انحراف الوتيرة

انحراف الوتيرة (بالإنجليزية: Deviated Septum) هو إزاحة أو تحرك الحاجز الأنفي الفاصل بين فتحتي الأنف، ففي الوضع الطبيعي يقع هذا الحاجز المكوّن من العظام والغضاريف في المنتصف بين فتحتي الأنف، إلا أنّه أحيانًا قد ينحرف باتجاه جانب واحد من الفتحتين، أو يصبح ملتويًا،[١] وقد أشارت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Journal of Otolaryngology - Head & Neck Surgery عام 2019 ميلادي أن انحراف الوتيرة يعد سببًا شائعًا لحدوث انسداد الأنف، إذ يصيب ما يصل إلى 80% من البشر،[٢] ولكن العديد من الأشخاص لا يعانون من أي أعراض، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بانحراف الوتيرة لا يعني ضرورة التدخل الطبي، فالاختلالات الشديدة والتي تسبب عدّة مشاكل في التنفس هي الحالات التي تتطلب العلاج.[٣][٤]

أعراض انحراف الوتيرة

في معظم حالات انحراف الوتيرة لا يعاني المرضى من أية أعراض، وهذا يعني أنّهم قد لا يدركون أنهم مصابون بانحراف الوتيرة أساسًا،[٥] ولكن من الممكن للأعراض التالية أن ترافق انحراف الوتيرة:

  • احتقان الأنف: وهو أكثر الأعراض شيوعًا، ويتميز بأنّ الاحتقان في أحد جانبي الأنف يكون أكثر من الآخر، ويرافق ذلك صعوبة في التنفس،[٤] وقد يُلاحظ المُصاب ذلك بشكل أكبر عندما يُصاب بالرشح أو الحساسية المسببين لتضيق الممرات الأنفية وتضخمها.[٥]
  • صعوبة التنفُّس.[٤]
  • التهاب الجيوب الأنفية المتكرر.[٤]
  • نزيف متكرر في الأنف.[٤]
  • الصداع.[٤]
  • التنقيط الأنفي الخلفي: (بالإنجليزية: Postnasal Drip)، ويعني الشعور بتجمع المخاط في الحلق، أو بابتلاع المخاط من مؤخرة الحلق، ففي الوضع الطبيعي يحدث ابتلاع المخاط دون وعي.[٦]
  • التنفس بصوت عال والشخير أثناء النوم.[٤]
  • الشعور بألم في الوجه.[٤]
  • الوعي بالدورة الأنفية: في الوضع الطبيعي يحدث انسداد بإحدى فتحتي الأنف بشكل متبادل من جانب إلى آخر، وهو ما يعرف بالدورة الأنفية، ولا يعي أي شخص حدوث ذلك، أمّا إدراك الشخص أو وعيه لها فهو أمر غير معتاد، وقد يشير إلى انحراف الوتيرة.[٥]
  • تفضيل النوم على جانب واحد من الجسم: من أجل تحسين التنفس من خلال الأنف في حال كانت إحدى فتحتي الأنف ضيقة.[٥]
  • الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم: وهي حالة مرضية تعني توقف الشخص عن التنفس أثناء النوم عدة مرات، وتحتاج إلى العلاج الطبي.[٤]


أسباب انحراف الوتيرة

يولد البعض مع انحراف في الوتيرة منذ الولادة، أو قد ينشأ هذا الانحراف أثناء النمو، وقد يكون نتيجة التعرض لإصابة مباشرة على الوجه والأنف،[١] ويمكن تفصيل الأسباب كالآتي:

  • انحراف الوتيرة الخلقي أو التعرُّض لإصابة أثناء الولادة: تحدث بعض حالات انحراف الوتيرة بشكل وراثي، فيُولد الطفل مصابًا بها، نتيجة نمو الحاجز الأنفي بشكل غير طبيعي في الرحم، أو قد ينتج عن تعرض الجنين لإصابة خلال عملية الولادة، وخاصة لدى الأطفال الذين يولدون بوزن أكبر من الطبيعي، أو الذين واجهت أمهاتهم صعوبات أثناء الولادة.[٧]
  • التعرض لإصابة جسدية مباشرة على الأنف: مثل التعرض لحادث سيارة، أو أثناء ممارسة الرياضة، أو التعثر والسقوط أثناء اللعب، ممّا يتسبب بتحرك الحاجز الأنفي من مكانه.[٨]
  • التقدم في العمر: من الممكن أن يؤثر التقدم في العمر في بنية الأنف، فيزداد سوء انحراف الوتيرة البسيط مع الوقت.[٥]

