يعد الأكل والشرب جزءًا مهمًّا من حياتنا اليومية ولا يمكننا الاستغناء عنه، وذلك لتغذية الجسم وترطيبه، وللاستمتاع أيضاً، ولكن يمكن أن تحد مشكلة صعوبة البلع من ما يأكله الشخص ويشربه، وقد يؤدّي ذلك إلى الإصابة بمشكلاتٍ صحيّة، والشعور بالإحباط والتوتر.[١]

ما معنى صعوبة البلع؟

يُعرَف صعوبة البلع طبّيًّا بعُسر البلع (بالإنجليزية: dysphagia)، وهي مشكلة شائعة تؤثّر في كبار السّن غالبًا، حيث يدخل الطعام أو الشراب إلى مجرى الهواء بدلاً من المعدة، وتتضمن عدّة مشاكل، كالمصّ، أو البلع، أو الشّرب، أو المضغ، أو الأكل، أو إغلاق الشفتين، أو عندما يسير الطعام أو الشراب بطريقة خاطئة، وقد تنتج عن حالات طبّيّة خطيرة يجب مراجعة الطبيب في حال حدوثها، كما يمكن أن تؤدّّي صعوبة البلع إلى سوء التغذية، والجفاف، والالتهاب الرّئوي، وتتمثّل العلامات المبكّرة لصعوبة البلع في الاختناق أثناء الأكل والشرب، أو السّعال، أو التقيّؤ.[١]


ما أعراض صعوبة البلع؟

يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في ابتلاع بعض الأطعمة أو السوائل، بينما لا يستطيع البعض الآخر ابتلاع الطعام أو الشراب على الإطلاق، إذ يمكن أن تسبّب صعوبة البلع أعراضًا عدةً، مثل: فقدان الوزن والتهابات الصدر المتكرّرة، وتوجد بعض الأعراض الأخرى لصعوبة البلع، ومنها:[٢]

  • عدم القدرة على مضغ الطعام بشكلٍ صحيح.
  • السّعال، أو الاختناق عند الأكل أو الشرب.
  • خروج الطعام من الأنف أحيانًا.
  • إصدار صوت مزعج عند الأكل أو الشرب.
  • الإحساس بأنّ الطعام عالق في الحلق أو الصدر.
  • سيلان اللّعاب المستمرّ.
  • مواجهة مشكلة في دفع الطعام إلى المريء.[٣]
  • مواجهة مشكلة في تشكيل الطعام والسائل على شكل كرة ناعمة في الفم للبلع.[٣]
  • صعوبة دفع الطعام أو السوائل إلى مؤخّرة الفم.[٣]
  • تناول الوجبة خلال وقت طويل، أي تستغرق الوجبة الواحدة حوالي أكثر من 30 دقيقة.[١]
  • المعاناة من حرقة في المعدة بشكل منتظم.[١]
  • ضيق في التنفس عند الأكل والشرب.[١]
  • تجنّب تناول بعض الأطعمة بسبب صعوبة ابتلاعها.[١]


ما الفرق بين صعوبة البلع وألم البلع؟

بدايةً يجدر التنبيه إلى أنّ الشعور المرافق لعسر أو ألم البلع قد يحدث عندما يدخل الطعام أولاً إلى الحلق من الفم، أو عندما يعبر إلى أسفل في القناة المريئيّة، ويمكن التمييز بين المصطلحين من خلال تعريف كل منها، فصعوبة البلع يوصف بوجود شيئًا عالقًا في الحلق أو الصّدر يمنع من البلع بشكلٍ صحيح، أمّا ألم البلع (بالإنجليزية: Odynophagia) هو الشعور بالألم عند البلع، ويوصف بالشّعور بألمٍ أو حرقان في الحلق أو عظم الصّدر، وقد يظهر على شكل ثقل أو ضيق في الصّدر.[٤]


ما أنواع صعوبة البلع وأسبابهم؟

توجد ثلاثة أنواع عامّة لصعوبة البلع، وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الأسباب:[٥]

  • صعوبة البلع المريئي: وهو ما يعرف بصعوبة البلع المنخفض، وعادةً ما يحدث بسبب انسداد أو تهيّج في المريء، وقد يحتاج إجراء عمليّة جراحيّة في كثيرٍ من الأحيان.
  • صعوبة البلع الفموي: وهو ما يعرف بصعوبة البلع المرتفع، في هذه الحالة تكمن المشكلة في الفم أحيانًا، ويعود سبب ذلك إلى مشاكل في نقل الطعام من الفم، أو ضعف اللّسان بعد الإصابة بالسّكتة الدماغيّة، أو صعوبة مضغ الطعام.
  • صعوبة البلع: هنا تكمن المشكلة في الحلق، فتحدث مشكلات الحلق بسبب مشكلة عصبيّة تؤثّر في الأعصاب، مثل: مرض باركنسون أو السّكتة الدماغيّة.


