تعرّف القوقعة (بالإنجليزية: Cochlea) على أنّها الجزء المسؤول عن السمع في الأذن الداخلية، وهذا الاسم مشتق من كلمة (حلزون) في اللغة اليونانية، وذلك بسبب شكل القوقعة الملفوف المميز الشبيه بالحلزون إلى حدٍّ ما، وتوجد العديد من الأمراض التي قد تصيب القوقعة، وسنتحدث في هذا المقال حول أبرز الأمراض التي تصيب قوقعة الأذن والأعراض التي تسببها.[١]


أمراض قوقعة الأذن وأعراضها

يعدّ التيه العظمي (بالإنجليزية: Osseous labyrinth) أحد أجزاء الأذن الداخلية، ويحتوي على الجهاز الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular system)، الذي يتكون من الدهليز، والقنوات نصف الدائرية، والقوقعة التي تكون مملوءة بسائل، ويوجد داخلها عضو كورتي (بالإنجليزية: Organ of Corti)، الذي يحتوي على 30000 خلية شعرية، ويمكن أن تصاب القوقعة نتيجة التعرض المستمر للأصوات العالية، مما يؤدي إلى التلف والتدمير التدريجي للخلايا الشعرية بشكلٍ دائم، وينتج عن تلف القوقعة الحالات المرضية التالية:[٢]


فقدان السمع

توجد العديد من العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى تدمير خلايا الأذن الداخلية والتسبب بفقدان السمع (بالإنجليزية: Hearing loss)، ومن أهمها التعرض للأصوات العالية التي تؤدي إلى تدمير الخلايا الشعرية، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في الأذن آلية حماية تُعرف بالمنعكس الصوتي (بالإنجليزية: Acoustic reflex)، الذي يعمل على حماية الخلايا عن طريق إحداث اهتزازات في عظام الأذن الوسطى لتقليل الأصوات العالية،[٢] وقد يُستدَل على إصابة الفرد بفقدان السمع من خلال ظهور الأعراض التالية:[٣]

  • يطلب من الآخرين تكرار الكلام.
  • يواجه صعوبة أثناء التحدث على الهاتف.
  • يواجه مشكلة في متابعة الحديث، وخاصة في الأماكن الصاخبة.
  • يعاني من الإرهاق.
  • ينسحب من المواقف الاجتماعية بسبب صعوبة سماع الآخرين.


طنين الأذن

يُمكن وصف طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) على أنه سماع رنين أو أصوات أخرى في إحدى الأذنين أو كليهما، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأصوات لا تنتج عن مصادر خارجية ولا يسمعها أحد عدا الشخص المصاب، ويمكن للمصاب أن يسمع أصوات أخرى بالإضافة للرنين؛ مثل الأزيز، والهدير، والطقطقة، والصفير.[٤]


مرض منيير

يعرف مرض منيير (بالإنجليزية: Ménière disease)، على أنه اضطراب في التوازن، بحيث يحدث نتيجة خلل يصيب جزء من الأذن الداخلية المسمى بالتيه (بالإنجليزية: Labyrinth)، مما يؤدي إلى تراكم السوائل فيه مسببًا الشعور بالدوار الشديد، كما يؤثر أيضًا في السمع،[٥] وتشمل الأعراض التي تظهر خلال نوبة مرض منيير ما يلي:[٦]

  • الدوخة أو الدوار.
  • عدم الثبات عند الوقوف على القدمين.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • سماع أصوات رنين، أو هدير، أو أزيز في الأذنين.
  • تراجع القدرة على السمع.
  • ضغط أو ألم في الأذن.[٧]


ورم العصب السمعي

يعرف ورم العصب السمعي (بالإنجليزية: Acoustic neuroma)، بأنه ورم حميد ينشأ من الأعصاب الموجودة في الأذن الداخلية، ويمكن أن يسبب ورم العصب السمعي مشاكل في التوازن مما يؤدي إلى الإصابة بالدوخة، كما قد يسبب فقدان السمع أو طنين الأذن،[٨] وتشمل أعراض ورم العصب السمعي الشائعة ما يلي:[٩]

  • فقدان السمع في أذن واحدة، إذ لا يمكن للمصاب سماع الأصوات العالية.
  • الشعور بامتلاء في الأذن.
  • سماع رنين في الأذن التي تحتوي على الورم.
  • مشاكل في التوازن أو عدم الثبات، والمشي بطريقة غير ثابتة.
  • الإصابة بتنميل وخدران في الوجه، وفي حالاتٍ نادرة قد يُصاب الشخص بشلل في عصب الوجه.
  • الصداع.
  • التشوّش الذهني.
  • ضعف القدرة على تنسيق الحركات الإرادية، أو ما يسمى بالاختلاج الحركي (بالإنجليزية: Ataxia).[١٠]


الاضطرابات المناعية

قد تُصاب القوقعة والدهليز باضطرابات المناعة الذاتية الناجمة عن مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الأذن الداخلية،[١١] مما يتسبب بفقدان السمع الحسي العصبي (بالإنجليزية: Sensorineural hearing loss)، وتشمل أعراضه ما يلي:[١٢]

  • الدوار.
  • طنين الأذن.
  • الشعور بامتلاء في الأذن.


متى يكون الدوار سببًا لمراجعة طبيب الأذن؟

يمكن أن تؤدي العديد من الحالات الطبية إلى إصابة الفرد بالدوخة، بما في ذلك اضطرابات الأذن الداخلية، ويجب على المريض المصاب بالدوخة مراجعة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة في حال عدم الشعور بالتحسن بعد فترة، أو في حالة المعاناة من فقدان السمع أو طنين في الأذن، أو ترافق الدوخة مع إحساس ضغط في الرأس والأذنين.[١٣]


هل يمكن علاج الخلايا الشعرية التالفة في القوقعة؟

الجواب لا، فبالرغم من أنه لا يمكن علاج الخلايا الشعرية التالفة في القوقعة ولكن قد تساعد زراعة القوقعة (بالإنجليزية: Cochlear implants) بتحسين الأعراض في حالات الإصابة بتلف شديد في القوقعة، إذ تقوم القوقعة الصناعية بوظيفة الخلايا الشعرية التالفة، عن طريق تحويل الصوت إلى نبضات كهربائية، ويتم ذلك من خلال التقاط الصوت بواسطة الميكرفون الذي يوضع على الأذن، ثم تستقبل القوقعة الصناعية الصوت وتعمل على تحويله إلى نبضات كهربائية تنتقل إلى العصب السمعي.[١٤]


المراجع

  1. "How the ear works", www.hearinglink.org, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Introduction to Inner Ear Disorders ", www.msdmanuals.com, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  3. " 5 Sensorineural Hearing Loss Symptoms You Should Know ", www.webmd.com, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  4. "Tinnitus", www.mayoclinic.org, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  5. "Ménière Disease", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  6. " Ménière's disease", www.nhs.uk, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  7. " Meniere's Disease ", www.medlineplus.gov, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  8. " The Anatomy of the Cochlea ", www.verywellhealth.com, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  9. "Acoustic Neuroma", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  10. "Acoustic Neuroma", www.rarediseases.org, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  11. "AUTOIMMUNE INNER EAR DISEASE", vestibular, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  12. " Autoimmune vestibulo-cochlear disorders ", www.pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  13. " When to See an ENT for Dizziness", www.snoringaustin.com, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  14. "What is Cochlear Damage?", www.advancedbionics.com, Retrieved 7/6/2021. Edited.