تشخيص انحراف الوتيرة

يبدأ الطبيب بالتحقق من التاريخ الطبي للمريض، فيسأل عن الأعراض المزمنة التي يعاني منها، كما يستفسر عن تعرضه لأي إصابات جسدية، أو خضوعه لأي عمليات جراحية، وذلك لمعرفة الأسباب المحتملة لانحراف الوتيرة،[٧] بالإضافة إلى الاختبارات التالية:[٩]

  • اختبار بدني: يتحقق الطبيب من سلامة الممرات الأنفية والهياكل الداخلية والخارجية للأنف خلال الفحص البدني، فقد يستخدم المنظار الأنفي، وهي أداة صغيرة متصلة بضوء، تُستخدم لتوسيع فتحتي الأنف برفق وملاحظة كل ما يوجد داخل الأنف، كما قد يطلب الطبيب من المريض التنفس بعمق، أو أخذ شهيق قصير وسريع، للكشف عن عدم التناسق أو أي اختلالات في الحاجز الأنفي.
  • تنظير الأنف بالألياف البصرية: يساعد هذا الفحص على رؤية الممرات الأنفية من الداخل بدقة، ويستغرق عدة دقائق فقط، ويبدأ الطبيب فيه بفتح الممرات الأنفية باستخدام مزيل احتقان، يتبعه بمخدر موضعي، وثمّ إدخال أداة رفيعة من الألياف الضوئية من خلال كل فتحة أنف، ومن فوائد هذا الفحص تحديد موقع الحاجز الأنفي بدقة، وتقييم شدة الحالة، والكشف عن وجود أي تشوهات أو كتل غير طبيعية قد تؤدي إلى مشاكل في التنفس.
  • الأشعة المقطعية: (CT scan) من الممكن تقييم مدى تضرر الأنف والوجه باستخدام الأشعة المقطعية، في حال كان الأنف مصابًا بإصابات أو كسور.


علاج انحراف الوتيرة

من الممكن علاج انحراف الوتيرة من خلال التالي:


التخفيف مع الأعراض

يعد التخفيف من الأعراض العلاج الأولي لانحراف الوتيرة في العديد من الحالات، والذي يكون باستخدام بعض الأدوية المساعدة على التقليل من انتفاخ الأغشية المخاطية، ولكن يقتضي الانتباه أن الأدوية لن تقوّم انحراف الوتيرة، فهذا يتطلب إجراءً جراحيًّا، ومن الأدوية التي تستخدم للسيطرة على الأعراض ما يلي:[١٠]

  • مزيلات الاحتقان: تساعد هذه الأدوية على فتح الممرات الهوائية في جانبي الأنف، كما أنها تقلل من انتفاخ أنسجة الأنف، علمًا أنّها تتوافر بعدّة أشكال دوائية؛ مثل الحبوب أو بخاخات الأنف، وينبغي اتباع تعليمات الطبيب حول الجرعات وطريقة الاستخدام، خاصةً البخاخات الأنفية، فالاستخدام المطوِّل لها قد يكون له تأثيرًا عكسيًا ويزيد من الحالة سوءًا.
  • مضادات الهيستامين: تساعد هذه الأدوية على التخفيف من أعراض التحسُّس الأنفي، مثل: انسداد الأنف أو سيلانه.




توخى الحذر عند قيادة السيارة في حال استخدام أدوية مضادات الهيستامين، فبعضها قد يُسبِّب النعاس.