ما عوامل خطر صعوبة البلع؟

نذكر فيما يلي بعض من عوامل الخطر التي قد تسبب الإصابة بصعوبة البلع:[٦]

  • الإصابة بحالات صحيّة معيّنة: توجد بعض الحالات التي من المرجّح أن يواجه الأشخاص المصابون بها صعوبة في البلع، مثل بعض الاضطرابات العصبيّة.
  • الشيخوخة: يعتبر كبار السّن أكثر عرضة لخطر صعوبات البلع؛ بسبب الشيخوخة الطبيعيّة، والتآكل الطبيعي للمريء، وزيادة خطر الإصابة بحالات معيّنة، مثل السّكتة الدماغية أو مرض باركنسون.[٧]


ما تشخيص صعوبة البلع؟

قد يشمل تشخيص صعوبة البلع اختبارًا يتم إجراؤه في عيادة الطبيب، حيث يلاحظ الطبيب طريقة ابتلاع المريض للطعام من خلال منظار مرن يدخله في أنفه، ويقيّم ذلك من خلال الألياف الضوئيّة أو بالأشعّة السينيّة للرّقبة والصّدر أثناء البلع، بالإضافة إلى فحص الحلق والحنجرة، وبالتالي سيحدّد جمع المعلومات من الفحص الشّامل حول ما إذا كان عسر البلع ناتجًا عن مشكلة في المريء، أو الحنجرة، أو الحلق.[٣]


ما علاج صعوبة البلع؟

يمكن تحسين العديد من حالات صعوبة البلع بالعلاج المناسب، ولكن يعتمد العلاج عادةً على سبب صعوبة البلع ونوعه، وفيما يأتي توضيح لأهم علاجات صعوبة البلع.[٨]


العلاجات المنزليّة لصعوبة البلع

يمكن علاج صعوبة البلع وتخفيف الأعراض منزليًّا من خلال اتباع نصائح وعلاجات بسيطة يمكن إدراجها كما يلي:[٦]

  • احرص على تغيير عادات الأكل: إذ يُنصح بمضغ الطعام جيّدًا، وتناول الطعام بشكلٍ أبطأ، وتقطيع الطعام إلى قطعٍ أصغر، وتناول وجبات أصغر حجمًا على فتراتٍ متباعدة، كما يُنصح بتجنّب شرب الكحول، والتبغ، والكافيين.
  • تناول الأطعمة ذات القوام المختلف: تمثّل السوائل كالقهوة والعصير والأطعمة اللزجة مشكلة لبعض الناس فقد تجعل البلع صعبًا، وبالتالي لا بد من تجنّب الأطعمة التي تسبّب تلك المتاعب، لذلك ينصح تغيير قوام الطعام والسوائل؛ لجعلها سهلة عند البلع.[٨][٦]
  • احرص على تغيير وضعيّة الجلوس أثناء تناول الطعام: أي تناول الطعام مع ثني الرّقبة للأمام، أو بوضعٍ مستقيم، أو إمالة الرّأس للخلف.[٩]
  • قلل من مصادر التشتت المحيطة بك أثناء الوجبات: إذ ينصح بتناول الطعام في أقصى درجات اليقظة.[٩]
  • مارس بعض التمارين المفيدة لعضلات البلع: يمكن تعلّم كيفيّة وضع الطعام في الفم والجلوس بوضعيّة صحيحة؛ للمساعدة على البلع بشكلٍ أفضل، فقد يحتاج الشخص للقيام بتمارين لتدريب عضلاته إذا كان لديه مشكلة في العقل، أو العضلات، أو الأعصاب.[١٠]


العلاجات الطبّيّة لصعوبة البلع

يُركّز علاج صعوبة البلع عادةً على معالجة السّبب الكامن وراء حدوثه، إذ توجد خيارات عديدة للعلاج، وفيما يأتي أمثلة عليها:[١٠]

