لا يرتبط نزيف الأنف (بالإنجليزية: Nosebleeds) بوجود مشاكل خطيرة في معظم الحالات، إذ إنّ أغلب حالات نزيف الأنف لدى معظم الناس لا تشكل أي خطورة على الشخص، ويطلق على نزيف الأنف مصطلح الرعاف (بالإنجليزية: Epistaxis) أيضاً؛ حيث يتدفق الدم من إحدى فتحتي الأنف أو كلاهما، وقد يتراوح تدفق الدم بين الخفيف إلى الشديد، وقد يستمر لفترةٍ تتراوح من بضع ثوانٍ إلى 15 دقيقة أو أكثر.[١]


الإسعافات الأولية لوقف نزيف الأنف

يشكل نزيف الأنف مصدر إزعاج وعدم راحة للمصاب، وقد يدل على وجود مشكلةٍ ما في بعض الحالات، وبشكلٍ عام يتوجب على المصاب معرفة وتطبيق الإسعافات الأولية التي تساعد على وقف نزيف الأنف، ولمعرفة ذلك يمكن اتباع التعليمات الآتية:[٢]

  • الجلوس بوضعية مستقيمة مع الانحناء قليلًا إلى الأمام: إذ يساعد الجلوس بوضعية مستقيمة على تقليل الضغط في أوردة الأنف وبالتالي التقليل من نزيف الأنف، بينما الانحناء إلى الأمام فيساعد على تجنب ابتلاع الدم، وبالتالي تجنب حدوث تهيج في المعدة.[٢]
  • الضغط على الأنف: يتم إمساك الأنف باستخدام إصبع الإبهام والسبابة لإغلاقه والضغط على النقطة التي تتسبب بالنزيف والموجودة في الحاجز الأنفي غالبًا، حيث يسمح للمريض بالتنفس من خلال فمه، وغالبًا ما يتوقف تدفق الدم بالضغط على الأنف لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة، ومن الجدير ذكره أنَّه في حال استمرار نزيف الأنف فيتم الضغط عليه مجددًا لمدة 10 إلى 15 دقيقة أخرى.[٢]
  • تطبيق كيس ثلج على الأنف: يتم وضع كيس ثلج أو كيس خضروات مجمدة مغطى بمنشفة على جسر الأنف.[١]
  • تجنب الاستلقاء: نظراً لأنّ هذه الوضعية قد تزيد من حدوث النزيف.[١]
  • تجنب العبث بالأنف عند توقف النزيف: يتوجب على المصاب عدم لمس أنفه بعد توقف النزيف تجنبًا لتكرار حدوث النزيف من جديد.[٣]
  • فتح الأنف بلطف: إذ يتم إخراج الهواء برفق عن طريف الأنف وذلك بهدف التخلص من أيّ تجلطات دموية قد تكون موجودة، ولتحقيق ذلك يمكن الاستعانة باستخدام بخاخ مزيل الاحتقان من نوع أوكسي ميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline) وتطبيقه في كلا فتحتي الأنف، ومن ثم إغلاق الأنف لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة والتنفس من خلال الفم عوضًا عن الأنف.[٣]


هل يمكن أن يتوقف نزيف الأنف من تلقاء نفسه؟

كما ذكر سابقًا بأن معظم حالات نزيف الأنف لا ترتبط بوجود مشاكل صحية خطيرة، وقد تتوقف من تلقاء نفسها أو من خلال القيام بالإسعافات الأولية التي قد تسرّع من عملية توقف النزيف.[٤]


الوقاية من حدوث نزيف الأنف

قد يحتاج الشخص الذي يعاني من نزيف الأنف بشكلٍ متكرر إلى اتباع بعض الطرق التي قد تساعد على منع حدوث ذلك، ومن أبرز الطرق والإجراءات التي يمكن اتباعها ما يأتي:[٥]