[١٠]

  • بخاخات الكورتيزون الأنفية: تساعد بخاخات الكورتيزون الأنفية التي يصفها الطبيب على التخلص من تراكم المخاط وسيلانه، والتخفيف من تورم الممرات الأنفية، ويجب اتباع إرشادات الطبيب عند استخدامها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تحتاج إلى 1-3 أسابيع للوصول لأقصى تأثير لها.[١١]

العلاج الجراحي

في حال لم تتحسن مشاكل التنفس أوالشخير الناجم عن انحراف الوتيرة باستخدام العلاجات السابقة، فإن الأمر قد يستدعي العلاج الجراحي لتقويم الحاجز الأنفي، وتسمى العملية رأب الوتيرة، أو رأب الحاجز الأنفيّ (بالإنجليزية: Septoplasty)، وتنطوي هذه العملية على إحداث جرح عبر فتحتي الأنف لفصل غضروف وعظام الحاجز الأنفي عن الغشاء المخاطي المبطن للأنف والوتيرة، وفي رأب الوتيرة يسعى الطبيب إلى قص جزء من الوتيرة، أو تقويم الغضروف المنحني لعلاج الحالة، ومن ثم إعادة الغشاء المخاطي مرة أخرى،[١٢] ويشعر المرضى بعد هذه العملية بتحسن واضح في التنفس لديه.[١٣]


يستغرق التعافي التام ما يقارب بضعة أسابيع عادةً، وأحيانًا بضعة أشهر، لكن يستطيع المريض العودة لمنزله في نفس اليوم، أي بعد ما يقارب 3-4 ساعات من الجراحة، وعادةً تستغرق العملية حوالي 60-90 دقيقة، وتتم تحت التخدير الموضعي أو العام.[١٣][١٤]


علمًا أنّ رأب الوتيرة قد يساهم في حل مشكلة انسداد تدفق الهواء بشكل نهائي وكامل، وقد يلجأ البعض لهذه الجراحة بالتزامن مع عملية تجميل الأنف (بالإنجليزية: Rhinoplasty) لتحسين المظهر الخارجي للأنف، وذلك عن طريق تعديل حجم أو شكل عظام وغضاريف الأنف.[١٣][١١]




يقتضي التنويه أنّه لا يُوصى بإجراء جراحة رأب الوتيرة للأطفال، بل ينتظر الطبيب حتى بلوغه سن 15-16 عامًا، ليكتمل نمو أنفه، وقد ينتظر الطبيب فترة أطول للأطفال الذكور، فقد يكتمل نمو الأنف لديهم بعد الإناث بقليل.



[١٥]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١١]

  • انسداد فتحة الأنف وعدم استجابتها للعلاجات الطبية.
  • نزيف الأنف المتكرر.
  • الإصابة بالتهابات جيوب الأنف بشكل متكرر.
  • مشاكل في التنفس.[١]
  • حدوث مشاكل في النوم، وخاصة انقطاع النفس أثناء النوم.[١]


الوقاية من انحراف الوتيرة

كما أسلفنا الذكر يولد العديد من الأشخاص وهم يعانون من انحراف الوتيرة، وفي الحقيقة لا يمكنك منع مثل هذه الحالات غالبًا، ولكن هناك بعض الحالات التي يمكنك الوقاية منها، عن طريق الوقاية من تعرضك للإصابات على الأنف، والتي تؤدي إلى انحراف الوتيرة، وقد يكون من خلال التالي:[٨]

  • ارتدِ حزام الأمان في السيارة باستمرار.
  • ارتدِ خوذة مناسبة عند ممارسة الرياضات التي تحتاج الاحتكاك الجسدي، أو عند ركوب الدراجات.
  • تجنب الرياضات التي فيها خطر عالي للتعرُّض للإصابات المباشرة ككرة القدم.[١٦]




المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Deviated Septum", medicinenet, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  2. "Diagnosis and management of septal deviation and nasal valve collapse - a survey of Canadian otolaryngologists", journalotohns.biomedcentral, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  3. "Is Your Nose Working Against You? 5 Signs of a Deviated Septum", health.clevelandclinic, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ deviated septum is a,size of their breathing passages. "Deviated Septum", webmd, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Deviated septum", mayoclinic, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  6. "Post-nasal Drip", enthealth, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "What's to know about deviated septum?", medicalnewstoday, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Deviated septum", healthdirect, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  9. "Diagnosing Deviated Septum", nyulangone, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Deviated septum", middlesexhealth, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Deviated septum"، Sparrow، اطّلع عليه بتاريخ 1/7/2021. Edited.
  12. "Repair of a Deviated Septum (Septoplasty)", uofmhealth, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Deviated Septum"، healthgrades، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. Edited.
  14. "Deviated Septum", webmd, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  15. "Deviated Septum", drugs, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  16. "Deviated Septum", clevelandclinic, Retrieved 14/6/2021. Edited.