يشيع حُدوث الرُّعاف أو نزيف الأنف (بالإنجليزية: Nosebleeds)، خاصةً عند الأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا،[١] ويأتي نزيف الأنف من مقدمة الأنف أو الجزء الخلفي منه،[٢] ولكن ما السّبب وراء هذا النّزيف؟

أسباب نزيف الأنف

الغالبية العظمى من حالات نزيف الأنف هي نزيف أنفي أمامي (بالإنجليزية: Anterior Nosebleeds)، ويعني ذلك أن النزيف يأتي من الجدار الداخلي للأنف الواقع بين فُتحتيّ الأنف، والذي يُعرف بالحاجز السفلي، ويحتوي هذا الجزء من الأنف المعروف باسم منطقة ليتل (بالإنجليزية: Little's Area) على العديد من الأوعية الدموية الحساسة التي يمكن أن تتضرّر بسهولة،[٣] ومن أكثر أسباب نزيف الأنف شيوعًا "الجفاف" الذي غالبًا ما يحدث بسبب ارتفاع حرارة الجو المُحيط كما هو الحال عند زيادة دفء المنزل في الشتاء، أو قد يحدُث النّزيف الأنفي كذلك بسبب العبث بالأنف،[٤] وفي أحيان أخرى يكون سبب نزيف الأنف غير معروف، ومع ذلك تشمل الأسباب الشائعة لحدوثه ما يلي:

  • التعرض لضربة على الأنف، مما يؤدي إلى إلحاق الضّرر بالأوعية الدموية الدقيقة في الغشاء المخاطي.[٥]
  • التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis)، وهي تجاويف مملوءة بالهواء تقع في العظام المحيطة بالأنف.[٥]
  • انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Deviated Septum)، ويعني ذلك أن يكون الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف بعيدًا عن المركز أو منحرف عن موقعه.[٥]
  • التواجد في المرتفعات العالية؛ فكلما زاد الارتفاع قلت نسبة الأكسجين في الهواء، ممّا قد يُسبب جفاف في الأنف الذي سيُصاحِبه نزيف الأنف.[٥]
  • تناول بعض أنواع الأدوية كمضادات الالتهاب أو مُميّعات الدم، أو استخدام بخاخات الأنف.[١]
  • إجراء جراحة الأنف مؤخرًا.[٦]
  • الحمل والذي يسبب تمدد الأوعية الدموية في الأنف.[٦]
  • نزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو حساسية الأنف، إذ يُمكن أن تُسبّب هذه الحالات نزيفًا في الأنف لأسباب مختلفة؛ فالأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات ينفثون من أنوفهم كثيرًا، وقد يتهيج الأنف من الداخل ويؤلم عند الإصابة بعدوى فيروسية، مما يجعله أكثر عرضة للنزيف، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب الحساسية مشاكل مختلفة، وعادةً ما يصف الأطباء الأدوية كمضادات الهيستامين أو مزيلات الاحتقان للسيطرة على حكة أو سيلان أو انسداد الأنف، ويمكن للدواء أن يجفف أغشية الأنف، مما يؤدي إلى حدوث نزيف في الأنف.[٥][٧]


أسباب جدية وأكثر خطورة لنزيف الأنف

في الواقع إنّ عدداً قليلاً من حالات نزيف الأنف تكون نزيف أنفي خلفي (بالإنجليزية: Posterior Nosebleeds)، ويعني ذلك أن النزيف يأتي من فروع الشرايين التي تمد الدم إلى الفراغ الموجود داخل الأنف بين سقف الفم والدماغ والذي يُعرف بتجويف الأنف، ويشيع نزيف الأنف هذا عند البالغين أكثر من الأطفال، ويمكن أن يكون أكثر خطورة من نزيف الأنف الأمامي وينزف بشدة، مما قد يتطلب الأمر عناية طبية،[٣] وتشمل الأسباب الجدية والأكثر خطورةً لنزيف الأنف ما يلي:

  • نقص الكالسيوم (بالإنجليزية: Hypocalcemia).[٥]
  • التعرض لمواد كيميائية قد تهيج الغشاء المخاطي.[٥]
  • ارتفاع ضغط الدم.[٨]
  • اضطرابات النزيف مثل الهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia)، أو مرض فون ويلبراند (بالإنجليزية: Von Willebrand Disease)، أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia).[٨]
  • أورام الأنف (بالإنجليزية: Nasal Tumors).[٨]
  • تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis).[٨]
  • قلة الصفيحات المناعية (بالإنجليزية: Immune Thrombocytopenia).[٨]
  • توسع الشعيرات النزفي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary Hemorrhagic Telangiectasia).[٨]
  • السقوط أو التعرض لضربة على الرأس.[٣]




من المُمكن أن يُشير نزيف الأنف المُتكرر لحالة أكثر خُطورة.




الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

غالبًا ما تكون حالات نزيف الأنف خفيفة ولا تدوم طويلاً، كما أنها لا تحتاج إلى مراجعة الطبيب لعلاجها، ومع ذلك يمكن أن تحتاج بعض الحالات إلى مساعدة طبية طارئة، وتشمل هذه الحالات:[١]

  • التّعرض للنويف الأنفي نتيجة لإصابة.
  • وجود نزيف شديد.
  • صعوبة في التنفس.
  • أن يستمر نزيف الأنف لمدة تزيد عن 15 دقيقة.
  • أن يكون المصاب طفلًا يقل عمره عن سنتين.
  • إذا كان المصاب يتناول الأدوية المُميّعة للدّم في العادة.
  • أن يتقيأ المصاب دماً.


الإسعافات الأولية لوقف نزيف الأنف

لوقف نزيف الأنف يجب اتّباع الخطوات التالية:[٩]

  • الجُلوس في وضع مستقيم، وتجنّب إرجاع الرأس للخلف، إذ يساعد الجلوس في هذه الوضعية على تقليل ضغط الدم في أوردة الأنف، مما يُقلل من تحفيز المزيد من النزيف، كما يساعد على تجنب ابتلاع الدم.
  • النّفث من الأنف بلطف لتنظيفه من الجلطات الدموية.
  • الضّغط على جانبي الأنف باستخدم الإبهام والسبابة، واستمرار التّنفس من الفم لمدة 10 - 15 دقيقة، وإذا استمر النزيف لما بعد هذه المدة يجب تكرار الضغط لمدة 10 - 15 دقيقة أخرى، مع تجنب النظر إلى الأنف، وإذا استمر النزيف أكثر فيجب طلب المساعدة الطبية.
  • لمنع عودة النزيف ينبغي تجنب نفث الأنف والانحناء للأمام لعدة ساعات، مع ضرورة الحِفاظ على مُستوى الرأس أعلى من مُستوى القلب، ويمكن وضع بعض الفازلين برفق داخل الأنف باستخدام قطعة قطن.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Nosebleed", healthdirect, 1/11/2019, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  2. Neha Pathak (21/9/2020), "Nosebleed Causes", webmd, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Nosebleed", nhsinform, 22/12/2020, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  4. Deepak S. Patel (1/11/2020), "Nosebleeds", familydoctor, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Caroline Gillott (24/3/2017), "Why nosebleeds start and how to stop them", medicalnewstoday, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Alice Miller (14/6/2021), "Nosebleed", healthnavigator, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  7. Michelle P. Tellado (1/9/2019), "Nosebleeds", kidshealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح "Nosebleed (Epistaxis)", clevelandclinic, 23/10/2019, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  9. "Nosebleeds: First aid", mayoclinic, 18/12/2020, Retrieved 19/8/2021. Edited.