  • العودة إلى المنزل وأخذ قسط من الراحة مع ضرورة رفع الرأس بزاوية 30 إلى 45 درجة بعد حدوث النزيف.[٥]
  • تجنب حك الأنف أو النفخ فيه بقوة أو النفخ بشكل متكرر،[٦] وتجنب العطس من خلاله، إذ يمكن العطس عن طريق الفم عوضًا عن الأنف.[٥]
  • تطبيق بخاخ الأنف الملحي أو قطرات الأنف الملحية في فتحتي الأنف مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم، وذلك للحفاظ على ممرات الأنف رطبة، إذ تتوفر هذه المنتجات في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية لصرفها، ويمكن تحضيرها في المنزل بإضافة ملعقة صغيرة من الملح إلى نحو لتر من ماء الصنبور، ثم غليه لمدة 20 دقيقة وإبقائه ليبرد قبل استخدامه.[٧]
  • تجنب العبث ووضع أشياء صلبة في الأنف بما في ذلك الأصابع.[٧]
  • استشارة الطبيب إذا كان الشخص يستخدم أي من الأدوية التي قد تزيد من نزيف الأنف سوءاً، مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، إذ قد يقوم الطبيب باستبدالها بأدوية أخرى لا تتسبب بنزيف الأنف كما هو الحال مع هذه الأدوية؛ مثل: الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin) ومسكنات الألم غير الستيرويدية (NSAIDs).[٧]
  • التوقف عن التدخين، نظراً لأنّه قد يتسبب بحدوث جفاف وتهيج في الأنف.[٧]
  • ارتداء أقنعة واقية للرأس إذا دعت الحاجة، خاصة عند ممارسة الأنشطة التي يُحتمل فيها تعرض الوجه والأنف لإصابة.[٧]
  • إبقاء الأظافر قصيرة.[٧]
  • التقليل من استخدام أدوية نزلات البرد والحساسية قدر المستطاع، نظراً لأنَّها قد تزيد من جفاف الأنف، مما قد يتسبب بحدوث نزيف الأنف أو تفاقمه، لذلك تجدر استشارة الطبيب حول إمكانية وقفها أو الاستمرار بتناولها.[٣]
  • استخدام مرهم ترطيب كالفازلين داخل الأنف، خاصة في حالات النزيف الناتجة عن وجود تقشرات داخل الأنف.[٦]
  • استخدام المرطبات داخل الأنف عند التواجد في المناطق المرتفعة أو المناخات الجافة.[٦]
  • تجنب الأنشطة الشاقة لمدة أسبوع على الأقل من حدوث نزيف الأنف السابق.[٦]


ما هي حالات نزيف الأنف التي تستدعي التوجه للطوارئ؟

قد تستدعي بعض حالات نزيف الأنف الذهاب للطوارئ وتلقي العلاجات اللازمة والفورية للسيطرة على نزيف الأنف، ومن أبرز الحالات التي تستدعي ذلك ما يأتي:[٢]

  • عدم توقف النزيف واستمراه لمدة تزيد عن 30 دقيقة.
  • شعور المصاب بالدوخة أو حدوث الإغماء.
  • نزيف الأنف الناتج عن التعرض لحادث أو سقوط أو إصابة في الرأس، بما في ذلك تعرض الشخص للكمة في الوجه تسبب بحدوث نزيف وكسر في الأنف.
  • الإصابة بنزيف الأنف أثناء فترة تناول مميعات الدم؛ مثل: الأسبرين أو الوارفارين، فقد يتطلب ذلك تغير أو تعديل جرعة الدواء.


هل يمكن أن يحتاج نزيف الأنف إلى التدخل العلاجي من قبل الطبيب؟

قد تتطلب بعض حالات النزيف المرتبطة بأسباب معينة إلى العلاجات الطبية، مثل نزيف الأنف المرتبط بارتفاع ضغط الدم، أو فقر الدم، أو حدوث كسر في الأنف، فقد يقوم الطبيب بدايةً بإجراء المزيد من الفحوصات للتأكد من سبب حدوث نزيف الأنف، وقد يطلب الطبيب القيام بفحص ضغط الدم ومعدل النبض، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات التصويرية؛ كالتصوير بالأشعة السينية، وبناءً على نتائج الفحوصات يقوم الطبيب بوضع الخطة العلاجية المناسبة، ومن أبرز العلاجات التي قد يلجأ لها الطبيب الآتي:[٦]

  • الحشوات الأنفية: (بالإنجليزية: Nasal packing)، إذ يقوم الطبيب بوضع حشوات أنفية في أبعد مسافة ممكنة داخل الأنف، وذلك للضغط على مصدر النزيف من خلال الحشوات التي تُجرى باستخدام قطع الشاش أو الإسفنج المخصص لذلك.
  • الكي: (بالإنجليزية: Cautery)، يعد إجراء الكي من الإجراءات البسيطة، حيث يتم فيه حرق أو كي المنطقة التي يحدث فيها النزيف، ويُلجأ لهذا الإجراء في حال استطاع الطبيب تحديد منطقة النزيف.
  • رأب الحاجز الأنفي: (بالإنجليزية: Septal surgery)، والتي تعد من الإجراءات القائمة على تعديل الحاجز المعوج الموجود بين قناتي الأنف، سواء أكان الاعوجاج موجود منذ الطفولة أم ناجماً عن إصابة، إذ إنّ تعديله قد يقلل من فرص حدوث نزيف الأنف.
  • الربط: (بالإنجليزية: Ligation)، والذي يعد أحد الخيارات الأخيرة لعلاج نزيف الأنف، إذ يقوم الطبيب بربط أطراف الأوعية الدموية المسؤولة عن النزيف.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Nosebleed", nhsinform, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Nosebleeds: First aid"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Nosebleeds"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2021. Edited.
  4. "Nosebleeds", mayoclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Nosebleed (Epistaxis, Nose Bleed, Bloody Nose)", medicinenet, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Why nosebleeds start and how to stop them", medicalnewstoday, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Nosebleed (Epistaxis)", clevelandclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.