تُفرِز الغدد اللعابية (Salivary Glands) اللعاب الذي يُحافِظ على صحّة الفم والأسنان، ويعمل دومًا على ترطيب التجويف الفمي الذي يعد ضروريًا للتحدث وتذوق الطعام.[١]

عدد الغدد اللعابية في الفم ومواقعها

تُقسم الغدد اللعابية في الفم لقسمين هما الغدد اللعابية الرئيسية والتي تضم ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية، والغدد اللعابية الثانوية أو الصغيرة التي يتراوح عددها ما بين 600 - 1000 غدة تقريبًا موزّعة في بطانة الفم والحلق،[٢] وفيما يأتي توضيحًا لهذه الغدد ومواقعها:


الغدد اللعابية الرئيسية

هي أكبر الغدد اللعابية والمسؤولة عن إفراز معظم كمية اللعاب في الفم، وتُقسم هذه الغدد إلى 3 أنواع،[٣] وفيما يأتي توضيحًا لها:

  • الغدد النكفية أو النُكافيّة: (Parotid Glands)، أكبر أنواع الغدد اللعابية، وتقع أمام الأذنين مباشرةً، وتُفرز لعابًا مائيًا سائل القوام في الفم عبر قناة تقع بالقرب من الضرس العلوي الثاني، ويتميز هذا اللعاب بأنه يحتوي على إنزيم الأميليز (Amylase) الذي يلعب دورًا مهمًا في بدء عملية هضم النشويات، وتُساهم كل غدة نكفية بما يُقارب 10% من اللعاب الموجود في الفم، ولكن عند تحفيز اللعاب بفعل وجود الطعام في الفم، أو نتيجة شم رائحته، أو رؤيته فإن كل غدة نكفية تُفرز ما يُقارب 25% من اللعاب في الفم.[٣][٢]
  • الغدد تحت الفك السفلي: (Submandibular Glands)، زوج من الغدد التي تقع تحت الفك السفلي، وتُشبه في حجمها حجم حبة الجوز،[٣] وتُفرز كلًا من اللعاب المائي السائل واللعاب المخاطي في الفم في منطقة تحت اللسان، والذين يُساعدان على ترطيب الطعام أثناء عملية المضغ، وتُسهيل عملية البلع،[٤] كما وتُساهم هذه الغدد في إفراز ما يُقارب 70% من كمية اللعاب في الفم.[٢]
  • الغدد تحت اللسان: (Sublingual Glands)، أصغر أنواع الغدد اللعابية الرئيسية، وتتواجد أسفل جانبي اللسان، وتُشبه في شكلها حبة اللوز، وتُفرز كلا النوعين من اللعاب المائي والمخاطي، إلّا أنها تكون مخاطية أكثر في طبيعتها، وتُساهم بما يُقارب 3 - 5% من كمية اللعاب الكلي الموجود في الفم.[٣][٥]


الغدد اللعابية الصغيرة

تتواجد المئات من الغدد اللعابية الصغيرة في الفم وأجزاء من الجهاز الهضمي، وتتميز بأنها صغيرة جدًا تحتاج إلى مجهرٍ لرؤيتها بوضوح؛ إذ يتراوح قطرها ما بين 1 - 2 ميليمتر، وتتوزّع في بطانة الشفتين، واللسان، وسقف الحلق، وداخل الخدين، والأنف، والجيوب الأنفية، والحنجرة.[٣][٢]


وظائف الغدد اللعابية

تُفرز الغدد اللعابية سائلًا شفافًا يُسمى اللعاب، والذي يلعب دورًا مهمًا في أداء العديد من الوظائف المهمة، ويُذكر منها ما يأتي:[٦]