  • التنظير الداخلي: وفي هذا الإجراء يلجأ الطبيب إلى استخدام منظار طويل ورفيع لإزالة جسم عالق في المريء، وقد يساعد ذلك على علاج الحالة.
  • التوسّع: قد يلجأ الطبيب إلى إجراء هذا العلاج أكثر من مرّة، إذ يتم وضع جهاز أسفل المريء لتوسيع أي مناطق ضيّقة فيه بعناية.
  • العلاجات الدوائية: تساعد الأدوية الموصوفة أو المضادّات الحيويّة على منع حمض المعدة من دخول المريء إذا كانت حالة صعوبة البلع مرتبطة بارتجاع المريء، أو حرقة المعدة، أو التهاب المريء.
  • الجراحة: قد يحتاج الطبيب إلى إجراء جراحة في حال وجود جسم ما يسد المريء، مثل الورم حيث يقوم بإزالته.


هل يمكن الوقاية من صعوبة البلع؟

يمكن أن يقلّل الاكتشاف المبكّر والعلاج الفعّال لبعض الحالات الطبية التي تسبب صعوبة البلع كالارتجاع المعدي المريئي على سبيل المثال من خطر الإصابة بصعوبة البلع المرتبط بتضيّق المريء، وعلى الرّغم من عدم إمكانيّة منع صعوبة البلع، إلا أنّه يمكن التقليل من خطر التعرّض لهذه الحالة من خلال اتّباع بعض الطرق المنزليّة المذكورة سابقًا، كالأكل ببطء ومضغ الطعام جيّدًا.[٦]


ما مضاعفات صعوبة البلع؟

يمكن أن تسبب صعوبة البلع حدوث بعض المضاعفات خاصّة إذا تمّ ابتلاع شيء ما بطريقة خاطئة ودخل الرئتين، والذي بدوره قد يسبّب الالتهاب الرّئوي التنفّسي، وفيما يأتي بعض المضاعفات الأخرى التي يمكن حدوثها بسبب صعوبة البلع:[٥]

  • الإصابة بالجفاف: ويحدث بسبب عدم تناول كميّات كافية من السّوائل، وذلك بسبب عدم قدرة الفرد على الشّرب بشكلٍ صحيح.
  • سوء التغذية: قد لا يحصل الأفراد المصابين بصعوبة البلع على ما يكفي من العناصر الغذائيّة المهمة للتمتع بصحّة جيّدة.


ما هو سير مرض صعوبة البلع؟

قد يعود البلع إلى طبيعته مع الممارسة في حال خضوع الشخص لعمليّة جراحيّة أو علاج إشعاعي للسّرطان، وإذا كانت صعوبة البلع ناتجة عن حالة عصبيّة، مثل: السّكتة الدماغيّة أو التصلّب المتعدّد، فقد يكون التنبّؤ بالحالة أقل، ولكن قد يتحسّن صعوبة البلع في هذه الحالات من خلال ممارسة بعض التمارين؛ لتحسين وظيفة البلع العصبيّة والعضليّة بشكلٍ عام، ويجدر بالذّكر أنّ التشخيص وسبب صعوبة البلع يحدّدان مدّة الإصابة، ويعتمد سير المرض على عدّة عوامل، كالسّبب الأساسي، وميل الحالة إلى التقدّم، وتوافر العلاج المناسب، والاستجابة للعلاج.[١١][١٢]





المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Dysphagia (difficulty swallowing)", healthdirect, 4/2020, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  2. "Dysphagia (swallowing problems)", nhs, 4/3/2021, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Kimberly Webster, "Dysphagia", hopkinsmedicine, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  4. Dan Brennan (19/2/2021), "What Is the Difference Between Odynophagia and Dysphagia?", medicinenet, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Tim Newman (21/12/2017), "What causes difficulty swallowing (dysphagia)?", medicalnewstoday, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Dysphagia", mayoclinic, 17/10/2019, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  7. "Dysphagia", sparrow, 22/12/2020, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Dysphagia (swallowing problems)", nhsinform, 15/1/2021, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Ashutosh Kacker, Raymond Turley and Stacey Wojcik, "Dysphagia", cedars-sinai, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب Healthwise Staff (15/4/2020), "Difficulty Swallowing (Dysphagia)", uofmhealth, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  11. : Jay W. Marks (15/1/2021), "Swallowing Problems (Dysphagia) Causes, Symtpoms, and Treatment", medicinenet, Retrieved 1/6/2021. Edited.
  12. Brett Sears (25/10/2020), prognosis for dysphagia is variable and largely,to normal with practice and as things heal. "Dysphagia and Swallowing Problems", verywellhealth, Retrieved 1/6/2021. Edited.