ما هي الإنفلونزا الإسبانية؟

الإنفلونزا الإسبانية (Spanish Flu) هي أعظم جائحة وبائية أثّرت على أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأجزاء من آسيا، ثم انتشرت إلى جميع أنحاء العالم، بدأت في ربيع عام 1918 م أواخر الحرب العالمية الأولى، تسبب بها نوع فيروس سريع الانتشار أطلق عليه اسم فيروس "H1N1"، وخلّفت آثار مدمّرة وراءها، فتسببت بإصابة ثلث سكان العالم، ووفاة أكثر من 50 مليون شخص.[١]


ما يميّز هذه الجائحة إلى جانب الخسائر البشرية العظيمة، أنها كانت على موجتين، الموجة الأولى والأخف كانت في ربيع-خريف عام 1918م، والموجة الثانية الأشد في شتاء عام 1919م، وأيضاً على غير العادة، لم تنحصر مخاطر الإنفلونزا الإسبانية على الأطفال وكبار السن والأشخاص المُصابين بالأمراض المزمنة، بل أثّرت أيضاً على الشباب الأصحاء الذين لم يعانوا من أي مشاكل صحية مسبقة.[١][٢]



حدثت جائحة أخرى من سلالة فيروس "H1N1" عام 2009م هي إنفلونزا الخنازير، ولكنها كانت أخف بكثير من الإنفلونزا الإسبانية.




لماذا سميت بالإنفلونزا الإسبانية؟

على غير المتوقّع، لم تبدأ الإنفلونزا الإسبانية من إسبانيا، إذ لا يُعرف بالضبط حتى الآن من أين بدأت هذه الجائحة، لكن سُميت بهذا الاسم؛ لأن أول إعلان عن حالة إصابة بدأت من إسبانيا كونها كانت محايدة في فترة الحرب العالمية الأولى، وكانت أخبارها تنتشر في كل دول العالم، على عكس الدول المُحاربة الأخرى التي رفضت الإعلان عن إصاباتها في تلك الفترة.[٣]


سببها

سبب الإنفلونزا الإسبانية كان نوع من فيروسات (أ) ذو طفرة جينية من الطيور أُطلق عليه اسم فيروس "H1N1"، ولا يُعرف سبب القوة العظيمة والخسائر الكبيرة التي تسبب بها هذا الفيروس، لكن في تلك الفترة لم تكن المنظومات الصحية متطورة كما في وقتنا الحالي، ولم توجد المضادات الحيوية والأدوية التي تُعالج المضاعفات التي تسببها فيروس "H1N1".[٤]



انتقلت عدوى الإنفلونزا الإسبانية بين الأشخاص بنفس الطريقة التي تنتقل بها الإنفلونزا في وقتنا الحالي.




أعراض الإنفلونزا الإسبانية

أعراضها شبيهة بالإنفلونزا العادية، لكنها كانت أشد، وتتضمن:[٥]

  • ارتفاع مُفاجئ وشديد في درجة حرارة الجسم.
  • سعال جاف.
  • صداع.
  • التهاب الحلق.
  • آلام الجسم.
  • سيلان الأنف.
  • قشعريرة.
  • إرهاق شديد.



تطوّرت أعراض الإنفلونزا الإسبانية لدى البعض إلى التهاب رئوي بكتيري حاد، واضطرابات تنفّسية أخرى تسبّبت في وفاة البعض في نفس يوم الإصابة بالعدوى.




لماذا قتلت الإنفلونزا الإسبانية الملايين حول العالم؟

سبب خطورة الإنفلونزا الإسبانية في تلك الفترة يعود إلى العوامل التالية:[٥]

  • عدم توافر العلاجات المناسبة؛ لأن سبب الإنفلونزا كان مجهولاً.
  • فقر الدعم الطبي؛ لأن عدد كبير من الأطباء كانوا مُشاركين في الحرب العالمية الأولى.
  • قدرة الفيروس الاستثنائية على التكاثر بسرعة، وإصابة الرئة بمضاعفات خطرة.
  • التزاحم الكبير بين الناس نتيجة اندلاع الحرب، مما جعل من السهل انتقال العدوى بينهم.


ما العلاجات التي استُخدمت للإنفلونزا الإسبانية؟

لم يكن هناك علاج طبي للأسف، فلم تكن هناك لقاحات، أو مضادات حيوية لعلاج الالتهاب الرئوي، وكان هناك ضعف في المنظومة الصحية، ولكن اعتمدت بعض الدول على الإجراءات الوقائية الاحترازية لتقليل نسب الإصابة، منها ارتداء الكمامات، الحجر الصحي، إغلاق الأماكن العامة، وتشجيع إجراءات السلامة العامة من تنظيف وتعقيم اليدين باستمرار.[٤][٢]


وواحدة من الأخطاء الطبية الفادحة التي ارتكبت في تلك الفترة، هي إعطاء جرعات عالية جداً من الأسبرين لتخفيف أعراض الإنفلونزا الإسبانية، وصلت إلى 30 غرام في اليوم، ونجم عنها حالات تسمم تسببت في زيادة الخسائر البشرية من الجائحة.[٦]


متى انتهت؟

انتهت الإنفلونزا الإسبانية في نهاية عام 1919 م، واعتُبرت ثاني أكبر جائحة تسببت بالوفيات بعد وباء الطاعون، حيث نجم عنها وفاة ما بين 50-100 مليون شخص حول العالم، وهو عدد أكبر من مجموع الوفيات في الحرب العالمية الأولى، التي وصلت إلى 18 مليون وفاة تقريباً.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "1918 Influenza Epidemic Records", phmc, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Spanish Flu", history, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  3. "Partner Key Messages on the 1918 Influenza Pandemic Commemoration", cdc, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "History of 1918 Flu Pandemic", cdc, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "Spanish Flu", my.clevelandclinic, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  6. "The “Greatest Pandemic in History” Was 100 Years Ago – But Many of Us Still Get the Basic Facts Wrong", healthline, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  7. "Influenza pandemic", nma, Retrieved 11/10/2022. Edited.