هل استئصال اللوزتين يضر الطفل؟

استئصال اللوزتين (Tonsillectomy) من أكثر الإجراءات الجراحية شيوعاً فوفقاً لأحدث إحصائيات الصحة الأمريكية أكثر من نصف مليون طفل يخضع لاستئصال اللوزتين سنوياً،^[١] فهل استئصال اللوزتين يضرّ الطفل؟

هل استئصال اللوزتين يضر بالطفل؟

عملية استئصال اللوزتين آمنةٌ للغاية وفعّالةٌ لعلاج حالات التهابات اللوزتين المتكررة،^[٢][٣] وبالتأكيد فائدتها للطفل كثير المرض أكبر بكثير من أي خطر قد يترتب على العملية الجراحية، بالرّغم من ذلك فلا يجب إخفاء حقيقة أنّ إجراء عملية استئصال اللوزتين قد يؤدي إلى بعض الأضرار، ولذلك يحرص الطّبيب حرصًا كبيرًا على تقييم وموازنة الإيجابيات والسلبيات قبل إجراء العملية، ومن أشهر الأضرار المُحتملَة لاستئصال اللوزتين ما يلي:

• التورّم في الفم: فقد يعاني الطفل بعد العملية من تورّم اللسان أو سقف الحلق، ما يؤدي إلى صعوبة التنفس خاصّةً في الساعات الأولى بعد العملية، ولكنّه أمرٌ مؤقت.^[٤]
• النزيف أثناء العملية: فهو من المضاعفات النادرة، ولكنه ممكن الحدوث، ويؤدي إلى بقاءٍ لفترةٍ أطول في المستشفى، والحاجة إلى تدخّلاتٍ طبية إلزامية إضافية.^[٤]
• النزيف أثناء مرحلة الشفاء: ففي مرحلة الشفاء يُغطّى مكان الجروح بقشرةٍ رقيقة كاستجابةٍ فسيولوجية من جسم الإنسان لإتمام مراحل الشّفاء، وقد تُكشَط هذه الطبقة لأي سبب، ما يؤدي إلى نزف مكان الجروح مجددًا.^[٤]
• مضاعفات التخدير: عادة ما تكون هذه المضاعفات في أثناء العملية، أو بعدها بمدةٍ قصيرة، ولا تكون لها مضاعفات على المدى البعيد، وتتمثّل ببعض الأعراض، مثل الصداع، والإعياء، والاستفراغ، وآلام العضلات.

هل هناك مخاطر على المدى البعيد لاستئصال اللوزتين؟

لا يوجد ما يؤكد وجود أي خطر صحي على الطفل، الملايين من الأطفال يخضعون للعملية سنوياً، منذ عقود من الزمن، ولم يكتشف لديهم أي مشاكل صحية، ولكن في دراسة حديثة أجريت عام 2008 أشار الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين يخضعون لاستئصال اللوزتين قد تكون احتمالية إصابتهم بالحساسية والالتهابات أكبر مقارنة بغيرهم مثل: الربو، والالتهابات الرئوية.^[٥]

ما هي أسباب استئصال اللوزتين؟

يستلزم التدخل الجراحي لإزالة اللوزتين في العديد من الحالات، من أهمّها:

انسداد مجرى التنفس

قد تنمو اللوزتين بشكل كبير يصل إلى درجة انسداد مجرى التنفس، ويمكن ملاحظة هذا العَرَض خاصةً عند استلقاء الطفل بشكلٍ مستقيم، ومن أوضح الأمثلة على هذه الحالة هي النوم، فحينها بفعل الجاذبية تتحرك اللوزتين إلى الأسفل، وتحدث ظاهرة انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea)، والتي قد تؤدي إلى تغيرات في سلوك الطفل وصحّته بسبب قلّة النوم، ولا يتم تشخيص هذه الظاهرة من خلال سماع الشخير فحسب، وإنّما من خلال انقطاع النفس، فيُسمَع صوتٌ يشبه الاختناق، ويَتْبعُ هذا الصوت الهدوء لاحقًا، ومع خبرة الطّبيب بعد أخذ السّيرة المرضية والفحص اللازم وبعض الاختبارات، يتمّ تشخيص هذه الظاهرة وإجراء عملية استئصال اللوزتين في حال كانت هي السبب وراء ذلك.^[٦]

التهابات اللوزتين المتكررة

في حال تحقيق أي من الشروط التالية قد يكون من الضروري استئصال لوزتي الطفل وفقاً لمستشفى ستانفورد الأمريكي للأطفال:^[٧]

• الإصابة بالتهاب الحلق 7 مرات على الأقل خلال السنة، أو 5 مرات كل سنة على مدار سنتين متتاليتين، أو 3 مرات على مدار 3 سنوات متتالية.
• التهاب لوزتين شديد جداً لا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية.
• تضخم والتهاب اللوزتين يعيق تنفس الطفل.