  • الارتباط بالطعام للمساعدة على بلعه: إذ إن ارتباط اللعاب بالطعام يجعله سهلًا للانزلاق عبر المريء، ودون أي يُحدث أي أَضرارٍ في الأغشية المخاطية.
  • إذابة الأطعمة الصلبة: لتذوّق الطعام لا بدّ من إذابة الجزئيات الصلبة والجافة منه في اللعاب.
  • الحفاظ على نظافة الفم: يعمل اللعاب على غسل تجويف الفم باستمرار تقريبًا للمحافظة على نظافته، إلّا أن إفراز اللعاب يقل خلال ساعات النوم، الأمر الذي يسمح للبكتيريا بالتراكم في الفم، ومن الجدير بالذكر أن الإنزيم الذي يحتويه اللعاب يُزيل العديد من أنواع البكتيريا، وبالتالي يمنع النمو المفرط لها في الفم.
  • البدء بعملية هضم النشويات.


أمراض الغدد اللعابية

قد تُصاب الغدد اللعابية أو القنوات اللّعابيّة (التي تُصرّف اللعاب) بالعديد من المشاكل الصحية،[٧] ومن أكثر أمراض الغدد اللعابية شيوعًا ما يأتي:

  • الحصى اللعابية: (Sialolithiasis)، حالة مرضية تتسبب في ظهور حصوات لعابية صغيرة في الغدد، وتتكون هذه الحصوات من الكالسيوم بشكلٍ أساسي، ومن الجدير بالذكر أن بعض الحصوات لا تتسبب في ظهور أي أعراض، ولكن بعضها الآخر قد يسدّ القنوات ويُسبب توقف في تدفق اللعاب إمّا جزئيًا أو كليًا.[٨]
  • التهاب الغدة اللعابية: (Sialadenitis)، عدوى بكتيرية تُصيب الغدد اللعابية وتتسبب في الألم الشديد، وعادةً ما تُصيب كبار السن الذين لديهم حصوات في الغدد اللعابية، كما قد تُصيب حديثي الولادة خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياتهم.[٨]
  • العدوى الفيروسية: قد تتسبب بعض أنواع الفيروسات كالإنفلونزا، والنكاف، والعديد من الفيروسات الأخرى في تضخّم الغدد اللعابية.[٨]
  • تكيسات الغدد اللعابية: تظهر عادةً بعد تعرّض الغدد اللعابية لالتهابات، أو حصوات، أو أورام، كما أن بعض الأطفال يولدون بهذه المشكلة نتيجةً لتطور الأذن المبكر لديهم.[٨]
  • متلازمة شوغرن: (Sjögren's Syndrome)، مرض مناعي يُهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الغدة اللعابية، وغيرها من الخلايا التي تُنتج السوائل في الجسم.[٧]
  • الأورام: يُمكن أن تُصاب الغدد اللعابية بالعديد من الأورام السرطانية أو الحميدة، وفيما يلي النوعان الأكثر شيوعًا لها:[٧]
  • الورم الغدي متعدد الأشكال: (Pleomorphic Adenomas)، وهو الذي يُصيب الغدة النكفية، ويُمكن أن يُصيب الغدد تحت الفك السفلي، أو الغدد اللعابية الصغيرة.
  • ورم وارثين: (Warthin's Tumor)، هو ورم حميد يؤثر في الغدة النكفية، ويمكن أن ينمو أيضًا على جانبي الوجه.


المراجع

  1. "Introduction to Salivary Glands: Structure, Function and Embryonic Development", Karger Journal , 2010, Folder 14, Page 1 - 20. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "PAROTID & SALIVARY GLAND INFO", parotidsurgerymd, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Salivary Glands Anatomy", mskcc, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  4. Jonathan Delf (22/11/2020), "The Submandibular Gland", teachmeanatomy, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  5. Jonathan Delf (15/6/2020), "The Sublingual Gland", teachmeanatomy, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  6. "Salivary Glands and Saliva", vivo.colostate, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت Mary Anne Dunkin (24/1/2020), "Salivary Gland Problems", webmd, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Salivary Gland Disease and Tumors", cedars-sinai, Retrieved 22/9/2021. Edited.