجبهة، وتحت العينين، وذلك لفحص استجابة العضلات للأصوات.[٣]
  • الاختبار البوستوروجرافي المحوسب: (بالإنجليزيّة: Computerized dynamic Posturography)، واختصاراً (CDP)، يُساعد هذا الاختبار على تقييم مدى ثبات الشخص أو قدرته على الحفاظ على وضع الاستقامة في ظروف مختلفة.[٤]
  • فحص الفيديو لقياس نبض الرأس: (بالإنجليزيّة: Video head impulse testing)، واختصاراً (VHIT)، وهو عبارة عن مجموعة صغيرة من النظارات مزودة بكاميرا لمراقبة حركات العين، وفي الحقيقة يُساعد هذا الاختبار في تقييم مدى جودة عمل العينين والأذن الداخلية معًا.[٤]
  • اختبارات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب: قد يتم فحص ضغط الدم أثناء الجلوس ثمّ بعد الوقوف لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق، وذلك لتحديد ما إذا كان هناك انخفاض كبير في ضغط الدم، إضافةً لذلك قد يتم فحص معدل ضربات القلب عند الوقوف للمساعدة في تحديد ما إذا كان هناك حالة مرضية في القلب هي المسببة للأعراض.[٣]
  • الفحوصات التصويرية: مثل التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزيّة: Computerized tomography)،[٣] والتصوير بالرنين المغناطيسي مع صبغة (بالإنجليزية: MRI with dye)، حيث تُجرى هذه الفحوصات إذا استمرت الأعراض لأكثر من بضعة أسابيع أو ازدادت شدتها، وذلك لاستبعاد الإصابة بحالات مرضية أخرى، وتجدر الإشارة إلى أن بعض أمراض الدماغ؛ مثل أورام الدماغ والصداع النصفي، قد تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة.[٥]


أعراض التهاب العصب الدهليزي

عادةً ما تظهر أعراض التهاب العصب الدهليزي بسرعة وتكون أكثر شدة عند ظهورها لأول مرة، وفيما يلي ذكر لأبرز هذه الأعراض:[٦]

  • دوار مفاجئ.
  • مشاكل التوازن.
  • التقيؤ والغثيان.
  • الدوخة.
  • صعوبة في التركيز.


ما هي مدة الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي؟

بشكلٍ عام، تستمر الأعراض الشديدة؛ مثل الدوار الشديد والدوخة، لمدة يومين فقط، ولكنّه عادةً ما تتعارض مع القدرة على أداء الأنشطة اليومية بعد أن تخف الأعراض الشديدة، وبشكلٍ عام يتعافى معظم المرضى ببطء لمدة قد تصل إلى حوالي ثلاثة أسابيع، وبالرغم من ذلك، فقد يعاني بعض المرضى من مشاكل في التوازن والدوخة يمكن أن تستمر لعدة أشهر.[٥]


كيف يُمكن التعايش مع التهاب العصب الدهليزي؟

يمكن أن تؤثر أعراض التهاب العصب الدهليزي في الأنشطة اليومية، والقدرة على إنجاز العمل، أو الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، هذا يمكن أن يسبب الاكتئاب والإحباط، لذلك تجدر استشارة الطبيب حول طرق التعامل مع هذه الحالة والتغلب على أعراضها.[٧]


دواعي مراجعة الطبيب

في الواقع عادةً ما تتشابه أعراض التهاب العصب الدهليزي مع أعراض السكتة الدماغية، نظرًا لذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار مُراجعة الطبيب في حال كانت الأعراض التي ذكرناها سابقًا مصحوبة بما يلي:[٨]

  • رؤية مزدوجة.
  • التحدّث بكلام غير واضح.
  • الشعور بالضعف.
  • الشعور بالخدر أو الوخز.


هل التهاب العصب الدهليزي حالة دائمة؟

يُمكن أن يتعرض العصب الدهليزي لضرر دائم، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة للعدوى الفيروسية، والاضطرابات التي تؤثر في مستويات سوائل الأذن الداخلية، والتعرض لإصابات على مستوى الرأس، والأورام الحميدة، والتقدّم في العُمُر.[٩]


المراجع

  1. "Vestibular Neuronitis", emedicine, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Vestibular neuritis and labyrinthitis", eyeandear, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Balance problems", mayoclinic, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب HEAD IMPULSE TESTING (VHIT,evaluate the vestibulo-ocular reflex. "TESTS FOR DIAGNOSING VESTIBULAR DISORDERS", vestibular, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Vestibular Neuritis", clevelandclinic, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  6. "Vestibular Neuritis", healthline, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  7. "Vestibular Balance Disorder", urmc, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  8. "Labyrinthitis and Vestibular Neuritis", hopkinsmedicine, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  9. Injury.pdf "Vestibular Injury", vestibular, Retrieved 26/5/2021. Edited.