أسباب أخرى

فيما يلي بعض الدواعي الطبية لاسئصال اللوزتين:^[٨]

• تأثر البلع أو نبرة الصوت بسبب تضخم حجم اللوزتين.
• وجود ورم على اللوزتين أو الاشتباه بذلك.
• نزيف يكون مصدره صعب التحكّم، لأن مصدره الأوعية الدموية التي تغذي اللوزتين.
• رائحة فم كريهة، ويجب في هذه الحالة التأكد من أنّ السّبب يعود إلى اللوزتين.

فوائد استئصال اللوزتين

تعتبر عملية استئصال اللوزتين من أشهر العمليات الجراحية التي يخضع لها الأطفال، والتي تمتاز بدرجات شفاءٍ مرتفعة، كما أنّ لها فوائد عند إجرائها للضرورات الطبية، ومن أهمّ هذه الفوائد:^[٩]

• تحسين طبيعة الحياة: فالتهاب اللوزتين يؤدي إلى شعورٍ بالألم ومعاناةٍ كبيرة، فيُلاحَظ تحسّن واضح في طبيعة الحياة بعد استئصال اللوزتين في هذه الحالة، وقلّة عدد مرات الشّعور بالألم والالتهابات بسبب تهيّج اللوزتين.
• قلة احتمالية تكرار الإصابة بعدوى اللوزتين: يعد استئصال اللوزتين خيارًا مثاليًا للأطفال الذين يعانون من التهاباتٍ بكتيرية في اللوزتين عندما يصل عدد مرات الالتهابات في السنة الواحدة إلى سبع مرات أو أكثر، أو خمس مرات خلال سنتين، أو ثلاث مرات خلال ثلاث سنوات، ويجدر بالذّكر أنّ استئصال اللوزتين لا يمنع آلام الحلق النّاتجة عن عدوى فيروسية، أو نزلات البرد الاعتيادية.
• استخدامٌ أقلّ للأدوية: عادةً ما تُستخدَم المضادات الحيوية للقضاء على التهابات اللوزتين البكتيرية، وتكمن المشكلة في أنّ المضادات الحيوية قد تقضي على البكتيريا النّافعة أحيانًا، كما أنّ كثرة استخدام المضادات الحيوية تؤدي إلى مقاومة البكتيريا لهذه المضادات، ما يجعلها غير فعّالة لاحقًا، فيؤدي استئصال اللوزتين إلى تجاوز هذه المشكلة بسبب الحدّ من استخدام المضادات الحيوية.
• تقليل نسبة تغيّب الطّفل عن المدرسة: وذلك بسبب غياب مشكلة التهابات اللوزتين بعد استئصالهما، وبالتالي التقليل من احتمالية المرض واضطرار الطفل للتغيب عن المدرسة، كما وأنّه عادةً ما يترافق تضخم اللوزتين مع قلّة النوم، فبعد العملية تتحسّن قدرة الطفل على النوم ويصبح أكثر نشاطًا.

نصائح ما بعد إجراء عملية استئصال اللوزتين

فيما يلي بعض النصائح العملية لتحسين الحالة الصحية بعد إجراء استئصال اللوزتين:^[١٠]

• تقديم الطعام أو الشراب البارد للطفل: إذ يُنصَح بمضغ قطع الثلج، أو تناول المثلّجات، إذ إنّها تعمل على ترطيب المنطقة، وتخديرها بشكل طبيعي، مما يقلل الألم.
• إعطاء الطفل مسكنات الألم: وذلك حسب الوصفة المقترحة من الطبيب وبالالتزام به وعدم تفويت جرعاته.
• خلق جو مريح للمساعدة على الشفاء: من خلال توفير بيئةٍ هادئة، وإمداد الطفل بوسائل التّسلية التي تجعله يصرف التّفكير عن الألم.
• مراجعة الطبيب في حال حدوث أيّة مضاعفات.

ما هي طرق استئصال اللوزتين؟

يمكن إجراء استئصال اللوزتين بإحدى الطرق التالية:^[١١]

• الطّريقة التقليدية: والتي تتمّ بإجراء شقوقٍ وجروحٍ في الفم، باستخدام الحرارة والمشارط لإزالة نسيج اللوزتين.
• استئصال اللوزتين بأمواج الراديو: تم استحداث طريقة جديدة باستخدام موجات الراديو لاستئصال اللوزتين، فمن إيجابيات هذه الطّريقة أنّها ذات مضاعفاتٍ أقل، ونتائج أكثر أمانًا، وآلامٍ ومدّة شفاءٍ أقلّ، وذلك لأنه لا يتمّ استخدام الحرارة فيها، مما يحافظ على الأنسجة المحيطة.